صابر عرب مع المشير طنطاوى يبدو أن د. صابر عرب وزير الثقافة للمرة الرابعة، لا يغير برنامجه وتصريحاته عقب تكليفه بالوزارة في أي فترة، نفس ما قاله عندما تولي الوزارة في عهد د. كمال الجنزوري، تكرر في حكومات د. هشام قنديل، د. حازم الببلاوي، وأخيرا المهندس إبراهيم محلب. صابر يفعل ذات الطقوس، ورئيس الوزراء المكلف في أي فترة يقوم بذات الطقوس- أيضا-، فقبل أي تغيير وزاري يغلق صابر هاتفه المحمول، ويكون التواصل معه عبر تليفون المنزل، ثم يلتقي وزير الحكومة المكلف بأكثر من شخصية، وبعضها يحتل إسمه مانشيت الصحف باعتباره وزيرا للثقافة، بل في المرة قبل الأخيرة، تم بالفعل اختيارد. إيناس عبد الدايم، في التشكيل الخاص بحكومة د. الببلاوي، إلا أنه قبل ساعات من أداء اليمين الدستورية، يؤدي القسم د. صابر بدلا من د. إيناس، لكن الجديد في هذه المرة جاء من قبل المهندس إبراهيم محلب الذي ألتقي د. أسامة الغزالي حرب، وخرج الأخير مصرحا أنه عرض عليه حقيبة الثقافة، وأنه وافق، لكن تم الاعتراض عليه من قبل عدد من الأصوات الرافضة، ليقوم محلب بجولة اختيار جديدة، شملت هذه المرة عدداً من قيادات الوزارة، لكن يبدو أنه لم يقتنع بقدرات أحد منهم، ليؤدي د. صابر اليمين الدستورية للمرة الرابعة، وأعتقد أنه قد يكون الوزير الوحيد في تاريخ تشكيل الحكومات المصرية الذي أدي هذه اليمين أربع مرات، بغض النظر عن المدة التي يقضيها في كل مرة. الغريب أن د. صابر يعود للوزارة، بنفس الطقوس.. كبار موظفيه يستقبلونه علي باب الوزارة، يسلم عليهم فردا فردا، يصعد السلالم وهم حوله، وأقربهم إليه المهندس محمد أبوسعده، ثم يبدأ باستقبال باقي قيادات الوزارة، الذين يجلسون متراصين بجانب بعضهم البعض، لتقديم التهنئة، وما في قلوبهم.. يبقي في القلوب. ويستمر السيناريو كما هو بعقد اجتماع يحدد أولويات المرحلة، ولكن لأن الوزير إبن شرعي لكل المراحل، فتكون الأولويات واحدة، لأنها- أيضا- لا تنفذ في أي مرحلة، وذلك من قبيل: " ضرورة تضافر الجهود والتنسيق بين جميع قطاعات وزارة الثقافة في المرحلة القادمة التي تعمل علي استهداف الوعي والمعرفة وجذب الجمهور الي المكتبات والمسرح والموسيقي وتبني المواهب وعمل مسابقات"، والسؤال ما الذي منعه وهو يقترب من العامين في هذا المنصب، من تنسيق الجهود مع قياداته، وأن يحدث التكامل بين مختلف القطاعات، والسؤال الأهم- من وجهة نظري- ألم يشعر د. صابر أنه يحتاج أن يقول كلاما مختلفا- فنحن في كل الأحوال في دائرة الكلام- من قبيل أننا فعلنا كذا في المرحلة السابقة ونستكمل ما بدأناه، لكن لأنه يعرف أنه لم يبدأ أي مشروع حقيقي، لذا يكون الكلام والنتيجة في كل اجتماعاته مع قياداته واحدة، وينتهي الاجتماع بذات الكلمات، التي تشير إلي تشديده بضرورة التكامل بين القطاعات، والسؤال لماذا لم يحدث هذا التكامل وذاك التشديد من قبل، فالقيادات هي.. هي معه في كل مرات توليه الوزارة. الجديد الذي جاء به صابر في هذا الاجتماع، هو وعده بأنه سيحل مشكلة ردم المصرف الصحي الواقع أمام متحف آدم حنين، وذلك من خلال التنسيق بين الوزارة ووزارة الري ومحافظة الجيزة، والسؤال هل هذا هو المشروع الوطني القومي الذي عاد من أجله.. هل ردم المصرف يحتاج إلي جهده، والسؤال الذي يفرض نفسه لماذا -هو شخصيا- أفتتح متحف آدم منذ فترة قصيرة، إذا كان الطريق للمتحف غير ممهد، ويعترضه مصرف صحي، لماذا لم يقم بمحاولاته بإزالة المصرف قبل إفتتاحه.
ولأن الأمر أصبح مجرد كلام دون تحقيق إنجاز علي أرض الواقع، فجاء الاجتماع مليئاً بالتكليفات الوهمية، فلا الوزير ولا القيادات أنتبهوا إلي أنهم لا يتحدثون عن استراتيجية واضحة المعالم للعمل، بل عن تفاصيل جزئية من الممكن لو أحسنا اختيار القيادات أن تؤديها بنجاح، دون إزعاج الوزير بالتفاصيل، ففيما جاء في هذا الاجتماع: " عمل مشروع وطني مدروس للشباب للنشاط الثقافي والفني والرياضي والاجتماعي من خلال التعاون والتنسيق بين مراكز الشباب وقصور الثقافة والتربية والتعليم لخلق نوع من الحراك الثقافي لديهم، وتقديم العروض المسرحية الناجحة في قصور الثقافة وقطاع الانتاج الثقافي بأقاليم مصر، مع فتح حوار مجتمعي من خلال المجلس الأعلي للثقافة حول العلاقة بين الثقافة والتنمية، وتوصيل الكتاب لمستحقيه، والاعتناء بثقافة الهوية بالمعني الديني والثقافي، وأن يختص كل قطاع من القطاعات مثل قصور الثقافة والمجلس الأعلي للثقافة ودار الكتب وهيئة الكتاب بنوع معين من النشر، وعمل منافذ لبيع اصدارات وزارة الثقافة علي أن توضع نسخة من كل كتاب جديد يصدُر في هذه المنافذ في نفس اليوم أو اليوم التالي مع تخصيص فريق عمل للتسويق، بالاضافة لعمل منافذ لمراكز الابداع الفني في المناطق العشوائية لاكتشاف المواهب في مختلف المجالات لخلق مجتمع صحي، ضرورة التعاون بين وزارة الثقافة والتعليم مع وجود متخصصين في كل المجالات الفنية مثل المسرح والموسيقي. . الخ، عمل بيوت ثقافة افتراضيه علي شبكة الإنترنت يوضع عليه تراث السينما والمسرح والندوات ومعارض الفنون التشكيلية والأوبرا والترجمة بحيث يكون متاحا للجمهور في حالة تعذرهم الحضور في أماكن إقامة النشاط مع وجود اعلانات، أن تصاحب معارض الكتب في الأقاليم أنشطة فينة ومعارض فنون تشكيلية وفقرات للشعراء. . الخ، اختيار محافظة من المحافظات لعرض أنشطة وزارة الثقافة". في كل هذه التكليفات نسي صابر المتغير الجديد، وهو الحادث الإرهابي الذي تعرضت له مديرية آمن القاهرة، وأمتد تأثيره لدار الكتب بباب الخلق، لم يصدر أي تكليف حول مصير الدمار الذي لحق بالمبني وعدد من المخطوطات والبرديات، وما خطة الوزارة في الفترة القادمة اتجاه هذا الحدث.
من ناحية أخري صرح محمد الخولي مؤسس ائتلاف وزارة الثقافة، أن الائتلاف يرفض تولي د. صابر الوزارة للمرة الرابعة، وأن الائتلاف يسعي لمقابلة المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، لمعرفة أسباب اختياره لصابر وزيرا للثقافة، ولماذا تراجع عن اختيار د. أسامة الغزالي حرب، رغم إنهم يرون في الأخير أنه جدير بالمنصب، لاسيما أن الوزارة تحتاج لشخصية ذات ثقل من خارجها لفتح الملفات المسكوت عنها. وعندما سألت الخولي عن أسباب اعتراضهم علي وزير الثقافة الجديد/ القديم، أجاب تصريحاته في الصحف عقب توليه الوزارة، تؤكد أنه لن يفعل شيئا، فهو يعيد ذات التصريحات، وأضاف ضاحكا: لقد كتبت علي صفحة الائتلاف علي الفيس بوك عشرين سببا لرفض اختيار صابر، واكتفيت بالعشرين، لأن أيدي وجعتني من كثرة الكتابة. من الأسباب التي ذكرها الخولي: " صابر عرب رئيس دار الكتب والوثائق القومية في نظام مبارك، صابر عرب وزيرا للثقافة وقت المجلس العسكري، صابر عرب وزيرا للثقافة وقت حكم الاخوان، صابر عرب وزيرا للثقافة بعد ثورة 30 يونيو، صابر عرب وزيرا للثقافة بعد استقاله الحكومة، صابر عرب هو من قام بطبع دستور الاخوان، صابر عرب لم يستطع تحويل رئيس الادارة المركزية للشئون المالية و الاداراية عصام سالم شرف الاخواني الي النيابة بتهمة التزوير و الدكتور سعيد توفيق هو من حول الاوراق الي النيابة، صابر عرب جعل الوزارة حكرا لفئة معينة من المثقفين و نظام مبارك".