افتتح د. إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية و د. يوسف زيدان (مدير مركز ومتحف المخطوطات بالمكتبة) صباح الثلاثاء الماضي، فعاليات المؤتمر الدولي السابع الذي نظمه مركز المخطوطات بقاعة المؤتمرات بمكتبة الإسكندرية علي مدي ثلاثة أيام . يعقد المؤتمر بدعم من المفوضية الأوروبية، ضمن مشروع (يوروميد التراث/ المخطوطات المتوسطية). شارك في المؤتمر الذي بحث في موضوع أصول ومقدمات التراث العربي الإسلامي 45 متخصصا من 16 دولة منها 9 دول عربية هي: مصر، سوريا، لبنان، العراق، الأردن، الكويت، السعودية، عمان، قطر؛ و7 دول أجنبية هي المملكة المتحدة، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليونان، كندا، وفنلندا. قدموا 32 ورقة بحثية تشمل محاور المؤتمر الأربعة وهي الفلسفة والطبيعيات، المعارف العامة والتاريخ، اللغة والتصورات الدينية، وأخيرًا الفنون والآداب. وأوضح يوسف زيدان في كلمته أن المؤتمر يهدف إلي تأسيس وعي حقيقي بالتراث العربي الإسلامي عبر استكشاف طبيعة التواصل التراثي في مرحلة مبكرة من تاريخ هذه الأمة.. وأضاف أن التراث الذي تركته الحضارة العربية الإسلامية عبر نحو ألف عام من العطاء الإنساني المتنوع لمشاهير العرب والمسلمين في مجالات مختلفة يعد ظاهرةً تاريخيةً كبري، والظواهر التاريخية الكبري والصغري ترتبط علي نحو خفي أو معلن، بالأصول والمقدمات التي تفاعلت فيما بينها فأنتجت هذه الظاهرة التاريخية أو تلك؛ ولكن هذا التراث يظل مشتملاً علي بقايا من أصول ومقدمات انطلق منها وتأثر بها. و أضاف يبحث المؤتمر عدة إشكاليات منها: هل أدي الوعي المنقوص بالتراث إلي إهمال الأصول العربية لتراثنا؟ وما مدي إسهام الحضور العربي قبل الإسلام في صياغة المنظومة الحضارية الإسلامية؟ وكيف تفاعلت اللغة العربية مع السريانية، والعبرية، والفارسية؟ وما أبعاد حضور المسيحيين، واليهود، والصابئة، والمجوس في الظاهرة الحضارية العربية الإسلامية؟ الفلسفة والعلوم والمعارف قبل ظهور الإسلام، وطبيعة الوعي العربي الإسلامي المبكر بالحضارات السابقة، والتفاوت في معرفتهم باليونان والفرس وفي جهلهم التام بتراث مصر القديمة والهند. المؤتمر تناول من خلال أبحاث المشاركين فيه طبيعة مشاركة المسيحيين واليهود والصابئة والمجوس في الدولة العربية الإسلامية؛ ابتداءً من استلهام حفر الخندق من العسكرية الفارسية، وانتهاءً بترجمات يهود الأندلس للمتون التراثية العربية إلي لغاتٍ أجنبية.