الدمار طال كاتدرائية نوتردام جراء الحريق » صورة من رويترز« السفير الفرنسي: تضامن الرئيس السيسي جاء سريعاً.. ورسائل المصريين لم تنقطع سيطر الحزن علي العالم بعد الحريق الهائل الذي شب في كاتدرائية نوتردام التاريخية بباريس مساء أمس الأول وسيطرت حالة من الصدمة بعد أن استمر الحريق 15 ساعة، قبل ان يتمكن رجال الاطفاء من اخماده بعد أن ادي الي انهيار برجها القوطي وارتفاعه 93 متراً، وفتحت السلطات الفرنسية تحقيقاً واسعاً حول الحادث، بينما انطلقت دعوات للتبرع لإعادة بناء الكاتدرائية المدرجة علي قائمة اليونسكو للتراث العالمي. تقييم الوضع وأعلن جابريال بلوس المتحدث باسم جهاز الاطفاء صباح أمس إطفاء الحريق بشكل كامل وقال: نحن الآن في مرحلة تقييم الوضع، وأضاف انه تم التركيز خلال الصباح علي برجي الاجراس العملاقين والتأكد من عدم تعرضهما للدمار وأوضح ان المهمة تنحصر الآن في مراقبة هيكل الكاتدرائية للتأكد مما إذا كان قد تحرك من مكانه واخماد أي بؤر محتملة للنيران وسيبقي 100 من رجال الإطفاء في الموقع. وقد بدأت نيابة باريس التحقيق حيث يركز المحققون علي فرضية انه حريق عرضي بسبب أعمال الترميم وأشار لوران نونيز وزير الدولة بوزارة الداخلية الي ان هناك حاجة لإجراء فحوص شاملة لمتانة الهيكل، وأكد فرانك رييستير وزير الثقافة ان رجال الاطفاء انقذوا العديد من كنوز الكاتدرائية لكن بعض اللوحات لا تزال مهددة بالتلف في الداخل بسبب الدخان والمياه. شارك في عمليات الاطفاء 400 رجل اطفاء كما برز اسم الأب جان مارك فورنييه الذي ارشد رجال الاطفاء ودخل الكاتدرائية خلال الحريق لينقذ إكليل الشوك الخاص بالسيد المسيح، كما انقذ القربان المقدس. وكانت فرق الإطفاء قد نجحت في انقاذ الهيكل الرئيسي للكاتدرائية واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ان الأسوأ تم تجنبه وتعهد بإعادة بنائها وتطلق مؤسسة التراث الخاصة التي تعمل علي حماية الآثار الفرنسية حملة جمع أموال وطنية لإعادة بناء الكاتدرائية وتبرع الملياردير الفرنسي برنار أرنو بمبلغ 200 مليون يورو وتعهد الملياردير الفرنسي فرانسوا هنري بينو بتقديم مائة مليون يورو. حملات للتبرع وانطلقت حملات اخري للتبرع في أمريكا وتعهد الكثيرون حول العالم عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالتبرع واقترحت آن هيدالجو عمدة باريس عقد مؤتمر دولي للمانحين لاستقبال الخبراء وجمع الأموال. وتوالت ردود الفعل فعلق ماكرون حملته للانتخابات الاوروبية وأكد جان كلود يونكر رئيس المفوضية الاوروبية ان »أوروبا جريحة. فرنسا جريحة» وتعهد بتضامن الاتحاد الاوروبي. واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان الكاتدرائية رمز تاريخي وكنز لا يقدر بثمن للثفافة الاوروبية والعالمية وقال: المأساة خلفت ألماً في قلوب الروس وعرض إرسال أفضل الخبراء الروس في مجال الترميم. وأعربت اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا عن حزنها العميق كما أعرب الرئيس الصيني شي جين بينج عن حزنه وثقته في قدرة فرنسا علي إعادة بناء الكاتدرائية. وأكدت أودري أزولاي مدير عام اليونسكو وقوف المنظمة إلي جانب فرنسا لحماية وترميم هذا التراث الذي لا يقدر بثمن. وأعلن السكرتير العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش ان الحريق أمر مروع. وفي القاهرة أكد الامام الاكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر تضامنه مع فرنسا، نشرت صفحة الأزهر الرسمية علي موقع تويتر وفيس بوك تغريدة بثلاث لغات: العربية والانجليزية والفرنسية عبر فيها الامام الاكبر عن حزنه تجاه حريق الكاتدرائية وقال: أشعر بالاسف تجاه حريق كاتدرائية نوتردام بباريس، هذه التحفة المعمارية التاريخية، قلوبنا مع اخواننا في فرنسا، لهم منا كل الدعم. وأكد الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، أن الحدث يعد خسارة كبيرة للبشرية بأسرها وليس لفرنسا وحدها، ووصف الحريق بأنه من أكبر الحوادث التي أصابت التراث الإنساني والحضاري والديني. وأضاف في بداية أعمال الجلسة العامة إن هذا الحادث ترك أثرًا عميقًا وحزينًا في وجدان كل إنسان، فهذه الكاتدرائية لا تكتسب طابعًا دينيًا فحسب، وإنما تكتسب أيضا طابعًا إنسانيًا وتاريخيًا وأثريًا يضرب بجذوره في أعماق التاريخ، فضلًا عن أنها تعد شاهدًا عظيمًا علي الحضارة. حزن وأسي وأعرب البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية عن بالغ الحزن والأسي.. وقال: »إنها لخسارة فادحة للإنسانية كلها لما لها من قيمة تاريخية بالغة الأهمية جعلتها تعد أحد أهم المعالم الأثرية العالمية.. واضاف: نصلي إلي الله أن يمنح القيادة الفرنسية الحكمة والعون في معالجة النتائج المترتبة علي هذا الحادث الأليم وأن يحفظ كل بلاد العالم في سلام دائم وسلامة جزيلة. وأعرب الأب هاني باخوم المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الكاثوليكية بمصر عن أسف وحزن الكنيسة علي حريق كاتدرائية نوتردام وأكد أن هذا الصرح الديني الثقافي التاريخي ينتمي لكل البشرية ولكل إنسان وتمني معالجة الخسائر وإعادتها في اسرع وقت. تراث الإنسانية كما اعربت الطائفة الإنجيلية بمصر وعلي رأسها الدكتور القس أندريه زكي عن حزنها البالغ وقالت: »لقد فقدنا جزءًا هاما من تراث الإنسانية كلها وإذ نتشارك مشاعر الألم مع الشعب الفرنسي والعالم كله علي فقدان هذا المعلم الإنساني الجليل ونصلي من أجل السلام في كل أنحاء العالم». بدوره أعرب د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف عن أسفه الشديد لما حدث وأكد الحرص البالغ علي سلامة كل دور العبادة. وأكد السفير الفرنسي بالقاهرة ستيفان روماتيه أنه منذ وقوع الحريق توالت عليه وعلي السفارة العديد من رسائل التضامن من المصريين من محبي فرنسا وعلي الجانب الرسمي من السلطات المصرية والعديد من المواطنين المصريين الذين لا تربطهم علاقة مباشرة بالسفارة، فبعد اندلاع الحريق أظهر الرئيس السيسي رد فعل سريع بتدوينة أظهر فيها مدي تضامنه مع فرنسا في هذا الحادث المأساوي، وقامت الحكومة المصرية من خلال وزارة الخارجية بنشر بيان للتعبير عن التضامن مع فرنسا، إلي جانب اتصال ومئات الرسائل من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ورسائل من أماكن مختلفة في مصر وأطياف مختلفة من الشعب المصري للتعبير عن التضامن والتعاطف مع فرنسا، وأشار الي ان هذه المشاعر الصادقة والعميقة التي أظهرها المصريون تدل علي أن كاتدرائية نوتردام ليست ملكاً للفرنسيين وإنما رمز للانسانية جمعاء. وأوضح أن المؤشرات الأولية تقول أن أسباب الحريق »عرضية» وغير متعمدة. ليلة عصيبة وأشار إلي أن الفرنسين عاشوا ليلة عصيبة، ومعظمهم لم يستطع النوم وسهروا يشاهدون البث المباشر للمأساة التي حدثت وهم جميعا متأثرون للغاية من الأحداث التي وقعت، لأن نوتردام مكان له قيمة خاصة لكل فرنسي ليس فقط للكاثوليك، كما انه رمز من رموز التراث العالمي للإنسانية، وهي مأساة أثرت في كل منا والفرنسيون مجمعون علي مشاعر التأثر، وتم تنحية الخلافات والمعارك السياسية جانباً حيث أصبح للجميع هدف واحد حاليا هو العمل علي إعادة بناء الكاتدرائية. وحول إمكانية تعاون مصر في إعادة بناء الكاتدرائية قال السفير أن من المبكر توقع الجهات التي ستشارك من الناحية الفنية في مجال إعادة بناء وترميم الكاتدرائية، وأضاف: »نحن نعترف تماماً بالخبرة والباع الطويل لمصر في مجال ترميم الآثار والبناء، ولكننا الآن في اليوم التالي للحريق وفي مرحلة تقوية البناء والأساسات وسنري في مرحلة لاحقة إمكانية التعاون مع الجانب المصري من أجل إعادة الكاتدرائية. من جانبها أعلنت وزارة الآثار تضامنها الكامل مع فرنسا وأكد د.خالد العناني وزير الأثار، أنه تلقي هذا النبأ بأسي، وحزن شديدين، حيث أن الحريق يمُس جزءا من تراث البشرية كلها، وأضاف انه تابع بقلقٍ بالغٍ تطور أحداث الحريق، وتمني أن تكون بأقل الخسائر المُمكنة لهذا الأثر الهام.