سلوي عفيفى كان ياما كان في سالف العصر والأوان القريب »حكم» وروايات لها مغزي كنت أسمعها مع كل موقف أو حدث أو قول. كانت امي ترددها وتشرح مغزاها ولا تتركنا نرددها مثل البغبغاوات … انها الأمثال الشعبية المصرية التي كانت مرجعا وثقافة حتي أن بعضا من اساتذة الجامعات نالوا درجات الدكتوراه او الماجستير في جمعها ومضمونها … عشت طفولتي وشبابي وأنا أستمتع بهذه الأمثال التي تتطابق مع المواقف اليومية … مع اول تعلم الطهي وإتقان الملح والفلفل سمعت امي تقول اكفي القدرة علي فمها تطلع البنت لأمها) …وعند الذهاب للمدرسة في الصباح كان تردد (في التأني السلامة) و(امشي سنة ولا تعدي قنا) يعني الابتعاد عن مخاطر الطريق … و(داري علي شمعتك تضيء) يعني عدم الثرثرة وإفشاء الأسرار … ومع كل غلطة مقصودة او غير مقصودة تلوح بعقاب الضرب وتقول (اكسر للبنت ضلع يطلع لها أربعة و عشرين) وإذا ارتفع صوتي اثناء النقاش تقول (ايوه خدوهم بالصوت يغلبوكم) …تعلمت من هذه الثقافة الشعبية الكثير من المباديء والقيم الأخلاقية بكلمات قصيرة ومفيدة أتذكرها حتي الان … مع الأجيال الجديدة تراجعت تماما هذه الثقافة مع سيطرة عالم الإلكترونيات وبصفة خاصة الموبايل (شيطان العصر)! اصبح جيل الفرانكو أراب الذي يكتب اللغة العربية بالحروف اللاتينية! والدروس المستوحاة من الأمثال الشعبية أصبحت (لغة بلدي) علي وشك الاندثار! من جانبي أري ابناء هذا الجيل ينطبق عليهم الكثير من امثالنا الشعبية علي سبيل المثال وليس الحصر (إللي اختشوا ماتوا) و(ماتخافش من الهبلة خاف من خلفتها) و(لا ترقع الدايب وتعاتب العايب) ولَك الله يا مصر وعلي رأي المثل (العبد في التفكير والرب في التدبير)… ولكن دايما أبدا تحيا مصر…