د. محمد صلاح عبدالرسول في المعمل تمثل المخلفات الزراعية في مصر مشكلة كبيرة نظراً لكميتها التي قد تصل إلي حوالي 25 مليون طن جاف سنويا، لكنها في الوقت نفسه تمثل ثروة اقتصادية هائلة يمكن الاستفادة منها بإعادة تدويرها للحصول علي مواد نافعة.. وقد قام فريق عمل مكون د. محمد صلاح عبدالرسول المدرس بقسم الكيمياء بالمركز القومي لبحوث وتكنولوجيا الإشعاع بالاشتراك مع الأستاذ الدكتور محمد عماد عزب رئيس شعبة الكيمياء العضوية بكلية العلوم جامعة عين شمس بعمل مبتكر لتدوير المخلفات الزراعية للاستفادة منها في إنتاج »مخصبات حيوية وعضوية».. في الحوار التالي نتعرف من د.محمد صلاح عبدالرسول علي تفاصيل الابتكار.. • حدثنا عن فكرة هذا الابتكار للاستفادة من المخلفات العضوية؟ - توجد في مصر كميات ضخمة من المخلفات الزراعية التي لا يتم استغلالها الاستغلال الأمثل، فعلي سبيل المثال لا الحصر تقدر كمية حطب القطن المتولدة من مزارع القطن بحوالي 1.3 مليون طن جاف سنويا يجب التخلص منها خلال 15 يوما من الحصاد منعا من تكاثر دودة لوز القطن، وأيضا تبلغ كمية مخلفات قش الأرز سنويا نحو 6 ملايين طن يوجد معظمها في محافظات الدلتا؛ حيث تمثل مشكلة التلوث الناتجة عن المخلفات الزراعية 40% وقت ظهور السحابة السوداء مع أنه يمكن الاستفادة منها في كثير من الصناعات. وتعتمد فكرتنا علي الاستفادة من المخلفات النباتية الناتجة من المحاصيل الزراعية مثل مخلفات قش الأرز، القطن، الزيتون، الذرة، عباد الشمس ومخلفات الأشجار المثمرة، وأيضا مخلفات النخيل الثمري من السعف أو البذور أو الجذع عن طريق استخدامها في إنتاج مخصبات حيوية كمصادر غذائية للنبات رخيصة الثمن بديلا عن استخدام الأسمدة المعدنية التي لها أثر كبير في تلوث البيئة سواء للتربة أو المياه عند الإسراف في استخدامها وذلك بإضافة نانوجيلات عضوية تم تحضيرها عن طريق تكنولوجيا النانو بمعاملتها كيميائيا بمواد طبيعية 100% وآمنة بيئيا وصحيا تساعد علي تحلل المخلفات الزراعية وتحويلها إلي مخصبات عضوية حيوية.. وأيضا تم اختبار كفاءة هذا المنتج ميدانيا واستخدامه في زراعة محصول البطاطس كتربة بديلة ومخصب حيوي في نفس الوقت وبالفعل أثبت كفاءة وفعالية عالية. ما الهدف من وراء هذا الابتكار؟ - الهدف هو التخلص من المخلفات الزراعية وتصنيعها في صورة مخصبات عضوية حيوية لاستخدامها كتربة بديلة أو مخصب عضوي بطريقة آمنة بيئيا وصحيا وإنتاج منتج آمن بيئيا وصحيا أيضا لا يسبب تلوث البيئة أو التربة أو الغذاء حيث إن التسميد بالأسمدة العضوية المصنعة من المخلفات الزراعية يساعد علي استرجاع العناصر السمادية التي أخذت من التربة خلال نمو النباتات. فعندما تضاف الأسمدة العضوية للتربة الزراعية تتناولها الكائنات الدقيقة بالتربة بالهدم والتحليل منتجة المركبات العضوية البسيطة والعناصر السمادية المغذية الميسرة للنباتات والتي تمكث بالتربة فترة طويلة وبصفة مستمرة وتعطيها خصوبتها الأمر الذي يتحقق معه: حماية البيئة من التلوث نتيجة ترشيد استهلاك الأسمدة المعدنية. والهدف الأساسي هو إنتاج غذاء نظيف آمن صحيا للإنسان والحيوان خال من الكيماويات، الي جانب إنتاج مخصب عضوي صديق للبيئة عن طريق استخدم تكنولوجيا النانو. ما العائد الاقتصادي من هذا الابتكار؟ - يتمثل العائد الاقتصادي في إنتاج منتج محلي ذي جودة عالية بأحدث التقنيات (تقنية النانو) رخيص الثمن وصديق للبيئة له قدرة تنافسية مع المنتجات المستوردة. أين تم إجراء التطبيق العملي لتجاربكم؟ - تم إجراء 50% من التجارب بقسم الكيمياء بكلية العلوم جامعة عين شمس وتم عمل باقي التجارب وتحضير النانوجيلات بقسم كيمياء البوليمرات بالمركز القومي لبحوث وتكنولوجيا الإشعاع التابع لهيئة الطاقة الذرية، وتم اختبار المنتج ميدانيا عن طريق استئجار قطعة أرض وزراعة محصول البطاطس ومعاملته بالمخصب الحيوي الذي تم إنتاجه وقد أعطي نتائج ممتازة تشجع علي استخدامه علي المستوي الحقلي والإنتاجي.