المطر فى فينا للفنان : دينو او دواردو- ايطاليا لم تعد الفوتوغرافيا هي التسجيل المباشر للواقع كما اتهمت دائما، بل وفي ظل التطور الهائل في تكنولوجيا التصوير وبرامج التحرير، أصبحت الفوتوغرافيا وسيلة لخلق عوالم موازية تعتمد علي قوة خيال المصور الإبداعية وقدرته علي خلق المشهد كلوحة فنية بديعة، ولعل هذا ما ذكره المصور الشهير أنسل أدمز بقوله إن الفوتوغرافيا ليست مجرد نقل واقعي للأفكار وإنما هي فن إبداعي، مضيفا في موضع آخر أن الفوتوغرافيا وسيط قوي للتعبير وللتواصل حيث تتيح عدد لا حصر له من المفاهيم والتفسيرات. وهنا يصبح المصور هو المتحكم الوحيد في عالمه الذي يخلقه داخل الإطار ويكون القيد الوحيد هو قيوده الذاتية ليتحول فن التصوير الفوتوغرافي لفلسفة ذاتية وانعكاس لعالم المصور الداخلي. وللمرة الثانية في غضون أشهر قليلة يستضيف مركز الجزيرة للفنون بالزمالك معرضا دوليا متميزا للتصوير الفوتوغرافي بمشاركة العديد من الفنانين من جميع أنحاء العالم، وقد أقيم المعرض تحت عنوان " خطوط " وضم ما يقرب من 100 عمل فني لمائة من كبار المصورين العرب والأجانب يمثلون 69 دولة . وقد تم تقسيم الأعمال المعروضة علي قاعتي عرض، حيث ضمت القاعة الأولي الصور المقدمة بالأبيض والأسود، والمتجول بين أرجاء المعرض يمكنه أن يلمح التطور الهائل الذي شهده فن التصوير، حيث اقترب في كثير من الأعمال من اللوحات التشكيلية المرسومة بالزيت، كما كانت العديد من الصور أقرب إلي عالم ألف ليلة وليلة بخيالاته. وتعليقا علي المعرض يقول د. أحمد عبد الغني رئيس قطاع الفنون التشكيلية إن المعرض قدم مجموعة متميزة من التجارب التي عكست أبعادا جمالية ومفاهيمية كثيرة ، وأشار إلي أمنيته أن يكون لدينا في مصر مستقبليا حدث دولي مُتخصص في التصوير الفوتوغرافي . وأضاف أن الفوتوغرافيا في مصر لم تأخذ حقها بعد بالرغم من اتساع ممارستها سواء من قبل المتخصصين أو الهواة، وهذا بفضل التكنولوجيا الحديثة التي جعلت الشباب يتجهون للتصوير، وهؤلاء في حاجة إلي صقل هذه الموهبة عبر رؤية تجارب احترافية في جماليات الصورة وكيف تتحول اللقطة إلي عمل فني مُحرض للجمال والبحث والاكتشاف والتأمل. وتعتبر مثل هذه المعارض الدولية فرصة كبيرة للفنانين المصريين للإطلاع علي الاتجاهات الحديثة في التصوير، الأمر الذي أكد عليه المصور الفنان جلال المسري أحد منظمي المعرض قائلا إن المعرض قدم فرصة طيبة لمعرفه مستوي الصور الفائزة في مسابقات عالميه يمكن أن تؤخذ في الاعتبار عند اشتراك المصورين المصريين في تلك المسابقات الدولية. جدير بالذكر أن الصور المعروضة تم اختيارها من الصور الفائزة في مسابقه خطوط العالمية التي تم تنظيمها في بداية العام وشارك في تحكيمها حكام من البحرين وبولندا ومصر كما شارك في تنظيمها من مصر أحمد عبد العظيم والفنان جلال المسري والفنان أيمن جمال، وتعتبر المسابقة من المساهمات الأولي لمصر نحو تنظيم مسابقات دولية معترف بها من الاتحاد الدولي للتصوير والجمعية الأمريكية للتصوير والجمعية الملكية البريطانية، وقد شارك بتلك المسابقة حوالي 670 مصوراً من 69 دولة بإجمالي 7000 صورة ورصد لها 112، فاز فيها ثلاثة مصريين بجوائز.