التاسعة صباحاً، الشمس حارقة، صوت الاطفال يرتفع بتساؤلات عن توقيت إنطلاق اأتوبيس الفن الجميلب إلي الاسكندرية، المشرفون يحاولون تهدئة الاطفال، ماجدة صقر المشرف العام علي الأتوبيس تتلقي مكالمات من أولياء الامور لمعرفة تفاصيل العودة والاطمئنان علي الصغار. يغلق عم اهدادب السائق، الباب ويعلو التصفيق مع تحرك الاتوبيس علي صوت، محمد سيف، المشرف علي الشرح الثقافي، بدعاء السفر والكل يردد من وراءه. سيف يشرح نبذات عن فكرة الرحلة التي سماها المنسقون مهرجان افناني الزمن الجميل الأول للطفلب علي مدار 2013، الذي تقرر إقامته كل عام من الهيئة العامة لقصور الثقافة، يقول: يقوم المهرجان علي تكريم العديد من الشخصيات في مختلف المجالات الفنية والثقافية، لتكون رسالة واضحة للعالم يقدمها الطفل المصري في ظل الأحداث الجارية، عرفاناً بأهمية قيمة الفن في الحياة، وتأكيداً علي الرغبة في إحياء ذكري فنانين كبار أثروا الوطن العربي بمواهبهم الفريدة. يعترف سيف أن فكرة المهرجان ترجع ل »إيمان عبد المؤمن«، المنسق الإعلامي للأتوبيس، وأن هذا المشروع يقوم علي تنفيذ فوج أو أكثر في كل شهر حسب ذكري ميلاد كل فنان، يتم من خلاله زيارة متاحف الفنانين أو أهم المناطق الأثرية المتعلقة بهم أو بأعمالهم، يأخذ فيها الأطفال فقرة فنية وثقافية عن فنان الفوج، وبعد ذلك يبدأ عمل ورشة فنية ارسم، نحت..»، وفي نهاية العام يتم تجميع نتاج الأفواج لعمل المعرض النهائي، لأهم وجوه فناني المهرجان. الاطفال بتفاوت اعمارهم ينصتون، وبعد الانتهاء من الحديث تبدأ الحكايات الجانبية، حتي سكت الحاضرين وألتفت الانتباه إلي صوت الطفلة ياسمين وهي تغني »حلوة يا بلدي«، وسط تجمع الاطفال وبعض من المشرفين حولها، ظلت المواهب تتغير في الغناء من طفل إلي الاخر حتي عم الهدوء نسبياً أمام بوابات الاسكندرية، والحرارة بدأت في الارتفاع. من بين 20 طفل من مدارس مختلفة »15 مايو، وحلوان ...«، كان سيف يقف حول الاطفال من فترة تلو الاخري طوال الطريق ليشرح بعض مشاهد من الطريق وخط سير المهرجان، وبلهجة صعيدية وصوت مرتفع هذه المرة قال اإننا متوجهين إلي متحف الفنان التشكيلي محمود سعيد الآن، بمناسبة الذكري السنوية لهذا الفنان الذي توفي في 8 ابريل وهو نفس يوم ميلاده، توفي عن 67 عاماً في فيلا الاسرة بجناكليس، وهيكون في هذه الرحلة ورشة ثقافية هنتعرف من خلالها علي مجموعة من اللوحات الموجودة في المتحف ومشوار حياته ودوره البارز في إثراء الفن، وأخري ورشة فنية هتشتغلوا فيها بإيديكم. وأوضح أن المتحف يضم عدداً من إبداعات وأعمال الفنان الراحل تعكس تأثره بنشأته في مصر ودراسته في أوروبا وبخاصة فرنسا، كما تجسد أسلوبه الذي يجمع بين الواقعية والخيال. وشرح أن محمود سعيد احد أبناء محافظة الإسكندرية وأول شخصية يكرمها »أطفال أتوبيس الفن الجميل« خلال المهرجان السنوي، وأشار إلي أنه يعد من أوائل مؤسسي المدرسة المصرية الحديثة في الفنون التشكيلية، وهو من أكثر الفنانين المصريين الذين كتبت عنهم دراسات عن حياته وأعماله. أمام المتحف نزل الاطفال بالترتيب، ودخلوا وفي استقبالهم وجدوا ثلاثة من المرشدين، علي اليمين اكبر لوحة للفنان محمود سعيد اثارت الدهشة من الوانها الصافية، بدأت تشرح مني محمد - فنانة تشكيلية بالمتحف- ان الفنان استوحي أغلب أعماله من مفردات الحياة الشعبية، وصار واقع الحياة التقليدية المصرية منهجاً لفنه ومصدراُ لإلهامه، واتسمت لوحاته بمنظومة لونية صافية، أعادت للون اعتباره كعنصر جوهري في بناء العمل الفني. واستكملت مني الشرح في صورة والده محمد باشا سعيد رئيس وزراء مصر السابق في الغرف الثلاث وأوضحت كل مراحل حياته الفنية.