"الدم عمره ما يبقى ميه.. والضفر عمره ما يطلع من اللحم"، مقولتين أحرفهما تحمل الكثير من المعانى عن صلة الأرحام بين الأهل والأقارب، ولكن الواقع فى قرية عرب القداديح بمركز أبنوب بمحافظة أسيوط أثبت عكس ذلك تماما، فاختلط دم الأهل بالماء فقط من أجل الانتقام والمال. حلقة جديدة من مسلسل الانتقام العائلى شهدها مركز أبنوب بمحافظة أسيوط، بدأت قبل 7 سنوات بقتل شاب لابن خالته، وانتهت بقيام "العمة" بالثأر من ابن شقيقها بشنقه منه لشهادته ضد أبنائها، فى السطور التالية تفاصيل مسلسل القتل العائلى للابناء. لم تكد تنتهى محكمة النقض من نظر الحكم على شقيقين بتهمة قتل ابن خالتهم، أحدهما بالإعدام والأخر بالمؤبد، حتى أشتعلت نيران الانتقام فى صدر والدة المجرمين، وقررت أن يكون جزاء الشاهد الرئيسي في القضية إبن شقيقها إعدام أخيه الأصغر-طفل- ولكن ليس أمام قاضي بل بيدها فعينت نفسها قاضٍ وجلاد، وقامت بشنق ابن أخيها بمساعدة أكبر أبنائها. بداية المسلسل منذ 7 سنوات بدأت وقائع القتل بقيام أحد أبناء العائلة بقتل إبن خالته بسبب خلافات مالية بينهما، حيث اقتاده القاتل إلى منطقة الزرعات وطالبه بدفع ما عليه من مبالغ إلا أن ابن خالته أخبره أنه لايملك المال المستحق عليه، وما أن يأتيه المال فسوف يقوم برده وهو ما لم يرضى غرور القاتل، ولم يبال بصلة الرحم والقرابة التي بينهما حتى قتله، وبعد أيام اكتشف رجال المباحث الجثة، وأثبتت التحريات أن القاتل هو ابن خالة الضحية، الذي فر هارباً من القرية فور الحادثة ولم يتمكن رجال المباحث من القبض عليه. الانتقام اشتعلت نار الغضب فى صدر أشقاء القتيل، فقرر كل منهما "عمرو عبد الحي عبد الرسول"، 23 عامًا، طالب بكلية التربية الرياضية و"علاء عبد الحي عبد الرسول"، محام 30 سنة ، الانتقام لأخيهما وقاما بإستدراج خالتهما والدة القاتل شقيقهما "أيسر عباس عبد العزيز"، 57 سنة"، ربة منزل إلى أحضان الجبل وذبحاها بسلاح أبيض"مطواه قرن غزال" حيث قام الأول بذبحها والثاني بمساعدته، ولم تمر الواقعة مرور الكرام حتى اكتشف رجال المباحث الجريمة التي قاما بها المتهمين وقيدت القضية برقم 186 لسنة 2014 جنايات أبنوب. القصاص لقى المتهمان بقتل خالتهما غدرا للانتقام، جزائهما أمام الدائرة الثالثة بمحكمة جنايات أسيوط، التى قضت بإجماع الآراء بالإعدام شنقا ل "عمرو عبد الحي عبد الرسول"، 23 عامًا، طالب بكلية التربية الرياضية، والسجن المؤبد لشقيقه "علاء عبد الحي عبد الرسول"، محام، في القضية رقم 186 لسنة 2014 جنايات أبنوب، وذلك بعد شهادة إبن خالهم "أبوبكر عاطف" عليهما بأنه شاهد عمته معهما على تروسيكيل أثناء استدراجها لذبحها. تغيير الشهادة طعنت الأسرة على الحكم فى محكمة النقض أملا فى براءة المتهمين، وطالبت والدتهما سماح عباس شقيقها وابنه الذى أدلى بشهاته ضد أبنائها بتغيير شهادة أمام محكمة النقض، بأنه لم يكن متأكدا أن عمته المقتولة كانت مع أبناء عمته الثانية، قبل ذبحها مباشرة، إلا أن الشاب رأي أن الشهادة أمانة أمام الله فرفض، كما رفض والده قبول ضغوط شقيقته عليه، وقال لها "أنتي شقيقتي والقتيلة شقيقتي والقصاص واجب"، وهددته بقتل أبنه إذا لم يغير شهادته. النقض تؤيد الأعدام على المتهمين وبعد نظر القضية أمام محكمة النقض، أيدت بإجماع الآراء الإعدام شنقا ل "عمرو عبد الحي عبد الرسول"، والمؤبد لشقيقه "علاء عبد الحي عبد الرسول"، وذلك بعدما فشلت و الدتهما فى إقناع ابن أخيها بتغيير شهادته. الجريمة الأخيرة لم تكتفى الأم بما فعله ابنيها بقتلهما شقيقتها، فقررت الانتقام من أخيها بقتل ابنه الأصغر 13 عاما شنقا بمساعدة ابنها الثالث، وتلقي قسم شرطة أبنوب بلاغاً من "عاطف عثمان" بالعثور على نجله عثمان 13 سنة مشنوقا أعلى سطح منزله بقرية عرب القداديح التابعة لمركز أبنوب، ووجه الاتهامات إلى شقيقته وابنها، وأحد أقاربها بتنفيذ الواقعة انتقاما من شقيق الطفل الذي قام بالشهادة على اثنين من أبناء الأولى. وبتشكيل فريق بحث توصلت التحريات إلى اتهام 3 أشخاص بارتكاب الواقعة، وهم "سماح عباس " 56 سنة ربة منزل، و"عبد الرسول عبد الحي" ابن المتهمة الأولى 43 سنة وشقيق المتهمين بقتل خالتهما، و"أ . م . ن" 18 سنة عاطل، ووجهت التحريات التهم إلى المتهمين ال3 بأنهم تسللوا إلى منزل المجني عليه وانتظروه أثناء دخوله الحمام أعلى منزله، وقاموا بارتكاب الواقعة وشنقه باستخدام حبل، انتقاما من شقيقه "أبو بكر عاطف" الذي أدلى بشهادته أمام المحكمة في واقعة قتل متهم فيها إثنان من أبناء المتهمة الأولى وأشقاء المتهم الثاني، واللذان ارتكبا واقعة قتل عمتهم "أ يسر عباس" انتقاما من ابنها المتهم بقتل شقيق لهما والذى صدر ضده حكم بالحبس 10 سنوات.