أصدر قسم النشر بالجامعة الأمريكية مجموعة قصصية مترجمة إلي اللغة الإنجليزية للكاتب الكبير يوسف إدريس، عملاق القصة القصيرة بلا منازع خلال النصف الثاني من القرن العشرين، ترجمة رشيد العناني، يضم الكتاب ثلاثة من أعماله ، إثنتان منها كتبهما في ذروة مسيرته الأدبية خلال فترة الخمسينات و أوائل الستينات تحت عنوان السيدة فيينا وسر قوته بالإضافة إلي قصة قصيرة تنتمي إلي فترة لاحقة خلال الثمانينات تحت عنوان نيويورك 80 و بالرغم من إختلاف فترة كتابة القصص الثلاث وتفرق خلفياتها، إلا أن هناك شيء ما يربط بينها: فيينا، و نيويورك تتفقان في التيمة السائدة في الأدب الخيالي العربي منذ سنواته الأولي حتي اليوم: تيمة اللقاء بين الشرق، التي غالبا ما يتناولها الأدباء العرب بأسلوب إستعاري أو إسقاط من خلال قصة حب بين رجل عربي و إمرأة أجنبية تنتمي للغرب، رمزا للثقافة الخاصة لكل منهما، حيث يكرس يوسف إدريس في الأعمال الثلاثة مهارته السردية الرائعة في تعريف القارئ بالحكايات الشهيرة المتداولة و المثيرة للجدل في الخيال العربي. كما أصدر قسم النشر بالجامعة الأمريكية أيضا الترجمة الإنجليزية لرواية فهد كائن مؤجل ترجمة جوناثان رايت، يلقي العتيق من خلالها نظرة داخل الحياة العامة في الرياض، ومن خلال صراع أسرة في ظل إزدواجية المجتمع الحديث، حيث الثراء لا يحقق بالضرورة الإكتفاء والسعادة. أظهر من خلالها الرياض مدينة للأقنعة، شبهها في الرواية مثل حلة ضغط علي وشك الإنفجار، مدينة تنام فوق كومة من الكلمات المتراكمة التي لا يجرؤ أحد علي مجرد النطق بها، وإنقسام المجتمع السعودي إلي معسكرين، أحدهما يتبني أن الله شديد العقاب، و الآخر أن الله رحيم غفور، بينما في الخلفية أبواق الإعلام تعلن أن كل شيء علي ما يرام، يستكشف فهد عتيق هذا العالم من خلال شخصية خالد، الذي يعاني من إختلال حياته، ورتابتها، إلا أن ثراء الذكريات و تأمل الوضع السائد ساعد علي مد الجسور فوق الفجوة بين العالم الفقير المتمثل في شخصية نجد و النمط الإستهلاكي الذي تلا الطفرة النفطية، والتي يرمز لها في تلك الرواية بانتقال الأسرة من حيوية الشوارع الخلفية بالمدينة القديمة، إلي حلم الفيللا المعزولة بالضواحي الجديدة، حيث أحلام لا تتحقق وحياة تظل معلقة إلي الأبد. كما أصدر قسم النشر الترجمة الإنجليزية لرواية كاندي جيرل أوسفتاة الحلويس من تأليف و ترجمة إم. توفيق، و تدور أحداثها في إطار مطاردة مثيرة بطلها أحد العلماء المصريين الذي كان مشاركا في البرنامج النووي العراقي وهو يحاول الهروب من وكالة للإستخبارات تهدف لاغتياله، فلجأ لاستئجار غرفة فوق سطح إحدي العمارات في أحد الأحياء الفقيرة بالقاهرة، ولما كان تفاعله مع جيرانه من السكان محدود، لجأ إلي إبتكار عالم إفتراضي يعيش فيه ، نشأت داخله علاقة حب بينه و بين فتاة الحلوي،- يشابه ما حدث في فيلم آفاتار- يقع علي االجانب الآخر من الكوكب، بينما يطارده بلا هواده عميل منظمة سرية مهمتها إغتيال العلماء العراقيين، إلا أن الأجهزة المتقدمة تفشل في تحديد مكانه في ذلك الحي الفقير المزدحم بالسكان. مرفت عمارة