ما هي إلا أيام قليلة وتنطلق بطولة الأمم الافريقية لكرة القدم علي أرض الكنانة، وبين ربوع وادي النيل، وسط جماهير كبري دول القارة علي الإطلاق. تنطلق.. بآمال عريضة أن يتحقق لها النجاح الساحق، وأن يشهد لها ضيوف المحروسة الأعزاء أنها الأفضل عبر تاريخها الطويل.. وأن يتأكد كل من في المعمورة من أن مصر لم تكن صانعة للتاريخ فقط، وإنما تملك كل الأسلحة والأدوات لتصنع مستقبلا أكثر تحضراً علي كل الأصعدة. إذن.. هي بطولة تمثل التحدي بكل أشكاله وألوانه.. فمن كان يفكر في أن تقام منافساتها في مصر، بعد أن كانت في الكاميرون، وترشحت لها المغرب، وطلبتها جنوب أفريقيا.. وها هي موجودة.. وتتحول إلي واقع. بالتأكيد وراء هذه الخطوة قيادة سياسية أدركت أن استضافة البطولة في هذا التوقيت تحديداً، ستكون له ثمار عديدة، وفوائد بالجملة، ومزايا لا تعد.. ولا تحصي. وبما.. أن الأمر كذلك. فإنه ينبغي أن يكون الكل شركاء في التنظيم، ولا يظن أحد أن النجاح المنشود يمكن أن يتحقق دون ترحيب رجل الشارع بالضيوف كلها. التقي بهم، أو بابتسامة مسئول في أي موقع يتعامل فيه مع فرد أو بعثة، أو بهتافات راقية في المدرجات تعبر عن حرارة الترحيبات. الحديث عن أهمية البطولة يعلمه الكثيرون.. والمؤكد أن المعادن الأصيلة ستظهر بوضوح في هذا الحدث.. وسيبرهن أفراد العائلة المصرية علي أنهم يمثلون القوة الضاربة التي كانت سبباً في عبور أصعب التحديات. كلنا شركاء.. في التنظيم وفي الحفاوة بالضيوف. يجب ألا يربط البعض بين إقامة بطولة الأمم علي الأرض المصرية، وبين الفوز باللقب، فهذا هدف.. وذاك آخر. النجاح في التنظيم، ينبغي أن يستمر من اليوم الأول لوصول الضيوف، وحتي مغادرة آخر بعثة عائدة إلي بلادها.. وأغلب الظن أن هذا مضمون تماما. أما استعادة اللقب فيحتاج إلي التوفيق والفوز في كل المباريات دون خسارة واحدة بعد الدور الأول.. وهي مسألة غير مضمونة في عالم كرة القدم. إذن.. مطلوب »شوية وعي».. ودور إعلامي مهني.. محترم! »الزيطة والزمبليطة».. التي أحاطت بالنجم الأسطوري محمد صلاح قبل انضمامه لمنتخب مصر، تشير إلي »جهل» وإلي »تلكيك» من بعض »الأندال» الذين لايريدون خيراً لأحفاد الفراعنة علي كل الأصعدة.. وليس الكروي والرياضي فقط.. الغرض مرض.. ولامؤاخذة!