اهتمت الدراسات الأدبية بالأدب النسوي، الذي تكتبه المرأة وتناول فيه قضاياها، ولم تغفل تلك الدراسات البحث في أشكالية القهر في تلك الكتابات. وعن صور قهر الشخصيات النسوية في روايتي "مالينا" لانجيبورج باخ مان، و"الرماد المتطاير" لمونيكا مارون، حصلت الباحثة (مرفت سعيد عبدالفتاح) علي درجة الماسجتير، في كلية الآداب جامعة حلوان. ارتكزت دراستها حول تحليل أنماط قهر الشخصيات النسوية في الأدب النسوي في الفترة من السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي. تقارن الدراسة التي تقدمت بها الباحثة، بين استسلام الأنا الراوية في رواية "مالينا" للقهر الممارس ضدهما في المجتمع الذكوري، وكفاح "جوزيفا" ضد قهر العمل لها في رواية "الرماد المتطاير" ، لان كفاح جوزيفا ضد تعسف العمل لم يلق تقديرا، ويؤدي ذلك علي فقدانها لهويتها وإحساسها بالغربة، فكلما كافحت جوزيفا من أجل حياتها العملية وأثبات هويتها في العمل وفي المجتمع، اتسعت الهوة بينها وبين من حولها بالإضافة إلي شكوكها في أخلاق زملائها في العمل مما يؤدي علي شكلها في أخلاقها هي نفسها. اعتمدت الدراسة في التحليل علي النظرية النسوية لسيمون دي بفوار. والتي اتضحت في كتابها "الجنس الآخر"، كما استنفت علي النظرية التكفيكية لجاك دريدا التي شرحها في كتابه (علم الكلام)، وذلك بتفكيك بناء الروايتين وأحداثهما، والأحلام ، والمنولوج الداخلي للبطلتين، بهدف ابراز تأثير القهر في بطلتي العملين وكيفية مواجتهما له. وتوصلت الدراسة من خلال تحليل علاقة بطلتي العلمية بالوسط الذكوري بهما علي ان كلا من الروايتين تليقيان الضوء علي أبعاد أخري لتحرر المرأة وإحساسها بالمساواة، الأ وهي التقدير والاحترام والمساندة، فكلما هما رغم استقلالهما وثقافتهما واسيرتهما المهنية، الناجحة لم تستطيعا تجذب القهر الممارسي ضدهما أو التغلب عليه. تستخلص الدراسة ايضا من خلال تحليل الروايتين ان كلا من الأنا، الراوية في "مالينا"، وجوزيفا في "الرماد المتطاير" ، لم تتشابها في كيفية مواجهة القهر ومقاومته، استسلمت الأنا الرواية له، وقد اتضح ذلك من خلال تفكيك وتحليل بعض الأشكال السردية في كلتا الروايتين مثل: "الصمت ، المحادثات، العجز عن الكلام، الأسطورة، أو الخرافة، والرؤي الخيالية. تمت مناقشة الرسالة بكلية الآداب، جامعة حلوان بإشراف الدكتورة ناهد الديب، أستاذ الأدب الألماني بكلية الآداب، جامعة القاهرة ومناقشة د. منار محمود، مدرس الأدب الألماني بجامعة حلوان، د. ميشائيل فيش أستاذ الأدب الزائر بجامعة القاهرة، د.صفاء إبراهيم شلبي أستاذ الأدب الألماني بآداب القاهرة.