زرت شمال سيناء مرتين خلال الشهر الماضي تجولت في العديد من مناطقها ومدنها بالعريش وبئر العبد والتقيت بأهالي هذه المدن بالاضافة الي رفح والشيخ زويد.. ولكن ثمة ملحوظة خطيرة تستوجب دق ناقوس الخطر نحوها وهي الاجيال الجديدة من الاطفال الذين ولدوا وتربوا في احضان الارهاب في قري رفح والشيخ زويد هل من ينكر ان كثيرا من هذه المناطق كانت بؤرة ارهابية قبل ان تفككها المواجهة العسكرية وتعيدها مرة اخري الي سيطرة الدولة بالفعل نجحت العمليات العسكرية في تشتيت عناصر الارهاب وما كان اكثرها وكثير منها قتل او سجن او ما زال هاربا ومطاردا ولكن هذه العناصر تركت وراءها جيلا من الاطفال رضعوا افكار الارهاب وعلي رأسها تكفير الدولة والجيش والشرطة ويكنون لها الكراهية الشديدة.. ما لمسته وعلمته من الاهالي بحكم خبرتهم في التعامل مع هذه الفئة الصغيرة ان الاطفال ورغم صغر سنوات عمرهم الا انهم تشبعوا بكل الافكار الشيطانية ومنها التقية فاذا التقيني احدهم غريبا لا يتكلم صراحة عما يؤمن به من افكار الارهاب والتكفير ولكن تختلف لهجتهم اذا اطمأنوا اليه ولمسوا من محدثهم تعاطفا معهم ومع افكارهم وهنا يكشفون عن حقيقة افكارهم ومدي كراهيتهم الشديدة للدولة.. أعتقد ان كل ما يجري من مواجهات عسكرية للحفاظ علي الارض واحباط المؤامرة عليها لن يكون سوي مرحلة في معركة لن تنتهي طالما وجدت هذه الاجيال الجديدة المضللة.. انهم قنابل موقوتة بعد سنوات ستتجدد الكارثة بعد وصولهم سن الشباب. واعتقد انننا لابد ان نكون صرحاء مع انفسنا في مواجهة الواقع والحقيقة المرة.. الدولة اوشكت علي الانتهاء من تشطيب اعمال مدينة رفح الجديدة التي سيعود اليها كل سكانها النازحين تباعا علي مراحل ولكن هل تنبهت الي مشكلة جيل ابناء الارهاب الذين سيعودون؟ لابد من وضع برنامج لاعادة التأهيل النفسي والفكري والعقائدي لهذه الاجيال من خلال دورات وبرامج تشمل بجانب التأهيل الفكري التأهيل النفسي ايضا بلقاءات تنظمها القوات المسلحة تستضيف فيها هؤلاء الاطفال لعدة ايام يتم فيها الاختلاط واللقاء المباشر بين عناصر مؤهلة ومدربة من الجيش لاظهار الصورة الصحيحة وتقديمها لهذه الاجيال المشبعة بافكار مغلوطة.. هذه البرامج مهما تكلفت ولكنها ارخص كثيرا جدا من قطرة دماء زكية تقطر مستقبلا ولضمان استقرار دائم لسيناء.