تشهد البرازيل حاليا أكبر تجمع كروي في العالم، وهو الحدث الذي ينتظره عشاق الكرة المستديرة كل أربعة أعوام، فابالرغم من كونه حدثا رياضيا، إلا أنه في حقيقته أكبر من أن يتم حصره في هذا البعد فقط، فكأس العالم هو حدث ثقافي..اقتصادي.. اجتماعي.. وفي الصفحات الثلاث التالية نتوقف عند عدد من الأبعاد المتعلقة بعلاقة الكرة بالسحر، وكذلك برؤية كبار مثقفي العالم الذين اختلفوا ما بين السخرية منها إلي حد أن وصفها لويس بورخيس بأنها إحدي حماقات الإنجليز، وبين الاحتفاء بها، وكتابة القصص عنها.هل هناك علاقة بين السحر وكرة القدم؟ بينما تتجه أنظار الملايين إلي البرازيل، باعتبارها الدولة التي يقام علي أرضها أكبر تجمع عالمي، وهو كأس العالم، يتصارع أمران: السحر والتكنولوجيا الحديثة. في الوقت الذي أعلنت فيه البرازيل عن تطبيقها التكنولوجيا لأول مرة في تاريخ كأس العالم، لعلاج مشكلة ما يطلق عليه " الهدف الشبح" وهي الحالات التي يحدث فيها جدل بخصوص إذا ما كانت الكرة قد عبرت خط المرمي أم لا، يعلن الساحر الغاني المشهور في بلده نانا كواكو- حسبما أوردت صحيفة الأهرام يوم الجمعة 6 يونيو- أنه المسئول عن إصابة الركبة التي تهدد بمنع نجم المنتخب البرتغالي كريستيانو رونالدو من المشاركة في البطولة، فقد توقع في فبراير الماضي أن رونالدو سيغيب بسبب هذه الإصابة، أكد بيان أصدره الاتحاد البرتغالي لكرة القدم إصابة رونالدو بالتهاب في أوتار ركبته اليسري إضافة إلي إصابته بمشكلة عضلية في فخذه اليسري مما منعه من المشاركة في مبارة ودية لفريقه ضد اليونان، علما بأن البرتغال وغانا يقعان في مجموعة واحدة. لكن هل يوجد جذور لهذا الصراع أو بمعني آخر حكايات تروي عن تدخل السحر والشعوذة في نتائج المباريات؟ بينما كنت أبحث عن إجابة لهذا السؤال علي الانترنت، وكتبت علي " جوجل" " كرة القدم والسحر"، فإذا بي أشاهد أظرف دقيقتين في عمرهذه اللعبة الشهيرة، منذ نشأتها وحتي الآن، الدقيقتان تلخصان مباراة بين الهندوالبرازيل، وفيها اكتسحت الأولي الثانية، بما يزيد عن الثلاثين هدفا، وعندما بدأت أبحث عن تفاصيل هذا اللقاء لم تتوافر معلومات كثيرة عن تاريخ المباراة، لكن يبدو بالتأكيد أنها في العقود الأخيرة، ثم بحثت عن رأي لاعبي البرازيل فيما حدث لهم، فأكدوا أن الهنود استخدموا السحر للتلاعب بنتيجة المباراة وتوجيهها وفقا لأهوائهم، وأن أرجلهم في الملعب كانت ثقيلة، وأن حارس البرازيل لم يكن يري الكرة من الأساس، إلا في الشباك، وبالفعل الأهداف جميعها كانت تدخل مرمي البرازيل بشكل كوميدي لافت للنظر، ويقال إن الاتحاد الدولي اتخذ قرارا بمنع مشاركة الهند في البطولات الدولية فترة من الزمن. هناك الكثير من الحكايات المشهورة التي تربط بين السحر وكرة القدم، وعلي رأسها ما يطلق عليه " أسطورة القطط السبعة" التي حدثت في الأرجنتين، لدرجة دفعت التليفزيون الألماني لتقديم فيلم وثائقي عنها، وتتعلق بقيام مجموعة من مشجعي نادي إندبندينتي بدفن سبع قطط أسفل مرمي خصمهم الأزلي راسينج بملعب السيليندرو عقب تتويجه بلقب الدوري عام 1966 وكأس ليبرتادوريس في 1967 وذلك لالقاء لعنة عليه، وبمرور الوقت بدأت نتائج راسينج في التدهور حتي قامت مجموعة من جماهير الفريق بالبحث والتوصل لوجود اللعنة ونجحت في إخراج ستة من بقايا القطط السبعة، إلا أن شيئا لم يتغير حتي هبط الفريق للدرجة الثانية عام 1980 ثم جاء عام 1998 حينما تمت إزالة أرض الملعب بالكامل وإخراج بقايا القطط المدفونة، وفقا للأسطورة المتداولة والتي يعرفها كل جماهير راسينج ويدللون علي صحتها بأن الفريق عاد للألقاب في 2001 حينما أصبح بطلا للأرجنتين. والغريب أنه في أفريقيا لم يكن الاتحاد الأفريقي يمانع أن يكون من ضمن الجهاز الفني والإداري للمنتخبات ما يطلق عليه" رجال الجوجو" وهم المشعوذون والسحرة، حتي تم منع ذلك في كأس الأمم الأفريقية 2002 التي أقيمت في مالي، وذلك بعد أن قام حارس الكاميرون الشهير توماس نكونو بممارسة طقوس غريبة تحت المرمي، وقامت الشرطة بالقبض عليه، لكن رئيس الكاميرون تدخل ليتم الإفراج عنه. ويري الناقد الرياضي خالد عز الدين في موضوعه الذي نشر مؤخرا في بوابة الأهرام أن السحر طبقه الأفارقة كثيرا، وأن بعض الفرق اصطحبت ساحرها بالبطولات المختلفة كأحد أهم أفراد الجهاز الفني معتمدين عليه لجلب قوة الأرواح وإضافتها لقوتهم, وكانت أطرف وقائع السحر والشعوذة في أفريقيا عام2002 في مباراة بين نيجيرياوكينيا حينما رفضت النسور الخضر وهو لقب نيجيريا، حضور ساحر كينيا مباراة الفريقين في تصفيات كأس العالم وفازت نيجيريا بثلاثية نظيفة. وأكدت كينيا أن هزيمتها بسبب عدم وجود الساحر, وفي العام نفسه أيضا اكتشف مراقب مباراة مصر والسنغال بتصفيات كأس الأمم الأفريقية حقيبة موضوعة تحت أسفل مقاعد البدلاء للمنتخب المصري وبفتح الحقيبة تبين أنها كانت تحتوي علي عظام حيوانات وبعض الأعشاب وقصاصات ورق مكتوبة بلغة غير مفهومة وقيل إنه "عمل" علي الطريقة الإفريقية. و يضيف خالد: من الحكايات والذكريات التي لا تنسي أيضا في أثناء تصفيات كأس الأمم الإفريقية عام2012 وقبل بدء لقاء مصر والنيجر هناك، قام أحد السحرة بالطواف ب »معزة« في أرض الملعب وظل يطوف بها، والغريب أنه أكد عقب المباراة أنه قام بذبحها خوفا من أن يتم فك السحر بل أكد هذا الساحر أن المنتخب المصري لن يحقق أي بطولات. وفي مجال السحر في كرة القدم تشتهر العديد من الأسماء، منهم الساحر الكاميروني مبينكين الذي يحكي أن هناك بالكاميرون أكثر من مدرب عمل له وصفات سحرية ثم رشها في الطرق المؤدية إلي الملعب، ما تشتهر أسماء أخري خارج القارة الأفريقية، فقد ظهر في المكسيك " أنطونيو باثكيث أليا، المعروف بالمشعوذ الأكبر، وفي أسبانيا ظهر " بيبي المشعوذ". ومؤخرا اتهم المستشار مرتضي منصور رئيس نادي الزمالك، عصام الحضري حارس مرمي وادي دجلة بالاستعانة بالسحر والعفاريت، مما حال دون فوز الزمالك بالمباراة، التي انتهت بالتعادل. في النهاية، لا يستطيع السحر أن يقضي علي الساحرة المستديرة، مهما فعل بها، فالمهارة لها سحرها ومذاقها الخاص.