أكد الدكتور عبدالناصر حسن رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية أن دار الكتب جزء أصيل من اللغة العربية، وتم تأسيسها لخدمة الثقافة العربية.. ومن ذلك تحقيق كتب التراث، التي أنتجتها الدار لخدمة اللغة والتراث، فالتراث يمثل هوية مصر، والهوية العربية عامة، فضلا عن التعاون القائم - دائما - بين دار الكتب ووزارة التربية والتعليم.. جاء ذلك خلال فعاليات الاحتفالية التي نظمتها دار الكتب في صورة مؤتمر بعنوان (مشكلات العربية وقضايا المستقبل) بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، وكان ذلك ردا علي سؤال ل»أخبار الأدب« دار حول ماذا قدمت دار الكتب للغة العربية مشيرا إلي أن الهيئة يكفيها كل ما تنشره عن الثقافة العربية، بالتوازي مع ما ننشره من ترجمات التي تكتب هي الأخري بالعربية. وفي افتتاحية المؤتمر تناول الدكتور صلاح فضل - بالتفصيل - علاقة اللغة الفصحي بالعامية المصرية، فأوضح أن العامية ليست عدوة للفصحي، ففي تعلمنا للعامية لم نبعد عن الفصحي لأننا في نشأتنا لا نبعد عن آيات القرآن الكريم، كما أننا في مراحل تعليمنا لا نبعد عن عيون الشعر العربي وانتاجه، فندرك تلك المسافة المتوترة القلقة بين العامية والفصحي، ونحن نسيء كثيرا فهم وتمثيل هذه العلاقة ونتصور أن العلاقة بين الفصحي والعامية علاقة عدائية، وهذا وهم يوقعنا في اشكالية أن العامية حرب علي الفصحي، بينما هي في حقيقة الأمر وليدتها، فالعامية ابنة الفصحي، وقد حررت نفسها كي تعيش حياة حرة طليقة.. ثم تطرق د.فضل عن نشأة العامية، فقال: انها تشكلت من خلال تعدد ألسنة قبائل ناطقي الفصحي وقام اللسان المصري بتعريب بعضها، وطوع بعضها الآخر، وترجم بعضها الثالث، فضلا عن تعرض اللغة الفصحي لغزوات قبائل وأجناس ولغات متعددة أخذت منهم بعض ثقافاتهم ومفرداتهم، وتمثلت كل ذلك، ثم أباحت بذلك قدرا من التطور، لأنها لم تكن محكومة بقواعد صارمة، فهي تعيش في حيوية دائمة وجدل مستمر، فكان الجدل الأول مع الأم (الفصحي) تغذيها القرآن، فكان الجدل بين ضرورة التواصل مع هذا الحاضر وضرورة أن تكون حية دائمة علي ألسن من يتحدثون بها لافتا إلي عدم وجود قطيعة بين الفصحي والعامية، مؤكدا أن العربية تفيد دائما من العامية، والشاهد علي ذلك لغة الصحافة اليوم، وصحافة الأمس، بين لغتيهما بون كبير، فقد استوعبت اللغة روح ومعارف وفنون العصر، وكذا العلوم التي جاء بها هذا العصر، كما أن العامية ذاتها لم تفقد أبدا صلتها باللغة الفصحي. إذن فالعلاقة بينهما عميقة الصلة بالغة المتانة، وكل ما تتمناه لهذه الفصحي ألا تتنكر للعامية، وألا تقيم بينها حواجز أو عداوة، لأنهما ينبعان من عبقرية الشعوب. وحول اللغة العربية والتواصل الالكتروني، أكد الكاتب عبدالحميد بسيوني، أن اللغة العربية عقيدة، تستمد وجودها من وجود العقيدة، وبرغم أن تكنولوجيا المعلومات التي تتعامل مع الحروف أصبحت تتدخل في طبيعة الابداع ومحتواه إلا أن التواصل كثيرا ما يتم باللغة المحلية، الأهم أن السوق يفرض توجهاته، فجميع التطبيقات التي كتبت بالانجليزية وهي لغة الاستخدام، بدأت الانجليزية في الانحسار، وبدأت اللغويات الأخري تفرض نفسها، فالأهم هو ما يقوم به أهل اللغة، حيث إن جميع البرمجيات تبحث عن السوق، وقوي السوق تدفعها لأن تترجمها، وبالتالي سوف تستمر الترجمة، كما أفادت اللغة في حفظ التراث عن طريق تكنولوجيا المعلومات، وهذا من عوامل ازدهار الفصحي والعامية.