لن تستطيع الكاتبة الكندية آليس مونرو السفر إلي السويد لحضور حفل تسليم جائزة نوبل في الأدب في ديسمبر القادم لتنضم إلي قائمة من الكتاب لم يحضروا الحفل السنوي كان منهم في السنوات الأخيرة هارولد بنتر ودوريس ليسينج وألفريدا يلينيك. اعتذرت مونرو بسبب كبر سنها (82 عاما) بالإضافة إلي مرضها إذ تعرضت مؤخرا لجراحة في القلب وتعالج أيضا من السرطان. ولم يتحدد بعد من سيذهب ليتسلم الجائزة ممثلا لها، أو كيفية إلقاء الكلمة المعتادة للأديب الحاصل علي الجائزة. من جهة أخري قوبل فوز مونرو بسعادة ملحوظة في وطنها كندا، خاصة أنها الكندية الأولي التي تفوز بالجائزة، تقارير من دور النشر المكتبات الكندية تشير إلي أن هناك إقبالاً علي شراء كتبها بعد إعلان فوزها. أشار برايان كوتس أحد أصحاب المكتبات بكندا في تصريح له بجريدة ذا ستار فينيكس أن قراء مونرو الأساسيين هم من متوسطي العمر ومن الطبقة المتوسطة ولكنه يتوقع أن تتسع رقعة قرائها بعد خبر حصولها علي الجائزة. زيادة مبيعات كتب مونرو لا تنحصر في كندا فبعد الإعلان عن فوزها وصلت خمسة من كتبها إلي قائمة الكتب الثلاثين الأكثر مبيعا علي موقع آمازون. الإعلان عن الجائزة أيضا جعل دار نشر فينتاج تقرر إعادة طبع مائة ألف نسخة من أعمال مونرو السابقة تحتوي علي إشارة لحصولها علي نوبل. العديد من الكتاب الكنديين أيضا أبدوا سعادتهم بفوز مونرو، كما يشير تقرير بموقع ذا ستار الكندي، يؤكد الروائي الكندي ديفيد بيرجين في التقرير أن مونرو تضفي علي القصة القصيرة حس الرواية، إذ يقول إنها عندما تجمع 12 قصة في مجموعة فهي في الحقيقة تكون قد كتبت 12 رواية. احتفاء الكنديين بمونرو أخذ حتي شكل الدفاع عنها ضد من ينتقدونها، الروائي الأمريكي ريت إيستون إيليس انتقد جائزة نوبل لهذا العام واعتبرها مزحة، قائلا إن مونرو في مكانة لا تستحقها، أما الناقد الإنجليزي كريستيان لورينتزون فانتقدها في مقال عن مجموعتها الأخيرة "الحياة العزيزة" بموقع لندن ريفيو أوف بوكس موضحا بأن المادة التي تكتب عنها محدودة جدا. دافعت الصحفية الكندية ليا مكلارين عن مونرو أمام هذه الاتهامات مشيرة إلي أن بساطة أدب آليس مونرو تشتمل أيضا علي تعقيد كما هو متحقق بالفعل في الحياة، وكان عنوان مقالها الفرعي بجريدة ذا سبيكتاتور أن كون الكاتب غير حاصل علي حقه لا يعني أنه في مكانة لا يستحقها. الاحتفاء بمونرو لم يقتصر علي موطنها كندا، الناقد الإنجليزي جيمس وود كتب مقالا في النيويوركر يدعو فيه آليس مونرو بأنها "تشيكوف الخاصة بنا" أو كما أوضح في المقال إنها تشيكوف اللغة الإنجليزية، وود ذكر في مقاله أنه يعي أن هناك الكثيرين من كتاب القصة القصيرة يطلق عليهم هذا اللقب، ولكنه يؤكد أن اللقب ملائم أكثر لأليس مونرو. وود يعود ويشير إلي أنه لم يكن يتوقع أن تفوز مونرو بجائزة نوبل، بل أنه كان يفترض أنها ستنضم لقائمة الأدباء الكبار غير الحاصلين علي الجائزة مثل تولستوي ونابوكوف وبورخيس وتشيكوف نفسه. ولكن عبر عن سعادته لخطأ افتراضه. وفي مقالها بجريدة شيكاجو تريبيون تمضي الصحفية الأمريكية ماري شميتش في اتجاه آخر إذ تقول إنه علي الرغم من كل شيء فالعديد من الناس لا يعرفون الأديبة الحاصلة علي نوبل هذا العام، هناك الكثير من الناس لا يعرفون من هي آليس مونرو، وتطرح شيمتش عدة أسباب لذلك منها أن مونرو لا تتجول مع كتبها في رحلات ترويج، ومنها أن قصصها لا تحتوي علي عناصر بوليسية أو جنس مفصل أو عنف أو ديستوبيات أو مصاصي دماء أو نصائح تنمية ذاتية ولا أحاديث في السياسة. قبل الحصول علي الجائزة أعلنت مونرو اعتزالها هذا العام للأدب، وإن كان هذا الإعلان قد تكرر من قبلها أكثر من مرة قبل أن تعود وتنشر مجموعة قصصية جديدة. ويأمل العديد من قرائها أن تتراجع عن قرار اعتزالها بعد حصولها علي نوبل. وكانت هيئة قصور الثقافة قد نشرت لمونرو مجموعتها القصصية " العاشق المسافر" عام بترجمة أحمد الشيمي2010 ..وسوف تصدر طبعة جديدة من المجموعة خلال أيام ..كما يعكف الشيمي علي ترجمة مجموعة جديدة من القصص تضاف إلي المجموعة القديمة.