هل يعقل أن يكون الشجار سبباً لأن يقتل الأبن أباه، هل يعقل أصلا أن يقتل الأبن أباه لأي سبب مهما كان هذا السبب، الأمر يعد من الغرائب التي نراها فى حياتنا اليومية، والتى لا يقبلها عقل وترفضها كل الأديان السماوية، فى السطور التالية نسرد لكم قضية قتل شهدت أحداثها مركز إطسا بمحافظة الفيوم، حيث تعدى شاب على والده بالضرب بواسطة فأس أدت إلى وفاته، والسبب تعاطى المواد المخدرة التي ادمنها الابن. السفينة التى تسير فى البحر بدون قبطان دائما ما تعترضها المخاطر، هكذا الحال مع رب الأسرة، فهو المنوط به القيام على رعاية أسرته وتلبية متطلباتهم واحتياجاتهم، وبدونه لا يستقيم الحال، وقد تنحرف الأسرة إلى طرق الظلمات بغير رجعة. وعليه ما راعى صاحبنا الشاب هذا كله، بل أنه بيت النية على قتل والده، وعزم كل العزم على إتمام عملية القتل دون أن تأتى إليه الشبهات من بين يديه ولا من خلفه. الحكاية بدأت ببعض المشاجرات بين الأب الذى يعمل جزاراً وبينإبنه البالغ من العمر 23 عاماً، هكذا الحال من نوعية المشاجرات فى بعض الأسر المصرية، ولكن الخلاف هنا كان بسبب تعاطى الإبن الأقراص المخدرة، إضافة إلى تأخره المستمر وسهره حتى أخر الليل، فضلا عن المشاكل التى قد يفتعلها الأبن يوميا فى البيت مع والدته وإخوته، نظراً لطلبه المستمر للأموال حتى يشترى به ما يتعاطيه. هنا يأتى دور الأب كرب للأسرة فى أن يحاول إصلاح سلوك إبنه الذى أصبح خطراً إلى حد لا يمكن السكوت عنه، حاول بكل ما أوتى من قوة أن يتكلم معه بالنصح، ولكن دون جدوى، حتى حدثت مؤخرا مشاجره بينه وبين إبنه جعلت الأب يخرج عن شعوره ويضرب إبنه ثم يطرده خارج البيت. بعدها بدلاً من أن يفكر الأبن أن عليه أن يغير من سلوكه، فكر فى أن يتخلص من والده مرة واحدة، وفكر فى قتله حتى يتسنى له أن يعيش بدون هذا الشجار الذى يحدث بينه وبين والده، وبينما كان والده يباشر أعماله بأرضه الزراعية جاء من خلفه ممسكاً بفأس زراعية وهوى بها على رأسه، مما أصابه بجرح رضي بمؤخرة الرأس وكسر بقاع الجمجمة، وتوفى على الفور قبل حتى أن يصل إلى المستشفى. البداية جاءت عندما تبلغ لمركز شرطة إطسا بمحافظة الفيوم من إحدى المستشفيات بدائرة المركز بوصول"جزار سن 55 - مقيم بدائرة المركز" مصابا بجرح رضي بمؤخرة الرأس وكسر بقاع الجمجمة، وتوفى فور وصوله. بالإنتقال والفحص وسؤال زوجته قررت أنها فوجئت بحدوث إصابة زوجها التى أودت بحياته أثناء تواجده بأرضه الزراعية ولم تتهم أحد بإرتكاب الواقعة، ومن خلال إجراء التحريات وجمع المعلومات تبين أن وراء إرتكاب الواقعة نجل المجنى عليه" سن 23 – مقيم بذات العنوان". عقب تقنين الإجراءات أمكن ضبطه وبمواجهته إعترف بإرتكاب الواقعة بسبب كثرة تعدى والده عليه بالسباب ومعايرته له لإدمانه تعاطي الأقراص المخدرة، حيث تربص للمجني عليه بأرضهم الزراعية بذات الناحية وغافله بضربه على رأسه بمؤخرة فأس زراعي ، وبإرشاده تم ضبط الأداة المستخدمة فى إرتكاب الواقعة، وإحالتة للنيابة التي قررت حبسه.