د. نبيل شعث خلال حواره مع محرر »الأخبار« ولد في صفد من أب كان يعمل مديرًا للبنك العربي في يافا وأم لبنانية, لكنه بعد عام 1948 قرر الرحيل إلي مدينة الإسكندرية, فكانت نشأته وتعليمه وحياته في مصر, ذهب بعدها إلي الولايات المتحدة ونال شهادتي الماجيستير والدكتوراة في إدارة الاعمال من مدرسة وارتون للإدارة في جامعة پنسلڤانيا.. إنه القيادي والسياسي البارز د. نبيل شعث, المستشار الخاص للرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن, للشئون الخارجية والعلاقات الدولية, والذي شغر عدة مناصب سياسية من قبل منها منصب رئيس المفاوضين الفلسطينيين, ورئيس وزراء السلطة الفلسطينية بالإنابة عام 2005, ووزير الخارجية بالتعاون, ووزير التخطيط في السلطة الوطنية الفلسطينية, كما عمل في مجال التدريس في الجامعة الأمريكية في بيروت, ووصل إلي عميد كلية الاقتصاد فيها, كما عمل في الجامعة الأمريكية في القاهرة, كما كان طوال هذه الفترة السابقة يعمل كمستشار لياسرعرفات قبل وفاته.. في 20 فبراير 2017 أصدر الرئيس ابو مازن, مرسوماً بتعيينه مستشاراً له للشئون الخارجية والعلاقات الدولية, بدرجة وزير, بجانب توليه مسئولية القائم بأعمال شئون المغتربين.. في حوار خاص أجرته معه »الأخبار» كشف السياسي الفلسطيني عن رفض السلطة الفلسطينية أي التفاف حول حقوق الشعب الفلسطيني أو قضية القدس مؤكدا أن جميع الفلسطينيين يرفضون تمرير صفقة القرن »العار» الا علي أجسادهم, متهماً الرئيس الأمريكي ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو بأنهما يمثلان قمة الفاشية في العالم علي حد تعبيره. صفقة القرن »العار» التي يروج لها الرئيس الأمريكي لن تمر إلا علي أجسادنا ترامب مغامر وانتهازي ويستخدم أساليبه لدعم إسرائيل داخلياً وخارجياً مصر الوسيط الوحيد الذي يمكنه التأثير في كل الأطراف وتحقيق المصالحة بداية ما تعليقكم علي ما يعرف بصفقة القرن التي يروج لها الرئيس الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط ؟ أقول إن هذا التجاوب ما بين من يحكم أمريكا »ترامب» ومن يحكم اسرائيل حاليا »نتانياهو»، الاثنان هما في الطرف الأكثر يمنية وعنصرية ولم نر من يطلب الفاشية في سلوكه وتصرفاته أكثر من هذا الرئيس الأمريكي المتغطرس »دونالد ترامب » والرئيس الاسرائيلي المحتل »نتانياهو» بل هما يمثلان قمة الفاشية في العالم، ولذلك أن مشروع ترامب الذي يسميه أو يعرف بصفقة القرن ونحن نسمية صفقة »العار» هو ما يتم بل وتم تنفيذه بالفعل من الجانب الامريكي، الحكومة الأمريكية قامت بنقل سفارتها إلي القدس مؤخراً، وأعلنت أن القدس هي العاصمة الأبدية والموحدة ليس لإسرائيل فقط بل لكل الشعب اليهودي في العالم وليس للشعب الفلسطيني في القدس شيء أو أي مطالب تحفظ ماء الوجه وتلك ما تسمي الغطرسة الأمريكية، لكننا نقول ان تلك الصفقة المشئومة لن تمر أو تنفذ الا علي أجساد الفلسطينيين، لأنهم أصحاب الأرض وقضيتهم ابدية وعاصمتهم القدس الشريف. اللاجئون الفلسطينيون لكن وماذا عن قضية اللاجئين الفلسطينيين وحديث الإدارة الأمريكية علي التنصل منها ؟ هذه تدخل ضمن سلسلة الهيمنة الأمريكية علي مقدرات الشعوب المغلوبة علي أمرها، بالفعل قامت الادارة الأمريكية بالتنصل تماماً من قضية اللاجئين وقالت إنه ليس هناك قضية لاجئين، بل اعتبرت وفق مفهومها الخاطئ ان اللاجئ الفلسطيني هو فقط من خرج من فلسطين عام 48 وظل حياً حتي الآن أي عمره الآن 72 عاما علي الأقل، أما الأبناء والبنات والأزواج فهم ليسوا لاجئين بفكر الإدارة الأمريكية المتغطرسة. هذا يعني أنه لا عودة ولا حل مستقبلا لقضية اللاجئين وفق ما تراه الإدارة الأمريكية ؟ هذا أمر غير مقبول ولا يمكن العمل به، هم قرروا ان عدد اللاجئين الفلسطينيين ليس 4 ونصف مليون لاجئ بل هم فقط 42 ألف لاجئ ولا يستحقون دعما واتخذ ترامب قراراً من الكونجرس الامريكي الذي أصبح الآن مقرر القانون الدولي في العالم بغلق ملف اللاجئين الفلسطينيين، ثم أعلن ترامب أنه لا يعتبر أن الأرض المحتلة في الضفة الغربية أراضي محتلة ولا يعتبر الارض المحتلة في سوريا »الجولان» محتلة، بل ذهب إلي أبعد من ذلك علي أساس أنه من حق اسرائيل أن تضم الجولان السوري اليها، كما من حقها أيضا ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة اليها، هو أيضا يقوم بكل ما يدعم ويمكن الاحتلال الاسرائيلي في الأراضي العربية المحتلة. هذا يعني وجود تغير في السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية منذ مجيء ترامب للحكم ؟ بكل تأكيد وأقولها صراحة هذا الترامب أسوأ من يمثل القيادة الأمريكية حالياً، لأنه يحكم في وقت تتراجع فيه تتدريجياً الهيمنة الأمريكية علي العالم وفي عصر نري فيه دولاً أخري مثل الصين وروسيا واليابان ودول أوروبية والهند والعالم يتغير. الأمريكان يذهبون إلي المبالغة في إظهار قوتهم وغطرستهم وهيمنتهم وسيطرتهم ونحن الفلسطينيين نواجه رئيسا مغامرا، وانتهازيا يستخدم كل الأساليب لدعم موقفه مع اسرائيل داخلياً وخارجياً، وعندما اعترف ترامب علنا أمام العالم بسرقة الجولان السورية وضمها لإسرائيل أعلن بعد ذلك نفس الشيء نفسه في الضفة الغربية، نحن لا نري من صفقة القرن الا البشاعة والجرائم التي ترتكب في حق شعبنا. دعم سياسي وماذا كان رد فعل القيادة الفلسطينية علي تلك الأحداث ؟ نحن صامدون ولن نقبل صفقة »العار» هذه ولن تنفذ الا علي أجسادنا جميعاً ونريد من أمتنا العربية أن تقف معنا تجاه ما يحاك لنا وللقضية الفلسطينية من مخاطرة جسيمة، لذلك نحن الآن في أمس الحاجة إلي دعم أمتنا العربية لنصرة القضية والشعب الفلسطيني الآن الشعب الفلسطيني لا يعاني من الاحتلال فقط أو التشريد أو القتل وهدم المنازل وتجريف الأراضي بل يعاني من سرقة أمواله وحجبها من الوصول إلي أصحابها، نحن في حاجة إلي دعم سياسي واقتصادي، نريد مقاطعة شاملة لاسرائيل ونريد وقفة معا تجاه الولايات المتحدة، نريد رفضاً كاملا وواضحاً لصفقة القرن المزعومة. وكيف يمكن تعويض تلك الخسائر المادية لكم ؟ نحن نرفض رفضا كاملا أن نعيش تحت وطأة الاحتلال أو الصلف والغرور الأمريكي، ونواجه الولايات المتحدة وطبعاً هم أوقفوا كل المعونات المادية لنا، ومستعدون أن نعيش بدونها علي الرغم أنها بمبالغ كبيرة، لكن أمتنا العربية عوضت جزءا كبيراً منها وخاصة المملكة السعودية والكويت والجزائر والعراق، كما أننا نعمل جاهدين علي محاولة تعبئة اشقائنا ضد ما تقوم به أمريكا تجاه القضية الفلسطينية ولن نستسلم أبداً لأنه لا يوجد فلسطيني يستسلم او يقبل بصفقة »العار». وما موقف الأممالمتحدة تجاه ما تتعرض له القضية الفلسطينية من تهميش ؟ تقف الأممالمتحدة إلي جانبنا والقرارات التي تصدر منها إلي حد كبير تنصفنا، لكن نقول إن القانون الدولي ليس له أسنان حادة يواجه بها أمريكا واسرائيل، لأنه يحتاج إلي قوة تقف في وجه تلك الغطرسة وحتي الآن الكثير من القرارات التي صدرت من الأممالمتحدة صعب تنفيذها علي أرض الواقع، لأن أمريكا تقف في وجه تنفيذها ومجلس الأمن هو الذي يقرر العقوبات ومادام أمريكا موجودة به فإنها تستخدم حق الفيتو لكننا مازالنا ومستمرون في الصمود، لقد كان شعبنا نصف مليون فلسطيني عام 48، نحن الآن 6 ونصف مليون فلسطيني داخل أرضنا ونحن أكبر من عدد اليهود في اسرائيل والفلسطينيين في الخارج أكبر من عدد اليهود خارج اسرائيل. الدبلوماسية الفلسطينية وماذا عن الدبلوماسية الفلسطينية في الخارج ؟ نحن نتحرك في كل العالم وحتي الآن نستخدم كل الوسائل المشروعة لمنع أمريكا من تمرير أي مشروع ضد الشعب الفلسطيني، نحن لنا جالية قوية وكبيرة في استراليا عندما أعلن رئيس وزراء استراليا انه سينقل سفارة بلاده للقدس من أجل الحصول علي دعم الجالية اليهودية في الانتخابات البرلمانية في سيدني، تحركت الجاليات العربية الموجودة هناك ومنها المصرية والفلسطينية والسورية واللبنانية، وأسقطت المرشح اليهودي في الانتخابات وبالتالي امتنعت استراليا الآن عن نقل سفارتها إلي القدس المحتلة، وقمنا بنفس الشيء في البرازيل وجواتيمالا والمجر كلها دول قد أعلنت عن نقل سفارتها لكننا تحركنا في التوقيت المناسب للحيلولة دون تحقيق. هناك ورشة عمل تعقد في مملكة البحرين دعت لها الولايات المتحدة ولكن لكم موقف خاص من المشاركة الفلسطينية فيها ما تعليقكم ؟ نحن مع كل الأشقاء العرب الذين لم يبخلوا لحظة في دعم القضية الفلسطينية لكننا نرفض سرقة حقوقنا بالطريقة التي يدير بها الرئيس الأمريكي ملف القضية الفلسطينية، الجميع يعرف أن تلك الورشة دعت لها الإدارة الأمريكية ضمن صفقة القرن »العار» التي يروجون لها ومن ثم فإن الفلسطينيين ليسوا في حاجة إلي حضورها ومع ذلك نحن لسنا ضد دولة البحرين بل نحترمها ونقدر مواقفها ولو تم دعوتنا إلي أي مؤتمر دولي أو عربي أو غير ذلك سوف نشارك بقوة، لكننا نرفض حضور مؤتمر تنظمه أمريكا ويدعو اليه الرئيس ترامب. صفقة القرن ردد البعض أن صفقة القرن تتضمن اقتطاع جزء من سيناء لصالح الفلسطينيين ما تعليقكم ؟ هذا كلام عار عن الصحة، كل شبر من أرض مصر للمصريين ونحن لا نحصل علي حقوق غيرنا، مصر أم الحضارة والحاضنة الرئيسية للقضية الفلسطينية، وعندما يقرر الفلسطينيون اقامة دولتهم الموحدة ستقام بكل تأكيد علي الأراضي الفلسطينية الخالصة وعاصمتها القدس الشريف، ومصر دائما هي ما تقود دعم قضيتنا والرئيس عبد الفتاح السيسي يتبني القضية الفلسطينية في كل المحافل الدولية ولا يدخر جهداً في نصرة القضية الفلسطينية وارجاع الحقوق لأصحابها. لكن ما آخر التطورات في المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية ؟ مصر هي الوسيط الوحيد دون غيرها الذي يستطيع أن يؤثر في كل الأطراف الفلسطينية، ولذلك نحن متمسكون بالدور المصري ومصر تستطيع كما فعلت في السابق وفي جميع مراحل القضية الفلسطينية أن تلم شمل جميع الفصائل لدينا ولها تاريخ طويل في هذا الأمر والمصالحة الفلسطينية التي يسعي اليها الجميع وتحقيق الوحدة الوطنية لا تتم الا من خلال الجهود المصرية. ماذا عن وكالة الأونروا لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين ؟ بكل تأكيد وبعد القرار الأمريكي الذي أصدره في وقت سابق دونالد ترامب بوقف تمويل الأونروا تسارعت بعض الدول العربية في تقديم الدعم والمنح للاجئين الفلسطينيين منها المملكة العربية السعودية وضعت 100 مليون دولار، والكويت ساهمت ب 50 مليون دولار، بالإضافة إلي العراق والجزائر ومصر. كانت لكم مشاركة مؤخرا في مؤتمر العمل العربي وتحدثتم عن أوضاع العمال الفلسطينيين هناك ؟ فعلا شاركت ممثلا عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن ، وكان المؤتمر ساحة مهمة لشرح قضيتنا بشكل عام وطالبنا من منظمة العمل الدولية ومنظمة العمل العربية مساعدتنا لاسترداد حقوقنا المادية المغتصبة من قبل اسرائيل التي استولت علي 10 مليارات دولار حصلت عليها من عمال فلسطين للدخول في الضمان الاجتماعي لكنهم لم يحصلوا علي شيء، كما طالبت بضرورة حماية العمال لدينا من بطش آلة الحرب الاسرائيلية حيث يمكث العامل أكثر من 4 ساعات من أجل الوصول إلي مقار عمله داخل اسرائيل ويتعرض لكل اشكال الاهانة، وذكرت أن هناك 30 شهيداً من عمال البناء الفلسطينيين لقوا حتفهم لعدم وجود وسائل الحماية والسلامة لهم من قبل اسرائيل. بعد رحيلك عن فلسطين بعد عام 48 كان مقصدك مع والدك مصر ماذا تمثل لك القاهرة ؟ مصر العروبة حيث نشأت وتربيت وتزوجت وتعلمت، مصر لعبت ومازالت دائما لها دور كبير وهام في حياتي وتنشئتي ودعمي سياسيا كجزء من دعمها للقضية الفلسطينية كما يسعدني دائما ان اكون في القاهرة.