جورج بهجوري : الجمهور الحقيقي غائب عن المعارض د. أشرف رضا: الصالات الكبري هي التي تسعّر اللوحات فريد ناجي: الطاقة ضائعة ومهدرة بين السياسة والفن فرحات زكي: نحن لا نعرف كيفية استثمار حضارتنا سمير فؤاد: الفن كان يُعرض في مقاهي القاهرة والإسكندرية أحمد نوار : مشكلتنا في عدم الاهتمام بعلم الجمال عبدالعال حسن: الفنانون يُسألون عن سبب ابتعاد الجمهور فادية الكوري: فقد أهميته بسبب التشوّهات البصرية سعيد فرماوي: لا بد من وجود مؤسسات فنية لتسويق الفنانين عبد الحليم طه: أتمني أن يكون في كل شارع تمثال خبر قد يكون عاديا بالنسبة للغرب في الوقت الحالي، ومدهشا جدا بمعايير السوق المصرية والعربية. الخبر يقول إن بورتريه عشيقة بابلو بيكاسو التي أنجزها عام 1932 في نيويورك بيعت بمبلغ 45 مليون دولار!! وبالمثل فقد ارتفعت أسعار اللوحات داخل مصر ليصل ثمن بعضها إلي عشرة ملايين جنيه كما يحدث في حالة محمود سعيد، وبالطبع هناك فارق بين الرقمين نظراً للفوارق الاقتصادية بيننا وبين الغرب، غير أن الأمر عموماً يثير عدداً من التساؤلات الخاصة بسوق الفن التشكيلي عموماً، فهل بيع اللوحات يمكن أن يتحول «بيزنس»، هل ارتفاع قيمة اللوحة المادية يشير إلي أهمية فنية؟ أم أن الأمر يتعلق بوكلاء وبشركات كبري تدير ذلك البيزنس؟! هل هناك معيار يُحدد بناء عليه سعر اللوحة أم أن المسألة ترجع لعلاقات الفنان الشخصية، أو بعلاقات ورثته إذا كان قد رحل؟ والأهم من كل ذلك لماذا غاب الفن التشكيلي عن الشارع، وأصبح فناً للنخبة فقط؟، ومن هو قادر علي الدفع أكثر؟ لماذا أصبح فناً يعبّر عن الوجاهة الاجتماعية، وليس فناً محبوباً في ذاته؟ المشاركون في ذلك التحقيق يجيبون عن الأسئلة ويضعون روشتة لإعادة الفن التشكيلي إلي مساره الصحيح. نهضة وثقافة يري الفنان جورج البهجوري أن الساحة الفنية الآن ضعيفة للغاية.. نظراً لما يحيط بها من محظورات، لكنه ينصح أولاً بالعمل علي تثقيف العين ومحو الأمية البصرية، فنقص الوعي يؤثر سلباً علي إقبال الجمهور علي المعارض، ويقول إن من يزور المعارض هم الفنانون أنفسهم، ويصفهم بأنهم عائلة واحدة يجاملون بعضهم البعض، كل فنان يزور صديقه، لكن للأسف لا يتواجد الجمهور الحقيقي، لنقص الوعي، الذي يجب أن يبدأ من المدرسة، لذلك يجب أن تتكاثر المدارس التعليمية لتعليم الرسم، وعدم تهميشه، لابد من أن يشعر الطالب بأهمية الفن، لابد أيضاً أن يتم اختيار من يدرس الفن بعناية، كما يجب أن يتوافر فيه عشقه للرسم.. وعندما طرحت عليه سؤال ثقافة الاقتناء بمصر فأجاب: بالتبعية أثرت الحالة الاقتصادية علي حركة البيع والشراء، لذلك أناشد المسئولين أن يهتموا بالفنون، من أجل تقدم الوطن وازدهاره، لأهمية تلك اللوحات التي يمكن أن تكون تراثاً لمصر في المستقبل، وضرب مثلا بمحمد محمود خليل باشا الذي كان مهتما بالفن هو وزوجته، وكانا يذهبان لاوروبا ويشتريان أعمالا فنية لفنانين مشهورين، حتي استطاعوا عمل متحف محمود خليل، وضموا به أعمال «رنوار» وأعمال «فان جوخ» واعمال «دريكاوار»، ولو قارنا السعر وقت شراء تلك اللوحات وثمنها سنجد فارقاً كبيراً جداً في السعر .. وأخير يري البهجوري بارقة أمل لتواجد أشخاص مهتمين جداً بالساحة الفنية يعملون بالفعل علي التنوير ونشر الفن، ومنهم الفنان وليد عبدالخالق، والحاج إبراهيم بيكاسو، وقاعة المشربية، وقاعة سفر خانة، والفنانة شرويت شافي، ونهادة ولها قاعة بالزمالك، وخان المغربي ومديرته سلوي المغربي.. وناشد البهجوري الفنانين جميعاً بأن يتكاتفوا لنشر الوعي بالفن وأهمية حضور المعارض، وهذا الأمر يحتاج في وجهة نظره إلي دعم إعلامي مكثف، واقترح أن يخصص قناة للفن التشكيلي.. مساحة ضئيلة ويري د. أحمد نوار رئيس جمعية محبي الفنون أن هذا السؤال يتردد من الستينيات، ويرجع لعدة أسباب، الأول يرجع للتعليم وخلو المواد الأساسية بالتعليم الإلزامي والإعدادي والثانوية من المواد الثقافية المهتمة بالفن، وتعليم التربية الفنية بشكل جيد وعلم الجمال وإعطاء فرصة وإن كانت ساعتين بالأسبوع في جميع التخصصات للتذوق الفني.. أما الشق الثاني فهو يقع علي الإعلام المقروء، والمسموع، والمرئي الذي يتجاهل الفن التشكيلي تماماً لأسباب غير معروفة.. بالإضافة لعدم وجود متخصصين في مجال علم الجمال والنقد الفني من الكوادر الموجودة في التليفزيون أو في الصحف.. مشيراً إلي أن بعض الصحف تمنح مساحة ضئيلة للفن التشكيلي اسبوعياً لا تفي بغرض توصيل الفن للقارئ، وبعض البرامج التليفزيونية التي تهتم بالفن التشكيلي تكون مدتها نصف الساعة فقط لاغير، وتُعرض في أوقات قرب الفجر لا تحظي بالمشاهدة الجيدة.. لذلك اعتبر الإعلام من أخطر ما يمكن، لانه يصل للناس في بيوتهم وفي جميع الأوقات، ونحن لدينا قنوات عديدة الآن لو منحت كل قناة ساعة في الأسبوع لنشر ثقافة الفن سوف نحظي بثقافة بصرية.. أما عن الاستثمار التجاري من اللوحات.. فإن البعض يقتنون اللوحات بهدف عشق الفنان، ويشترون لوحاته مهما كان الثمن، وهناك فصيل آخر يسعي للاقتناء كنوع من الوجاهة الاجتماعية.. حتي يكون لديهم محمود سعيد وحامد ندا وعبد الهادي الجزار وهكذا.. لكن الجزء الثالث هو المثقف الذي يعرف معني اللوحة مهما كلفته، ومالك أركان القيمة الفنية والجمالية والحضارية والتاريخية للعمل.. أما إذا تحدثنا عن عملية التسويق أو البورصة الفنية في العالم أحيانا فهي تطرح نفسها.. ولابد أن يكون مضي من الزمن علي الأقل عشرات السنين علي العمل الفني، فعلي سبيل المثال محمود سعيد الذي كانت تباع لوحته بمائة جنيه في الماضي، أصبحت تباع بعشرة ملايين الآن.. ولوحة فان جوخ كانت في الثلاثينات أو الأربعينات 400 جنيه عندما اشتراها محمود خليل، وبلغت قيمتها عندما كنت رئيساً لقطاع الفنون التشكيلية 58 مليونا.. ويستطرد نوار حديثه في قضية عرض اللوحات بالشارع فيري أن هذا أمر صعب، المفروض زيادة قاعات العرض، وزيادة الجمعيات الفنية، وإتاحة الفرصة لإقامة قاعات عرض بالجامعات للشباب.. لابد من وجود قاعة عرض في كل جامعة الفكرة تحتاج لمجموعة من الثوابت والأفكار.. لكن بالنسبة للشارع في رأيي ليس لوحة تعرض به، بل بأن يكون شكل العمارة جميلاً.. والشارع به تمثال جميل.. والمحلات بها ديكور جميل.. والميدان جميل.. توجد به حدائق جميلة.. كارثة محققة د. أشرف رضا رئيس قطاع الفنون التشكيلية الأسبق يقول إن الناس تهتم حالياً برغيف العيش قبل اللوحة.. انشغال الناس بمناحي الحياة والعمل والبحث عن الرزق يلهي المواطن المصري عن اهتمامه بالفنون، مع المشاكل والظروف السياسية والاجتماعية التي تطغي علي انجذابه للفن ووعيه به، بالإضافة لانعدام تعليم الفن بالمدارس تقريباً، وهذه كارثة محققة تتضح خطورتها من جيل بعد جيل وسنة بعد أخري. الفنون التي كنا ندرسها في إعدادي وثانوي تؤهل لدراسة الفنون بشكل أكاديمي أصبحت غير موجودة، البذرة نفسها اختفت وبالتالي لن تنمو ساق أو جذع.. بعض الناس ينظرون للفن باعتباره عملية استثمارية بحتة، فبعضهم يشتري لوحات فنية ويتركها لفترة زمنية كبيرة حتي يرتفع ثمنها، وتساعد في ذلك صالات المزادات الدولية المتمركزة بالشرق الأوسط في مدينة دبي، وتقريبا هي التي تسعّر أعمال الفنانين الرواد وهذا اتجاه لا أشجعه لان تلك اللوحات ملك في النهاية لمصر.. واخيراً ينصح رضا بأهمية زيارة المتاحف المصرية قائلا: لابد أن يتعلم الشباب والمواطنون زيارة المتاحف حتي يشاهدوا التاريخ والفن المصري الموثق داخل المتحف.. الله خلق الإحساس أما الفنان التشكيلي عبدالعال حسن فيري أن الفنانين أنفسهم هم الذين صنعوا مسافة بينهم وبين المتلقي، بأحاديثهم عن الفن المبالغ فيه وغير المفهوم، بالرغم من أن الله خلق الاحساس بالفن في أي انسان بشكل فطري، لكنّ الفنانين ابتعدوا بالفن عن الناس، فبعضهم حصروا الفن في رؤيتهم الخاصة بهم واعتبروا أن الواقع موضة قديمة، واتجهوا بالفن بعيداً عن الواقع لتلخيص القيمة الجمالية فيما يرونه هم.. أما عن عروض الشارع فيري عبدالعال حسن أن هذا النوع من الفن حدث نتيجة أحداث الثورة، وكان التعبير تلقائي أقرب لتعبير الطفل عن أي شيء آخر، بالتالي فهو فن يصل للمتلقي سريعاً لأنه تلقائي وعبر عما يعنيه الشباب في هذه الفترة.. وتلك ظاهرة يمكن تنميتها لأنه لا يوجد فنان بعيد عن الأحداث التي تدور في بلده فلابد له أن يعبر عن تلك الأحداث. ويلخص الفنان عبدالعال حسن عملية استثمار أو اقتناء الأعمال الفنية في كلمات ضئيلة لكنها تفي بالغرض قائلا انها ظاهرة موجودة في مصر، وأن أي مقتن عموماً يعلم جيداً أن أي لوحة يقتنيها لها قيمة كبيرة جداً فنياً ومادياً.. الكساد الاقتصادي أما الفنان سمير فؤاد فيقيّم الإقبال علي المعارض حاليا بأنه بدأ في الصعود.. لكننا في موقف متوتر والمعارض كانت أولا من متذوقي الفن للاقتناء ثم من الفنانين الهواة، ولو نظرنا للصنف الأول فهو لا يقتني الآن.. نظراً للحالة الاقتصادية التي نعيش فيها في ظل الكساد الاقتصادي الموجود حالياً، حتي علي سبيل الاستثمار.. الناس محجمة عن الاستثمار في أي شيء، وليس فقط الفن، ويعود ذلك لعدم الاستقرار والتوتر.. لكن عندما تستقر الأوضاع، ستعود المعارض والاستثمار للرواج مرة أخري، ويجب ألا نستسلم.. أما إذا تحدثنا عن الصنف الآخر وهو متذوقو الفن.. فنري أيضا أن الناس متوترة.. فنحن نخرج من توتر إلي آخر ولا نجد رغبة حقيقية في ظل هذه الأجواء.. وينصح فؤاد بنزول الفن التشكيلي للشارع، ويري انه بالفعل نزل الشارع للناس أيام الثورة متمثلا في الجرافيتي، وفنانو الجرافيتي لديهم قدرة علي المثابرة في الرسم بهدف توصيل رسالة معينة في وقت معين، لان تلك الرسالة محددة في وقتها، لكنه بالفعل وصل للناس، والجميل اننا سجلنا هذا الفن في كتب ومئات الصحف والصور علي الإنترنت.. وأخيراً تمني فؤاد أن يعود الفن التشكيلي مثل زمان في الشارع وفي القهاوي في الخمسينات والستينيات، كان الفن في قهاوي الاسكندريةوالقاهرة وكان هناك حائط بالقهوة يُخصص لعرض لوحات الفن التشكيلي، وبالفعل ظهر فنانون ولمعوا من خلال القهاوي .. نهتم بالجمال أما د. فادية الكوري فتقول: بالرغم من أن الفن التشكيلي أقرب الفنون للناس لكنه بعيد.. لان الفن في مصر ليس للجميع لكن في الخارج الفن للجميع، كل بيت يمتلك لوحة فنية، الفن موجود هناك في كل قرية حتي ولو صغيرة فهي تنظم معرضا كل شهر، حتي المقاهي في الخارج بها معارض.. الفن لا يقتصر في أوروبا علي الفنان الدارس، لكن في مصر أغلب المتواجدين في أي معرض هم الفنانون أنفسهم.. لذلك الفن في مصر بعيد عن الناس والفن التشكيلي فقد أهميته نظراً للتشوهات البصرية الموجودة في الشارع من حفر وقمامة.. لذلك أري أن الفن التشكيلي لم يصل بعد لمصر.. اما لو تحدثنا عن الشراء فأري ان بعض الفنانين يغالون في أسعار لوحاتهم في مصر، وأنا اقتني من الخارج لأنه أقل سعراً من مصر، لذلك أقول إن الفن لم يصل للناس، لابد أن نخلق حب الأرض للطفولة، لو اهتممنا بالفن وحرصنا علي وجوده للطفل في المدرسة، سيكون يوماً ما للجميع، عندما نهتم في المدرسة، والبيت ونهتم بالجمال بالشارع، سوف يصل الفن للجميع.. قلة الثقافة البصرية الفنان رضا عبدالرحمن.. أمين عام جمعية محبي الفنون الجميلة يقول إن عدم الاقبال علي الفن التشكيلي، يرجع لقلة الثقافة البصرية، وغياب تعليم الفنون في المدارس لانه بدأ يتقلص.. كان قديما الفنانون الكبار يدرسون في المدارس .. وبالنسبة للشراء فيقول.. لا يقبل كل الناس علي شراء اللوحات بالرغم من أن الأعمال الفنية تنال إعجابهم، لكنهم لا يمتلكون ثمنها، وفي المقابل يوجد بعض الناس يستثمرون أموالهم في شراء اللوحات، نظراً لزيادة ثمن اللوحة مع الوقت، فاللوحة التي كانت تباع لمحمد ندي في أواخر الثمانينيات بستمائة جنيه أصبحت الآن بربع مليون جنيه.. ويري رضا أن الفن بالفعل خرج للشارع عن طريق فن الجرافيتي، لكنه معرض للإزالة، لذلك فهو يري ضرورة عرض اللوحات بقاعة عرض.. لأن اللوحات إذا ما تعرضت لما تعرض له الجرافيتي ستدمر.. لذلك يجب الحفاظ علي الأعمال بقاعة عرض وتحت اضاءة معينة.. التركيز علي الشباب الفنان سعيد فرماوي رسام كاريكاتير .. يصف الفن التشكيلي بأنه من أقدم وأرقي الفنون لدي المصريين لكن الاقبال عليه ضعيف، وهذا يعود لمشكلة من ينظم المعارض؟ علاوة أن الفن التشكيلي لا يحظي باهتمام الإعلام.. فعدم وجود من يعرف الناس ويصرّ علي هذا الهدف يؤثر سلباً، كما يجب التركيز علي الشباب الجدد وعلي أعمالهم .. ويري الفرماوي من خلال إقامته بالخارج، أن هناك جزءاً له علاقة بالفن وآخر تجاري .. فدائما نجد أن هناك في كل مكان بيتاً فنياً، أو مؤسسات فنية تعمل علي التواصل مع الفنان البائع وأيضا المشتري، فلو لوحة بيعت مثلا بمائة جنيه للفنان ما، وفي معرض أخري بيع لنفس الفنان لوحة بثلاثمائة جنيه، يتصلون بالمشتري السابق ويقولون له إن سعر اللوحة ارتفع، لذلك المؤسسة الفنية دائمة الاتصال بالفنانين والمشترين وتعريفهم بقيمة اللوحات المقتناة كنوع من تشجيع الفن وتشجيع الاستثمار في ذات الوقت، فهذه سياسة لتشجيع الفن والاستثمار لكن نحن في مصر عندنا حالة من الهطل الفني غير المسبوقة، بالرغم من أننا نحن أول من رسم وأول من نحت، لكن نحن لا نركز علي الفن الراقي، ولا توجد جدية من وزارة الإعلام أو وزارة الثقافة أو وزارة السياحة لدعم الفن .. ويري الفرماوي أن الفنان هو الذي يكلف العمل الفني ويخاف عليه أيضاً، وللأسف لا ضمان لبقاء اللوحات بمكان مفتوح، ولا ضمان لبقاء اللوحات في الشارع.. الأضمن أن تعرض الأعمال بمكان مغلق، لأنه سيحافظ عليها.. لأن الأعمال التي تعرض بالشارع غير اللوحات التي تعرض بالمعارض.. تنشيط السياحة ويقول رسام الكاريكاتير عبد الحليم طه: أقمت بعد ثورة يناير 26 معرضاً، وأقمت مهرجانات عديدة.. كان آخرها مهرجان سياحي بشرم الشيخ عنوانه «مصر الجميلة» وسجلنا عشر حلقات نصف ساعة سياحة لتنشيط السياحة بمصر.. وهذا بالطبع مهم للاستثمار في مصر لأنهم يقدرون الفن.. لكن بالنسبة لمصر فيعتبرون الفن رفاهية .. بالرغم من أن الفن الحقيقي يشكل وجدان المجتمع.. إذا كان لدينا فن جيد ستكون جميع مناحي الحياة جيدة.. وإذا وجد فن هابط سيكون المجتمع هابط وكل شيء به هابط ومتدن.. ويشجع عبدالحليم عروض الفنانين بالشارع وعمل معارض بالميادين، حتي تقترب الناس من الفن التشكيلي والكاريكاتير أيضا، الذي حاول من خلاله تسجيل الأحداث التي كانت موجودة في الثورة.. وتمني أن يكون في كل شارع تمثال.. وفي كل شارع لوحة.. لكن لابد من ثقافة الحفاظ علي الفن وتذوقه.. ولن يأتي هذا اليوم ونحن في مصر نعتبر الفن كماليات.. ضرورة القراءة ويري الفنان مصطفي رحمة أن الناس بعيدة عن الفن التشكيلي، لأن الجمهور والشعب يحتاج للثقافة أكثر، ويري رحمة ضرورة القراءة حتي يتم تقارب الجمهور والشعب من الفنون المختلفة، لكن مع الأسف نحن من الشعوب البعيدة عن الكتاب.. ويري رحمة أن شراء اللوحات به جزء جمالي وجزء استثماري، وفي الخارج توجد مؤسسات تدير عملية الاستثمار وتقف وراءها، لكن في مصر لا يوجد هذا الاتجاه، بل يأتي الاستثمار في مصر صدفة.. فمن الممكن أن يكون لدي شخص قدرة علي الشراء بهدف الثقافة، وليس الاستثمار ثم تأتي عملية الاستثمار بالصدفة لوجود أسر قديمة اقتنت لوحات، ومر وقت علي شرائها فارتفع سعر اللوحات، بغياب الفنان أو حتي بغياب مقتنيها لذلك جاء الاستثمار في مصر صدفة.. ويؤكد رحمة ان الفن بالفعل نزل للشارع، وظهرت اللوحة التشكيلية جلياً في الميدان ومرادفها المظاهرات والأعمال الثورية والمطالبات.. وذكر للفنان محمد عبلة انه عمل معرضاً بالميدان وهو بالطبع دور رائد يحسب له دائماً لان عبلة يفاجئنا بأشياء جيدة وجديدة دائماً.. تغيير مفهوم الناس أما الفنان فرحات زكي فنان البورتريه فيري اننا فوجئنا بالثورة، فبرز فن الجرافيتي حتي يري الناس جميعا الحدث والحدث فطري وفي وقته ولا يحتاج لجودة معينة لكنه أكثر صدقا وتعبيراً من أي فن آخر حتي ولو تم محوه.. الان تغير مفهوم الناس عما قبل، حتي أصبح الفن أكثر قرباً من الناس، وهذا يجعلني أري أن القادم سيكون أفضل كثيراً وسيقترب الناس أكثر وأكثر من الفن.. أما بالنسبة للاستثمار فنحن نملك حضارة رائجة وجاهزة، لكننا لا نعرف استثمارها لانها تحارب.. نحن الآن في كارثة نتيجة المناخ والحياة في مصر عامة مرتبكة وخاصة ثقافة الاستثمار تحتاج لاستقرار، وبالنسبة لأسعار اللوحات ستزيد أم تقل، فنحن في حالة ارتباك حتي تستقر الثورة وتحقق أهدافها.. مشغولة ومحبطة أما النحات فريد ناجي فيقول لايوجد إقبال علي الفن التشكيلي أو إقبال جماهيري علي المعارض لأن الفن له لغة خاصة به، بالاضافة الي ان الناس في مصر أصبحت مشغولة ومحبطة وغير مقبلة علي شيء، بل أن الفنانين أنفسهم لا يعملون أو حتي يذهبون لزيارة معارض، لان الطاقة ضائعة ومهدرة بين السياسة والفن.. الفنان يتغير مزاجه في اليوم عشرين مرة، وهذا لا يجعله يعطي أو يعمل.. أما بالنسبة لاتجاه الناس لاقتناء الأعمال الفنية فأصبح لدينا في الفترة الأخيرة ثقافة الشراء، وأنا أري أن الاقتناء يكون بدافع ثقافي أكثر منه استثمارياً، فنادراً من يتواجد من يدفع في لوحة عشرات الآلاف ولا يعرف قيمتها، وحتي من يشترون اللوحات بهدف التباهي فهؤلاء متواجدون بالداخل والخارج أيضاً وبغرض التداول.. أما عن انتشار الفن التشكيلي وعروض الشارع، فهذا حدث فعلاً.. وأصبح الآن الفنانون ينزلون للناس، وأصبحوا قادرين علي الانتشار، ولنضرب مثلا بالجرافيتي الذي انتشر في مصر، وهو مؤشر هايل جعل كل فنان يعبر عما بداخله.. كوبيهات أو بوسترات ويقول الفنان سمير عبد الغني إن الفن التشكيلي يحتاج لذائقة أعلي ووعي مختلف وقدرة علي الفهم والشراء، وتغير فكرة أن هذا فن جميل فقط ، بل يجب وجود القدرة علي الشراء والاقتناء.. كما يري عبدالغني أن الذين يكتبون عن الفن التشكيلي هم أسوأ من يكتبون عنه، لانهم يكتبون عنه بشكل معقد وغير مفهوم هذا يجعل المتلقي يشعر بأنه فن فوقي لذلك لا يتعاملون معه.. وأريد أن أقول إن الكثير من الصفوة لا يملكون الوعي الكاف الذي يمكن أن يكون لدي المتلقي العادي، الذي نريده أن يأتي ويشاهد الفنون التشكيلية، لذلك أتصور أن الفن التشكيلي لابد أن ينتشر عن طريق عمل لوحات كوبيهات أو بوسترات من الأعمال الفنية للفنانين وتوزع علي المجلات والجرائد مجاناً لنشر الفن التشكيلي بطريقة أسرع. أما رمضان عبدالمعتز فنان تشكيلي مدرس مساعد بفنون الاقصر يري اننا تعرضنا علي مدار ستين عاماً مضت لتهميش الفن التشكيلي، وكان التركيز كل التركيز علي فن الصورة المجسدة، ويرجع هذا للإعلام الذي لم يعط الفن التشكيلي حقه، وتمني بعد الثورة أن ينهض الفن التشكيلي .. ويؤكد الفنان هشام طه أننا في مصر توجد لدينا مشكلة كبري مع التعامل مع الفن وهي اذا وضعت اللوحات في الشارع هل الناس ستدرك قيمتها.. بالطبع لن يحدث، لذلك أنصح بضرورة الاحتفاظ بالفن التشكيلي في مكان مناسب للحفاظ عليه.