لم يعد المصريون اليوم، هم الذين نشاهدهم في أفلام أبيض وأسود، فقد اختلفوا وتغيروا، ودخلت علي الشخصية المصرية ملوثات، أهدرت كثيرا من الأخلاقيات والقيم النبيلة. الطفح الأخلاقي ينفجر في أشياء كثيرة، وينتشر بسرعة عدوي الأنفلونزا، لأننا في عصر فيس بوك والتواصل الاجتماعي، وبمجرد أن يظهر خبر كاذب في موقع، ينتشر كالنار في الهشيم في الفضاء الفسيح، دون تحقق أو مراجعة. لن تستطيع أن ترد اعتبارك حتي لو كنت صاحب حق، فخلف العالم السري لسوشيال ميديا، تختفي كيانات مسيئة تحتمي بعدم الردع وتراخي القوانين. ليست هذه هي الحرية المخضبة بالقذف والسب، وتهدر القيم والمثل، وتسيء إلي بعض الأسر المصرية الأصيلة، التي تتمسك ببقايا الخير والجمال، ولم يدهمها بعد فيضان الطفح الأخلاقي. لا أريد أن أتحدث عن الجرائم الأخلاقية، ففي كل زمان ومكان، يحدث ما يشيب له الولدان، ولكن أن يتحرش أب بابنته ويدخل السجن، ويحاول أخواها اغتصابها، فيكون مصيرها القتل، فهذا أمر فوق مستوي العقل والتفكير. أتمني أن يكون النشر خطأ، حتي لا تغضب السماء أكثر من ذلك، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا، فمستحيل أن يتحول الأب إلي ذئب، والأخ إلي مغتصب، وهم من يفتدون نساءهم بأرواحهم، ويدافعون عنهن حتي الموت. قولوا إن القضية تتعلق بالميراث، أو خلافات عائلية أو أي أسباب أخري، ومن الأفضل عدم الخوض في تفاصيل تلك القضايا، حتي لا تنهار البقية الباقية من الثقة بين أفراد الأسرة. الليمون ليس خبزاً ! هل إذا نقص أو ارتفع سعره يجوع الناس؟ الليمون ليس مادة غذائية نعبئها في سندوتشات الأطفال في الصباح، وإذا شح أو اختفي أو أصبح ثمنه مائة جنيه، فلن ينخفض المستوي الغذائي للأسرة. صناع الأزمات، إذا لم يجدوا أزمة اخترعوها.. مثل البامية التي تكون في أول الموسم بخمسين جنيهاً وفي آخره بخمسة جنيهات، والطماطم وكذلك بشائر كافة الفواكه والخضراوات. حرب الليمون علي فيس بوك إساءة لنا، ومصدر للتندر والسخرية، فاتقوا الله في بلدكم، ولا تتسابقوا خلف التفاهات. الجمعة القادمة نحن علي رادار العالم كله، حيث تنطلق في التاسعة مساء بطولة الأمم الإفريقية، والدلائل تؤكد أنه سيكون يوماً تاريخياً، يعيد رسم صورة مصر الرائعة في كل أنحاء العالم. استاد القاهرة سيصبح درة استادات العالم، الجمهور العظيم، النقل التليفزيوني الخلاق، وكل شيء يبشر بدعاية عظيمة لمصر لا تقدر بمليارات الدولارات. لا نريد مهازل مثل التي حدثت في روسيا، ومن يفعل فلن ينجو هذه المرة. عطر الكلمات ففي الليل يبعث أهل الهوي وفي الليل يكمن سر الجوي طاهر أبو فاشا »حانة الأقدار»