الدكتور أحمد عُمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، وعضو المجلس الأعلي للطرق الصوفية، ورئيس جامعة الأزهر الأسبق، وأحد المُحدثين المعدودين في العالم الإسلامي، حيث أسهم برصيد وافٍ في شرح السنة النبوية المُطهرة، ومن ثم فهو أقدر الناس علي المنافحة عنها عن علم وبصيرة.. ورغم ظروفه الصحية فإن الدكتور أحمد عمر هاشم لم يتكاسل أبدًا في الدعوة إلي الله، سواء في وسائل الإعلام، أو من خلال منبر مسجد »الرحمن الرحيم» الذي يخطب فيه منذ سنوات طويلة.. وقد حضرنا له هذه الخطبة التي خصصها للدفاع عن السنة النبوية الشريفة ضد المناوشين لها والطاعنين فيها بدون دليل، وخاصة صحيح الإمام البخاري، الذي تعالت موجات الهجوم عليه من غير المتخصصين في الآونة الأخيرة: وسطية مصر بدأ د. أحمد عمر هاشم خطبته بالتأكيد علي أن مصر بلد الوسطية في كل شيء، وأنها بلد الأزهر الشريف الذي أضاء علماؤه الدنيا كلها، كما أن مصر محفوظة بحفظ الله تعالي، إذ ذكرها في كتابه الكريم في آيات كثيرة، كما أن مصر نالت شرف الدعاء لها من سيد الخلق، صلي الله عليه وسلم، ولذلك فإن من يقوم بالتفجيرات في كل أنحاء العالم لا يُمكن أن يكونوا مصريين ولا مسلمين، وإنما هم منتسبون للإسلام اسمًا وشكلًا، ولكنهم غير منتسبين روحًا وإيمانًا وصدقًا، وغير صادقين في الإسلام.. ويُتابع د. عمر هاشم، قائلاً: إنني أدعو هؤلاء إلي كلمة سواء، وأن نكون علي قلب رجل واحد، وأن نستجيب لأمر الله في القرآن الكريم، حيث قال: »واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا»، ولأمره أيضًا: »وتعاونوا علي البر والتقوي ولا تعاونوا علي الإثم والعدوان»، وأن نبتعد عن ظواهر الإرهاب وظواهر الشغب: »ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق»، ومن هنا وجب علينا أن نصون دماءنا وأعراضنا، وقد وصانا بذلك رسول الله صلي الله عليه وسلم في حجة الوداع حين قال »إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا قد بلغت اللهم فاشهد، ألا فلا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض». لا يفقهون ويوضح د. أحمد عمر هاشم أن الذين يُهاجمون صحيح البخاري أحد شخصين: إما شخص يجهل قيمة هذا الكتاب وقيمة السنة ولا يفقه شيئًا وهو يتكلم بهواه، أو شخص معادٍ للإسلام نفسه وللسنة، وأعداء السنة والإسلام حين يهاجمون فإنهم يهاجمون أصح كتاب في السنة، ومعروف لدي الجميع أن صحيح البخاري هو أصح كتاب بعد كتاب الله تعالي، وتلقته الأمة بالقبول، ولا مطعن في حديث من أحاديثه، في سنده أو متنه.. ولذلك فهؤلاء يتجهون بالقذف والتجريح فيه، ويقولون في أنفسهم إنه إذا جرحنا أصح كتاب جرحنا باقي الكتب، والحقيقة أنني شخصيا عشت مع هذا الكتاب سبعة عشر عامًا لأشرحه شرحا وافيا، ووقع الشرح في ستة عشر مجلدًا، كل مجلد 600 صفحة.. وشرحت الكتاب ووقفت علي متونه وأسانيده ولم أجد فيها أي مطعن، والذي يزعم أن فيه شيئًا من الضعف أتحداه، ويأتيني وسأبين له أنه إما جاهل بهذا الحديث فلم يفهمه، وإما أنه يعادي السنة والإسلام. أحاديث الفتنة ويُشير د. أحمد عمر هاشم إلي أن لديه محاضرة في الأزهر الشريف كل يوم ثلاثاء عقب صلاة العصر، بالإضافة إلي برنامج يومي في إحدي القنوات الفضائية، حيث يتناول فيها الأحاديث المدسوسة والمكذوبة علي السنة النبوية ليتجنبها الناس، تحت عنوان »أحاديث الفتنة»، وحتي نطهر السنة الصحيحة من هذه الأعمال.. كما أن هناك دروسًا في الأزهر الشريف الآن علي مدي الأيام كلها لشرح السنة النبوية والرد علي أي افتراءات بشأنها يحضرها الآلاف من طلاب العلم، بل ومن الناس العاديين من كل الأعمار أقوم بها أنا وزملائي العلماء، أنا أشرح صحيح مسلم، ودكتور آخر يشرح صحيح البخاري، وهناك علماء يقومون الآن بهذا الدور خير قيام، لكن أعداء السنة لا يريدون أن يسمعوا أو أن يحضروا، مع أن المكان مفتوح لأي إنسان يريد الدخول.. كما أنني أعتقد أن هذه المواجهة العلمية أقوي كثيرًا من المواجهة المسلحة لهؤلاء المتطرفين وأفكارهم الدخيلة. تقصير إعلامي ويتابع د. أحمد عمر هاشم أن الإعلام مقصر ويحتاج إلي مساحة ورقعة أكبر ليُخصصها للعلماء والدعاة الأزهريين، وللكلمة الصحيحة لتأخذ مكانها في نشر القيم الإسلامية، وفي الرد علي هؤلاء الذين يُعادون الإسلام والسنة بصفة أخص، لأن الملاحظ أن الذين يعادون السنة النبوية أصبحت لهم قنوات خاصة بهم، وهذا جرم كبير يُرتكب باسم الإعلام في بلد الأزهر وفي بلد الحضارة الإسلامية وفي مصر كنانة الله في أرضه، فلا يصح أن يُمكن أعداء السنة من هذه الفضائيات، ولا يصح لهذه الفضائيات أن تبث هذه السموم لتلويث عقول الشباب المسلم وتخلق أجيالًا ملوثة كارهة لدينها.. ويقول إنه رغم هذه المواجهة الفكرية فإن الأفكار الأخري المتطرفة تصل إلي شبابنا عن طريق منظمات ممولة من الخارج للعدوان علي الإسلام، ويجب أن تكون الأمة حريصة وواعية لكل ما يحدث، وأنا أحمل المسئولية لكل المسئولين، وخاصة المسئولين الإعلاميين لأنهم أتاحوا الفرصة لأعداء الإسلام وأتاحوا الفرصة للذين خرجوا في بعض القنوات الفضائية يجرحون السنة ويقدحون في صحيح البخاري وحسابهم علي الله.