يوم القيامة ستقف علي قنطرة المظالم لتسدد ما عليك للناس.. وكل من له مظلمة عندك لم تستسمحه فيها في حياتك سيقف وقتها امامك يطالب بحقه.. وهناك لا مكان للنقود.. فمن اخذ من حق أخيه درهما أو قل جنيها سدد عنه يوم القيامة سبعين فريضة مقبولة.. فتصور حال من اخذ آلاف الجنيهات كم يسدد؟ بل ان مثل هؤلاء قد يسدد الواحد منهم حسناته كلها لشخص واحد أكل ماله أو هتك عرضه أو سبه في غيبته.. اما بقية الناس من اصحاب الحقوق عليه فيؤخذ من سيئاتهم فتوضع فوق سيئاته ثم يؤخذ به فيطرح في النار اللهم احفظنا.. ولكنّ هناك صنفا لا ينالهم مثل هذا العذاب.. وهم الصائمون بحق.. فعندما يسدد الواحد منهم ما عليه يؤخذ من حسنات الصلاة ثم حسنات الزكاة والحج وجميع الاعمال الصالحة حتي لا يبقي الا حسنات الصيام ليؤخذ منها سدادا لما عليه وعندئذ تتدخل القدرة الالهية: الا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به.. فيحمل الله ما علي هذا الصائم من ذنوبه فيسددها عنه ويدخله بصيامه الجنة ويحميه من العذاب.. لذلك يقول الرسول صلي الله عليه وسلم: »الصوم جُنة» أي وقاية من النار.. ويقول إن للصائم فرحتين: واحدة في الدنيا عند فطره والثانية في الاخرة عند لقاء ربه.. وكلنا سنصوم رمضان الذي يهل علينا بعد ساعات ولكن من منا سيؤدي الصيام بحقه.. فيصوم ايضا عن اللهو والعبث ويقبل علي القرآن والصلاة وبر الوالدين والاقارب ورعاية الفقراء؟.. من سيؤدي الصيام بحقه فينال الرضا والقبول ويحميه ربه بصيامه من التهلكة يوم سداد الحقوق؟