أُصِبْتُ بضربة ظلٍّ تساقطَ فيها دمي كالثلوجِ فمن يُخرجُ الشمسَ كي تطفئَ الموتَ فيّ وتُخرجَ مني الرطوبةَ علّ العصافيرَ ترجع نحوي وتسكن قلبي الذي سكنته العقارب بضع سنين ففرتْ كراتُ دمِي البيضُ واختبأتْ أسفل القلبِ حتي تهاوتْ وعسكر في المساء الحزينْ
تعودت - قبل الإصابةِ - أن أتمشي إلي الشمس كل صباحٍ لأشرب فنجان حبٍ يذيب ثلوج المساء ويفتح بين سدود النهار طرائقَ تنفذ منها العصافير نحو السماءْ فينشق صدري ويندك قلبي ويرقص بين جفوني الضياءْ
بعكاز من سوف أمشي؟! وكل المسافات أبعد مما تخيلتُ لا العقل يزرعني في النهار ولا القلب يحصدني في المساء أراني بعيدا فأحسَبُ اني رحلتُ وأبصرُ ظلي فأعلم اني بقيتُ
فُتِنتُ ببحرٍ تجيء عرائسه في المساء عرايا تفتش عني وتكتب قصتها في هوايَ وتكسر كل المرايا لكي لا أراني فتخبرني الريح : أني المُرَقَّشُ بالموت أرفض كل العرائسِ كي أزرع الوقت موتا يحلل كل التُرَبْ ويصنع خمرا بدون العنبْ ويجمع ما بين قلبين ظنَّا اشتعال الهوي سيزيل الغضبْ
إذا البحر هاجَ وقرَّب كل المسافاتِ فاصدع بشعركَ وارفع يديكَ وسلِّم قوافيك لهْ وقل للمداوين :عذرا فلن يتطهر جرحك إلا بهْ
3 عملية زرع إنسان حين انفجر الدَمُ من قلبي طافت بي أحلام سمائي وأنا انزفُ أعلن بنك الدمِ أن فصائلَ حلمي قد تتوفر بعد قليلٍ أعلن أن بلازما الحب - الآنَ - انتشرتْ في طرقاتي
قد يحتاج طبيبي في العملية بضع سنين لينزع عني كل الخَبَثِ يُبَدِّل بالأعضاء الاصطناعيةِ - تلك الموجودةِ في جسدي - أعضاءً من نورٍ لا تُبترُ لا يستشري فيها السمْ
في المستشفي كنت أجهز نفسي للعمليةِ شاهدت المرضي يتعافََون ففي بعض الحجرات يطيرونَ وفي أخري يفترشون الأرضَ ويبكون دماءً تغسل كل سنين البنجْ
أحلق كل الشعر بجسمي أخلع نظاراتي أخلع كل ثيابي يمتاز طبيبي بهدوءٍ أبيضَ يطلب مني أن أرتاح وأنا أرجو منه أن أرتاح
أكره ذاك الشخصَ الساكنَ فيَّ يحرك جسدي كيف يشاءْ يتلبسني حتي أشعر أني هُوْ ثم يغادر كل صباح حين يراني ألبس حلمي ثم أسير تجاه الماءْ أرجو أن أشعرَ أني لا أشعرُ حتي تنتهيَ العمليةُ وأري أعضائي تتطايرُ تصعد نحو سماء صافيةٍ تتعانق ونجومَ الكون طويلا وطبيبي يضحكُ يعلن أن العملية قد نجحتْ .