الرئيس السيسي خلال لدى وصوله مطار الملك عبد العزيز الدولى فى جدة الرئيس يعرض رؤية مصر للحفاظ علي أمن واستقرار المنطقة التصعيد الإيراني والقضية الفلسطينية يتصدران أعمال قمم العاصمة المقدسة وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس إلي المملكة العربية السعودية للمشاركة في كلٍ من القمة العربية الطارئة، والقمة العادية لمنظمة التعاون الإسلامي، واللتين ستعقدان علي التوالي بمكةالمكرمة . وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية ان مشاركة الرئيس بالقمتين العربية والإسلامية تأتي في إطار حرص مصر علي تدعيم وتطوير أواصر العلاقات مع جميع الدول الأعضاء في المنظمتين بالعالمين العربي والإسلامي، والمساهمة بفعالية في جهود تعزيز آليات العمل المشترك لصالح الشعوب العربية والإسلامية. واضاف راضي انه من المقرر أن يلقي الرئيس كلمة بالقمة العربية الطارئة تتضمن رؤية شاملة لمحاور الحفاظ علي أمن واستقرار المنطقة في مواجهة التحديات الراهنة وكذلك سبل تعزيز التشاور والتنسيق بين الدول العربية الشقيقة في هذا الإطار. وأوضح بسام راضي أن انعقاد القمة الإسلامية ال14 يأتي بالتزامن مع احتفال منظمة التعاون الإسلامي بذكري مرور نصف قرن علي تأسيسها، والتي تمثل الصوت الجماعي للعالم الإسلامي، وتنعقد القمة الحالية تحت شعار “يداً بيد نحوالمستقبل”، ومن المقرر ان يستعرض الرئيس في كلمة امام القمة الإسلامية سبل بلورة موقف موحد تجاه القضايا والأحداث الجارية في العالم الإسلامي في مقدمتها مكافحة الفكر المتطرف، وكذلك التصدي لنشر خطاب التمييز والكراهية ضد المسلمين. كما يتضمن برنامج الرئيس عقد لقاءات ثنائية علي هامش القمتين مع عدد من القادة العرب والمسلمين تتناول التباحث حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وكذلك مناقشة آخر المستجدات علي الساحتين الإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك. واستمع الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، لشرح مفصل من العقيد تركي المالكي المتحدث باسم التحالف العربي، حول الاعتداءات الإيرانية علي المملكة العربية السعودية. كما طالع الرئيس بعض الأسلحة التي تعد دليلا علي الاعتداءات الإيرانية الإرهابية علي المجال الجوي السعودي.. وعقب ذلك حرص الرئيس السيسي علي عقد مباحثات مع الأمير خالد بن الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة في قاعة الاستقبال في المطار. وانهت اثنتان من القمم الثلاث الخليجية والعربية أعمالها في ساعات الصباح الاولي من امس علي ان يتم تخصيص اليوم لاعمال الدورة العادية لدول منظمة التعاون الاسلامي ال 12 في ظل اجواء مشحونة بالتوتر نتيجة الازمة مابين طهران وواشنطن والتصعيد الإيراني من خلال جماعة الحوثي احد أذرعه في اليمن بتكثيف هجماتها الصاروخية علي مدن المملكة الجنوبية ومنشآت نفطية واستهداف مدينة مكةالمكرمة دون اي اعتبار لوجود الملايين من المصلين والمعتمرين الذين يحرصون علي التواجد فيها خلال العشرة ايام الاخيرة من رمضان. وكان وزراء خارجية الدول الاسلامية قد وافقوا في الساعات الاولي من أمس علي الصياغة النهائية لمشروعات القرارات التي ستصدر علي القادة وكذلك اعلان مكة والتي تتناول التحديات والمتغيرات بالغة الدقة والخطورة التي تواجه الدول الاسلامية، منها التدخل في الشؤون الداخلية للدول الإسلامية، وازدياد أعداد النازحين واللاجئين، وانتشار ظاهرة التطرف والإرهاب.. وكشفت اعمال اجتماعات وزراء الخارجية عن ملامح القضايا المطروحة من خلال الكلمة الافتتاحية التي ألقاها وزير الخارجية السعودي إبراهيم العساف.. ورغم عدم إشارته الي قضية التدخلات الايرانية سوي من خلال إشارته الي ممارسات جماعة الحوثي المحسوبة علي ايران في اليمن حيث أكد أن القضية الفلسطينية هي قضية المملكة العربية السعودية الأولي، مشيرا إلي أن العالم الإسلامي يمر بتحديات وتغيرات بالغة الدقة والخطورة، منها التدخل في الشؤون الداخلية للدول الإسلامية، وازدياد أعداد النازحين واللاجئين، وانتشار آفة الإرهاب والتطرف، والطائفية، الأمر الذي يتطلب منا وقفة جادة لدراسة أبعادها وتداعياتها من كافة الجوانب، واتباع أفضل السبل الممكنة لمعالجتها.. وشدد وزير الخارجية السعودي علي التزام بلاده بمكافحة الإرهاب ومحاربة تمويله بكافة أشكاله، ومواجهة الفكر المتطرف، داعياً إلي بذل المزيد من الجهود لمكافحة الأعمال التخريبية للجماعات المتطرفة والإرهابية، والتي كان آخرها بداية هذا الشهر الكريم بعمليات استهدفت سفنا تجارية قرب المياه الإقليمية لدولة الإمارات، واستهدفت كذلك محطتي ضخ الأنابيب للنفط في السعودية عبر طائرات بدون طيار، مبيناً أن مثل هذه الأعمال الجبانة تشكل تهديدا للاقتصاد العالمي وخطراً علي الأمن الإقليمي والدولي ويجب التصدي لها بكل قوة وحزم.وحث العساف منظمة التعاون الإسلامي، علي القيام بدور أساسي في إرساء الأمن والسلم في العالم، والتعاون مع كافة الفعاليات الإقليمية والدولية، لافتا إلي أن كل ذلك لن يتأتي إلا بنوايا صادقة وعمل دؤوب وتعاون وثيق بين الدول الأعضاء.. وفِي نفس التوجه أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الاسلامي، الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، أن القضية الفلسطينية التي طال أمدها بسبب سياسات الاحتلال الاسرائيلي وإمعانها في الاستهتار بقرارات الشرعية الدولية، تستدعي مزيدا من تنسيق الجهود وتضافرها من أجل صياغة موقف دولي ضاغط باتجاه تكريس إرادة السلام، ووضع حد للاحتلال، وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.. وأشار الدكتور يوسف بن احمد العثيمنين الي أن التطرّف والارهاب يظلان من أكبر المخاطر التي تهدد الأمن والاستقرار في العالم الإسلامي والعالم بشكل عام، خاصة وانهما يستهدفان تقويض تماسك المجتمعات، وتعطيل نموبلدان الدول الأعضاء، واستنزاف طاقاتها ومقدراتها. وتشير المشاورات في القمم الثلاث الي ان ايران فقدت كل التعاطف معها اسلاميا وعربيا رغم وجود حدود مشتركة لها مع أفغانستان وباكستان والعراق وتركيا، ولها علاقات مهمة مع أنقرة واسلام آباد.كما أنّها تدعم بشكل علني جماعات سياسية نافذة في لبنان والعراق وسوريا.. وستخرج القمم الثلاث بموقف حاسم ضد ايران وتوجيه رسالة محددة بأنه من غير المسموح تعريض أمن الدول الخليجية للخطر، من جانب إيران وسياساتها، بالإضافة إلي إطلاق الصواريخ الحوثية التي تأتمر بأوامر إيرانية إلي الأراضي السعودية، واستهداف مصالح دول خليجية أخري، والتهديد بإغلاق مضيق هرمز، إذا لم يسمح لإيران بتصدير نفطها.. وتحاول العديد من الدول الاسلامية والعربية التوفيق بين الموقف الحاسم ضد السياسات الايرانية وبين عدم دعم اي توجه للتشجيع علي حرب في المنطقة مع تأكيد الدولة المضيفة السعودية بأنها لاترغب في اي حروب في المنطقة ولكنها تستطيع الدفاع عن نفسها تجاه اي عدوان عليها.