صاحب بصمة واضحة في تاريخ الفن التشكيلي المصري، فقد أحتل بموهبته والتصاقه بقضايا وطنه مشهد الصدارة بين الفنانين المصريين، لم ينفصل عن واقعه، فهو شديد الالتصاق بهموم الوطن.. حارب في فترة الاستنزاف، حينما كان مجندا في القوات المسلحة، واستغل حساسية رؤيته ليسطر تاريخا بطوليا، حينما استطاع الفنان د. أحمد نوار أن يقتنص 15 جنديا إسرائيليا، وبعد أن أنتهت مدة خدمته العسكرية، بدأ حياته المدنية، مسلحا بإرادة قوية، عبر عنها في حياته العملية ومعارضه المتعددة، لعل أشهرها، حينما فاجأ الجميع في 2005، حينما حفر بنفسه في مجمع الفنون بالزمالك، ليعبرعن مأساة القضية الفلسطينية، وحمل المعرض عنوان ( فلسطين 54 سنة احتلال.. 54 سنة مذابح)، راصدا في الحفر التي صنعها المآسي والمجازر التي أرتكبها الاسرائيليون في حق العرب، ووقتها كان د. نوار أحد قيادات وزارة الثقافة ( رئيسا لقطاع الفنون التشكيلية)، ورغم حساسية وظيفته باعتباره أحد شاغلي الوظائف العليا في الدولة، إلا أنه لم يعبأ بحساسية الوظيفة، وترك نفسه لضمير وروح الفنان، الذي لم ينفصل لحظة عن وطنه. هذا المعرض الذي وصفه في حينها الفنان عصمت داوستاشي بأنه ( معرض ليس عاديا.. هو رسالة ضوء صادقة في ظلام حل بنا وبالوطن، أنه تحرك قوي وفعال للعقل والعاطفة ضد ما يحدث للشعب الفلسطيني). ظهرت موهبته الفنية مبكرا، ليحصد العديد من الجوائز، قبل أن يتخرج في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة 1967، فقبلها حصل علي الجائزة الأولي في التصوير في معرض طنطا 1961، والجائزة الأولي في معرض أمجاد الثورة 1966، والجائزة الأولي بمعرض الطلائع 1966، ويستمر نوار في حصد الجوائز هذا العام علي جائزة الدولة التقديرية في الفنون 2013، وفي ذات الوقت زاوج بين الموهبة وأعلي درجات التخصصية في الفن، فيحصل علي الأستاذية في الرسم من أكاديمية فرناندو المعادلة لدرجة الدكتوراه المصرية، ويتولي التدريس بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة، ثم استطاع أن يؤسس ويتولي عمادة كلية الفنون الجميلة بالمنيا، ثم كان من القلائل الذين جمعوا بين الإبداع والعمل العام، فتولي أكثر من منصب قيادي بوزارة الثقافة خلال الفترة من 1988-2006، وحاول بقدر استطاعته أن يضع خططا وبرامج الجميع المواقع التي تولي رئاستها. وأخيرا توج د. نوار بجائزة الدولة التقديرية، بعد أن رشح لها أكثر من سبع مرات، لكنه لم يكن يحصل علي نسبة التصويت التي تمنحه الجائزة التي هو جدير بها.