في الطريق ... لا أحد يعلمني التنفس أستنشق الظل المرابط في الرصيف أستعمر الخطوات من قدمي لأمضي حيث أمضي... في الطريق ... لست أدرك إذ تلفت خاطري الي احد النوافذ... هل أنا حقاً أضيء إذا خرجت عن الإطار... هل سأبقي داخل الذكري وأرسم دمعتي أو بسمتي.. أم سأسقط من إطاري جوف لاشيءٍ وأنسي... وحين أمضي... هل سأعرف اين أمضي في الطريق ... عادةً أمشي الي شيءٍ أحس به وأعرف أنه شيء سيسبقني اليه وحين أدنو من ذبابه العبثي يبدأ وخز ذاكرتي... ويحتل الذباب قصيدتي... وأموت فأعود من نصف الطريق لأنني أخشي الذباب.... في الطريق ... وحين أكتب.. دائماً أنسي الرصيف فأمشي فوق ظلي لم أكن أدري بأن لي ظلاً يسير معلقاً بدمي... وينسي حين يكتب أن يسير معلقاً فوق الرصيف... في الطريق ... أسير وحدي وأظنني ما كنت وحدي... هناك أحجار علي طرف الرصيف تلومني حيناً.. وتسخر من فصامي إذ أكلم وردة تشكو فضول العاشقين العابرين وأذوب في ايقاع نفسي حين أبدأ في غناء قصيدتي... هل كنت وحدي في الطريق أظنني ما كنت وحدي.. في الطريق ... أمر مثل سحابة عن كل شيءٍ... لست أعبث في ظلال أفكاري لأسأل... هل أكون هناك الآن في شيءٍ ألملم خطوتي وحبيبتي وقصيدتي حتي أعود الي طريقي... ألقي علي الاشياء صمتي وأمر مثل سحابة... لأخوض في وجع الطريق في الطريق ... أحس برجفة الاسفلت إن عبر السنونو خائفاً..أو عاشقاً من فوق رأسي وأحس بين أصابعي حرف يعشعش كي يصير قصيدة..أو سوسنة.. لعبت حروف الارض في لغتي ليعشق طائر وردة وأنبت داخل الاسفلت مصلوباً بغيمة..... في الطريق ... حين أفيض عن وجهي أغادر المرآة صوب يدي وأكسر المرآة كي أجد انعكاسي فوق كل فراشة جاست خلالي واستقرت... كي تضيء.. في الطريق ... وحيث أمشي ألمح من ورائي غابة قد خلفتها خطوتي... وكأنني وحي يسير... أو أنني شبح.. في الطريق ... ليس هناك مفترق وليس هناك لافتة تقول... (بأنك الماضي وتمشي في خيالك صوب غد سيصبح بعد بضع دقائق ذكري...) بمفترق انفصامي بين نافذة وأغنية ببالي سوف أنسي.. وأعود للخطوات والصمت المغلف بالدقائق أمضي وأضحك قائلاً... مالي سوي دربي لأكمل ما بدأت.... في الطريق ... حين أضجر من تردد خطوتي فوق الطريق أغفو... لأحلم أنني بدلت شكل عبارتي وكسرت روتين الصدي... وعندما أصحو أري لوني تغير من دمي حتي دمي... ليصير أبيض كالحلم وتصير خطواتي كرقص الضوء... أبسم في مخيلتي وأرجع حتي أغير موسيقي الطريق... في الطريق ... أري علي الجدران ما ترك المسافر من متاع... علبة الاحلام جرس ليوقظ نفسه إن مات سلة ذكريات بطاقة كي يدخل النسيان زجاجتان.. كي يشتاق للبلد المخيم جوف رأسه وزجاجة أخري كي يحمل المنفي علي كتفيه وتسجيل بصوت أناه... يقرأ للتراب الشعر فأحبس دمعتي.. أربت فوق روحي.. اتابع خطوتي في الدرب.... في الطريق ... توجه خطوتي ريح وتعبرني المسافة صوب نفسي حيث يسكن شاعر ترك النبي معلقاً قي غيه بين النبوة والقصيدة... فلأي حلم سوف تأخذني الرياح في الطريق ... حين يغفو طائر تستفز الأرض.. وحين تذبل سوسنة... تبكي وتصرخ ها أنا فيكم خذوني.. تربتي وجعي وبدئي... في الطريق ... أري شبحي ... فأجفل ثم أسأل.. هل انا حقاً خيالك... أم تكون الآن بعضي...؟ قال سيان السؤال نحن بعض من ظلال الأرض ثمر علي الأغصان ... يسقط عندما تهتز داخلنا الصور نحن الضجر... نحن اللحاق المستميت بآخر الأرض الخجول... نحن الذهول.. وأنا انكساري بإنتصارك أنت انتصارك بانكساري فلت مهلاً.... لي طريق غائب لم يكتمل لي رصيف بعد لم يكتب قصيدته ولن يرتاح من شوق يمر به.. فدعني للطريق لي عتمتي حتي أضيء وأعتريها... في الطريق ... قلت أرحل .. قال إرحل.. قلت لي وطن سيتعب قال لست الآن أرضك قلت أهلك قال لست الآن أهلك... وامتطي حرفاً وغاب..... ثم اتممت الكلام ناقصاً حرفاً تأخر أو تبخر أو تكسر في القصيدة... في الطريق ... أمر من جسدي لأخرج عن حدودي علني أنهي طريقاً قد بدأت... قد أتعبتني فكرتي وأضعت ايقاعي وشهوة ما أري... جثث تكدس جوف رأسي أو فراشات تحلق في بياضي ثلج رمادي يقطر ما يقطر من دمي شجلا يعلمني بأن أحيا.. أن أختار قافيتي ودوزان الطريق هذا الطريق دمي... حلمي المبعثر في زوايا النفس وكأنه جسدي... أسير عليه كي أصل التصاقي بالهواء بالوصول... ووقفت أصرخ.. إني النهاية والبداية والطريق.. ولقد و صلت لأخري مني وآن الوقت كي أرتاح أن أختار نافذة وأرقب آخراً يمضي... ليبحث في الطريق عن الطريق ويصنع من تراب الأرض موسيقي وآخر كي ينام.... محمد المعايطة: شاعر، له ديوان "نبي الرماد" (دار فضاءات)