رغم عراقة جامعة القاهرة، مقار نة بجامعات أكثر حداثة في المنطقة إلا إنها لم تعد الجامعة »الأولي« في التصفيات علي المستوي العربي أوحتي علي المستوي الإفريقي. بالطبع لانقارن وضع الجامعة عالميا فهي في المركز (358) في التصنيف العالمي الأسباني بينما احتلت المركز الثاني إفريقيا بعد جامعة »كيب تاون« في جنوب إفريقيا، واحتلت المركز الثاني عربيا بعد »جامعة الملك سعود« السعودية. جاء ذلك في تقرير مؤسسة »ويبو متريكس« الاسباني لاصدار نهاية يوليو 2014، وهو تصنيف يعتمد في معاييره علي الأبحاث العلمية والملفات الفنية،ويتم تحديثه بشكل دوري كل 6 شهور في يناير، ويوليو من كل عام ويقيس ترتيب أفضل الجامعات في نشر الأبحاث الأكاديمية علي الإنترنت، حيث يشمل معايير تخص موقع النشر نفسة والسؤال، ألم يكن من الأجدي أن توجه ادارة جامعة القاهرة المبلغ الذي تبرعت به لصندوق تحيا مصر (20مليون جنيه). لدعم النشر الألكتروني، وتقديم الدعم اللوجستي للباحثين من الطلاب والاساتذة، كي ترتقي الجامعة علميا وتحتل مكانة دولية تليق بتاريخها، خاصة وأن تقديم هذا المبلغ وإنفاقه في المسألة التعليمية فيه حياة لمصر وللمصريين. فهل يضير الجامعة أن تضع استراتيجية سنوية لكيفية إنفاق ميزانيتها بشكل يدفع بالبحث العلمي، و النشر الدولي وسط نظيراتها من الجامعات، خاصة بعد تصريح د.جمال عصمت نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، من تطوير الخدمات الالكترونية لإتاحة الأنشطة الصعبة لأعضاء هيئة التدريس علي البوابة الالكترونية للجامعة، والتي سيشرف عليها حسب قوله مجموعة من المتخصصين من كلية الحاسبات والمعلومات بالجامعة برئاسة د.ريم بهجت عميد الكلية، د، إيهاب عزت مدير الموقع. وما يؤكد حاجة الجامعة الي الدعم المادي لإنجاز ماتحتاجة في المسألة التعليمية والبحثية، ماذكره الدكتور هاني الحسيني، الاستاذ بكلية العلوم، جامعة القاهرة، الذي أكد أن 40٪ من النشر الدولي لجامعة القاهرة تقوم به كلية العلوم، والتي ينقصها الكثير من المعامل والمواد الخام، بسبب عجز الموازنة الخاصة بالكلية، وكيف أن الجامعة تخصص حوالي 70 مليونا للبحث العلمي من ميزانيتها (مليار و800 مليون)، وهذا مبلغ هزيل للبحث العلمي، وبالتالي ندعم الجامعة أقل من الواجب فيما يخص البحث العلمي. ولفت د. الحسيني إلي أن التصنيف الاسباني متعلق بتواجد الجامعة علي الشبكة الدولية، وهذا أمر ليس بالمستحيل، خاصة وأننا لاينقصنا البحث، فجامعة القاهرة، معروفة بمكانتها العلمية والتعليمية والبحثية يمكن لها أن تتواجد أوتتقدم في هذا التصنيف بتوفير الدعم المطلوب، لكن أشهر التصنيفات الجامعية فهو التصنيف الصيني الذي يختص بالبحث العلمي (وهو الأهم)، أما التصنيف البريطاني فهو يمزج بين البحث العلمي والتعليم وهو الأقرب لنا، وأتمني أن يكون لجامعة القاهرة مركز متقدم في هذا التصنيف، لأنها من ناحية التعليم والبحث تمتلك معايير تطبيقه، إلا أنها ينقصها النشر الدولي باللغات الاجنبية، ويضيف الحسيني: كل التصنيفات العالمية كي تتقدم فيها، العامل الأساسي لهذا التقدم هوالدعم المادي واللوجستي للجامعات، بجامعة الملك سعود لديها موارد كثيرة لاننكرها والدولة تقدم لها ماينقصها ويزيد، فالموارد والمادية لها عامل كبير في هذا الأمر. ولفت د. الحسيني إلي أن طالب كلية العلوم في الماضي كان يقوم بإجراء التجربة في المعمل، أما الآن فهو سيشاهد الاستاذ وهو يجريها، ويسجل مايشاهده فهذا فرق كبير، العامل الأساسي فيه هو المادة وتوافر الامكانات. وصدق علي كلام د. هاني الحسيني وأكده الدكتور علي شاكر أستاذ المكتبات والمعلومات بكلية الآداب، جامعة المنيا، والذي قام بالتدريس بجامعة الملك سعود لمدة ست سنوات، مشيرا الي أن توافر الميزانيات التي يحتاجها البحث العلمي والنشاط الأكاديمي يلعب دورا هاما في التصنيفات الدولية، كما أن التنظيم الاداري للجامعات له نصيب فيما يخص مثل هذه التصنيفات فإدارة جامعة الملك سعود تولي اهتماما خاصا بموارد الجامعة لتحفيز الابداع والتميز علي كافة الأصعدة من تمويل برامج البحث والتطوير التقني بما يخدم المجتمع ويعزز اقتصاديات المعرفة لتحقيق التنمية المستدامة. كما أكد هذا التوضيح الدكتور صلاح حسين أستاذ اللغة العربية كلية الآداب، جامعة بني سويف، والذي عمل في السعودية لمدة ست سنوات، لافتا إلي أن المادة أو المال يلعب دورا كبيرا وأساسيا في تقييم الجامعات، لأنه ينتج إضافة فيما يخص الجودة، وموضحا أن جامعة القاهرة تمتلك من الامكانات البشرية مما يضعها في أوائل أي تصنيف إلا أن الموارد المادية تحول دون تحقيق ذلك، وإن كنا نتمني أن تتوافر هذه الموارد لأنها في صالح أطراف العملية التعليمية للطالب وللأستاذ وللجامعة والمجتمع وللوطن.