بدعوة كريمة من الروائية هالة البدري رئيس مجلس ادارة ورئيس تحرير مجلة الاذاعة والتليفزيون، حضرت احتفالية المجلة بمناسبة مرور 79 عاما علي اصدارها والبدء في العام الثمانين. ثمانون عاما من عمر مجلة، هو بالفعل رقم يستحق الاحتفال والاحتفاء، فبكل تأكيد لولا تأثير هذه المجلة لما استمرت هذه الأعوام الطوال، وربما تكون هذه المناسبات فرصة حقيقية للتوقف عند المحطات الرئيسية لهذه المجلة ورموزها الذين ساهموا في حياتنا الصحفية والثقافية. كلمة عصام الأمير رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون جاءت لتؤكد علي عراقة هذه المجلة ودورها ومكانتها العظيمة في مجال الاعلام في العالم العربي، فهي - علي حد تعبيره - واحدة من أعرق المجلات المتخصصة في مصر ولها باع طويل وبصمة عميقة في تطور العمل الاذاعي والتليفزيوني من خلال صفحات النقد والدراما. أسماء بارزة ولها مكانتها في الساحتين الصحفية والثقافية تولت رئاسة تحرير هذه المجلة، وأسماء كبيرة أخري شاركت في تحريرها وجيل من شباب المبدعين انضموا اليها وأصبحوا علامات بارزة ساهمت في إثراء هذه المجلة من أمثال: جرجس شكري، فارس خضر، طارق إمام وغيرهم، الذين امتد تأثيرهم الي تأسيس والمشاركة في الكتابة في مجلات وصحف مستقلة، فلعبوا دورا كبيرا في اثراء الحياة الصحفية، مستمدين من خبراتهم التراكمية في هذه المجلة، التي برز علي صفحاتها نجوم كبار في عوالم الثقافة والأدب والفن، فمن منا ينسي بورتريهات الأديب الكبير الراحل خيري شلبي ورسومات الفنان التشكيلي الذي رحل مؤخرا خلف طايع، صاحب البصمة الخاصة في رسمه للبورتريهات، بالاضافة لكتابات المبدع الكبير عبدالوهاب الأسواني، الذي أثري الاحتفالية في وجوده بجانب نخبة من الأسماء البارزة التي شكلت وجدان هذه المجلة عبر عمرها الطويل. لقد نجحت هالة البدري في هذه الاحتفالية في أن تجمع الأجيال المختلفة لهذه المجلة، ورأيت بعيني الشعور بالرضا، لمن تم تكريمهم، لما قدموه من عطاء علي مدي السنوات الماضية، ورأيت - أيضا - السعادة التي غمرت أجيال الشباب وهم يرون أشخاصا، ساهموا بجهدهم وعرقهم في اثراء هذه المجلة وتثبيت كيانها وجعلها واحدة من أهم المجلات المتخصصة، بل الأكثر من ذلك إن تجربة مجلة الاذاعة والتليفزيون والأسماء البارزة التي ظهرت علي صفحاتها لتؤكد أننا أمام مدرسة صحفية، بكل ما تعنيه الكلمة. ورغم أن الاحتفالية كانت مليئة بالنجوم، إلا أن زميلي ياسر رزق رئيس تحرير الأخبار ورئيس مجلس ادارة مؤسسة أخبار اليوم، استقبل بحفاوة لافتة للنظر، فبمجرد دخوله للقاعة التف حوله صحفيو المجلة مسرعين لاستقباله والاحتفاء به، وظل لدقائق وهو يحتضن الواحد تلو الاخر، وعندما جاء دوره في التكريم ضجت القاعة بالتصفيق والبعض حياه واقفا، واعتقد أن هذه الحفاوة ليست فقط لشخص ياسر رزق بل لتجربته المهنية في المجلة.. فقد وصلت في عهده لأرقام لم تصل اليها المجلة من قبل، والأهم أنه استطاع أن يجعل الأجيال المختلفة من المجلة، تلتف حوله وحول مجلتهم.. فجعلوها في مصاف المجلات المصرية والعربية. تحية للزملاء والأساتذة في هذه المجلة العريقة.