كان الصحابة في عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم يسألونه في أمور دينهم ويجيبهم ومن هنا توارث الناس الدين بالتعلم ونقل علومه وتوارثها من شخص لآخر وكما قال النبي صلي الله عليه وسلم »صلوا كما رأيتموني أصلي» فهذا دليل علي النقل بين الناس بسهولة ويسر ولين دون فظاظة ولا غلظة وفي هذا الشأن يقول الدكتور أحمد محمود كريمة الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف انه في حياة الصحابة وآل بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم وقائع تدل علي الحكمة والفطنة وايضا الغيرة المحمودة علي الدين وعلي »توقير الكبير» وكما جاء في الحديث الشريف عن رسول الله صلي الله عليه وسلم: »ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا»، وفي مسجد النبي صلي الله عليه وسلم بالمدينة المنورة علي ساكنها الصلاة والسلام رأي سيدنا الحسن ابن سيدنا علي والسيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنهما وحفيد رسول الله صلي الله عليه وسلم رجلا من الأعراب قد أسلم حديثا وهو حين يتوضأ لا يحسن الوضوء فلا يسبغ أعضاء الوضوء، فأراد سيدنا الحسن عليه رضوان الله أن يوصل إليه رسالة تعليمية بأدب دون إحراج لمشاعر هذا الرجل فقال له : إن أخي الحسين يزعم أن وضوءه احسن من وضوئي فاحكم بيننا، فقال الرجل : أنا لا أحكم علي غائب فلابد أن أري وضوءكما، فتوضأ الإمام الحسن رضي الله عنه وأسبغ الوضوء وكذلك توضأ الإمام الحسين رضي الله عنه وأسبغ الوضوء أمام الرجل، فقال الرجل : والله إن وضوءكما أفضل من وضوئي ولقد تعلمت منكما الآن كيفية الوضوء بهذه الكيفية الراشدة، ومن هنا استطاع الإمام الحسن وهو في سن الصبا أن يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر بلين وأدب ، وهذا يؤصل القيم الأخلاقية التي ينبغي ان يكون عليها الناس جميعا ، ويضاف إلي ذلك أن هذا تعليم للناشئة بعدم العنف الفكري المؤدي إلي العنف المسلح لأن ما يلاحظ الان هو انخراط بعض الشباب في تقليد بعض الاتجاهات التي تزعم أنها تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر بالشدة والغلظة والإيذاء وصدق الله العظيم » وقولوا للناس حسنا»، »ولمثل هذا فليعمل العاملون».