قفز مسرعا مرتقيا درجات السلم ..فلم يكن لديه الوقت او الصبر الكافيان لانتظار المصعد. في الطريق الي غرفة الفندق المتوسط الحال كانت مخيلته ترسم له انذاك جميع خطوط وجهها الضائعة منه الان. عيناه علي استعداد تام لالتقاط درجة السمرة في وجهها ولون شعرها الاسود وعيونها العسليه لتعود صورتها متألقة في عينيه كالعادة ..انفه بالفعل يستحضر رائحه عطرها ..وحرارة جسدها عن قرب في الخيال تكاد تحرقه ..كل هذه الافكار هي ما كانت تحتل ذهنه الي ان وصل الي الباب ..دفع بجسده الي الداخل ..نظر في كل الاتجاهات ..راح ينادي باسمها لكنها لم تجبه. ما زال عقله يبث اليه تلك الاشارات اللعينة ليبحث عنها في كل مكان ..يود لو يتوقف عقله عن بث تلك الذبذبات الموجعة لكنه لا يفعل ..يبدأ في ملاحظة الاشياء من حوله .كل شئ يدل علي انها كانت هنا منذ قليل. فنجان الشاي ما زالت ابخرته تتراقص في الهواء بوهن. باب الدولاب ما زال يهتز ..انزلقت منشفتها التي ألقتها منذ قليل بإهمال علي السرير لماذا يا حبيبتي ؟لماذا تسبقينني دائما بخطوة ؟وانت حاضرة في كياني ..صوتك يملأ اذني ..كلماتك عالقه بذهني ..وانت هناكش بعيدا دون حق امتلاك ..لماذا تبدئين بلا نهاية ؟ تثيرين بداخلي حبا جائعا ورغبة متقدة فيك انت دون سواك..لماذا تركت لي عنوانك من جديد وموعدا للقائك نسيت ان تزيدي فيه دقيقة ...فأدور خلفك في دوائر لا نهاية لها وحين تضيعين ثانية اعود لحياتي الا حين تعودين من جديد فأستعد للبحث عنك من جديد.