الدودة تقضي على محصول الذرة أعلنت وزارة الزراعة حالة الطوارئ القصوي استعدادا لمواجهة حشرة دودة الحشد الخريفية والتي تسببت في أضرار بالغة للمحاصيل الزراعية في كثير من الدول الإفريقية، وكانت المحافظات الحدودية هي صاحبة النصيب الأكبر من هذه الاستعدادات. وأوضحت وزارة الزراعة في تقرير لها أن الحشرة تتصف بالقدرة الهائلة علي التهام جميع المحاصيل الخضراء بسرعة فائقة، وتزحف في شكل جيوش أو أسراب ضخمة زاحفة علي الأرض من محصول إلي آخر، وتطير لأكثر من 100 كيلو في اليوم، وأشار التقرير إلي أنه يتم حاليا تطبيق عدد من الإجراءات لمواجهة احتمالية تسرب خطر الحشرة الجياشة علي الحدود المصرية، من خلال استمرار أعمال الحصر الاستكشافي للآفة خاصة في مناطق جنوب الصعيد، بالإضافة إلي توفير جميع مستلزمات الإنتاج وأدوات المصائد ومعلومات الرصد، ووضع حزام مصائد ضوئية علي الحزام الجنوبي والشرقي كخط دفاع. وأضاف التقرير أن الاجراءات تشمل استكمال عملية الرصد والحصر الموسعة علي باقي محافظات الجمهورية التي توجد بها عوائل هذه الآفة، وإخطار الحجر الزراعي بمواصفات الحشرة لتشديد الرقابة في فحص الرسائل الزراعية الواردة من الدول المصابة، وفحص الرسائل النباتية الواردة من الدول المصابة بهذه الآفة لمنع تسربها إلي الأراضي الزراعية، وتوجيه الإنذار المبكر بالأماكن الخالية لسرعة اتخاذ اللازم حتي لا تتسرب من اماكن تواجدها. من جانبه أكد د. ممدوح السباعي، رئيس الإدارة المركزية لمكافحة الآفات بوزارة الزراعة، أن هذه الحشرة موجودة في 44 دولة إفريقية، حيث نجحت خلال عامين فقط في الدخول لهذه الدول وكانت البداية في نيجيريا في يناير 2016، وأشار إلي أن لها قدرة كبيرة عي الطيران حيث تستطيع الطيران لمسافة 100 كيلو متر في الليلة، كما أنها حشرة ليلية النشاط ومحصول الذرة هو أكثر المحاصيل المفضلة لها. وأوضح أنها تقوم بوضع ما يقرب من 200 إلي 500 بيضة ثم تخرج اليرقات من هذا البيض وتتغذي بشكل كبير علي المحاصيل الزراعية وفي مقدمتها الذرة وتأثيرها بالغ الضرر لأن الحشرة تتواجد داخل قمع الذرة ولذلك يتم الاستعداد لها مبكرا بطريقتين الأولي هي المصائد الضوئية ويتم وضعها علي الحدود لمنع دخولها إلي البلاد واصطياد الحشرات علي اختلاف أنواعها، والثانية هي المصائد الفرمونية وتوضع داخل الحقول كي تجذب الحشرة في حالة وجودها بداخلها. وأضاف أنه بالنسبة لمحصول الذرة فإنه في الفترة من عمر 20 إلي 30 يوما من الزراعة إذا ما أصيب بالحشرة يتم »تقليعه» من الأرض لأنها تكون كامنة في القمع ولا يصلح معها الرش خاصة في المساحات المحدودة ولكن يتم اللجوء إلي الرش بالمبيدات في حالة اتساع المساحة المصابة، كما أنه تم تدريب مهندسي المكافحة علي عمليات الفحص الحقلي علي شكل حرف W وذلك لفحص أكبر المساحات بشكل دقيق. بينما أوضح حسين عبدالرحمن نقيب عام الفلاحين أن النقابة العامة للفلاحين بدأت مؤخرا تنظيم عدد من الندوات في جميع أنحاء الجمهورية بالاستعانة ببعض الخبراء لتوعية المزارعين بكيفية القضاء علي ما يسمي بالدودة »الجياشة» التي انتشرت قرب الحدود المصرية بالسودان لأنها آفة حشرية لا تعرف الحدود وتصيب أكثر من 80 نوعا من النباتات كالذرة الشامية والذرة الرفيعة والقطن والأرز والقصب وتسبب أضرارا مدمرة للمحصول قد تصل إلي 50% من الانتاج، وأضاف أن ذلك يأتي من منطلق الحرص الدائم علي توعية الفلاحين ومساندة الحكومة للوقاية وتقليل نسبة الخسائر المتوقعة في حالة دخول هذه الحشرة إلي مصر. وأوضح أن من بين الارشادات ضرورة زراعة الذرة مع محاصيل أخري مثل البطاطا الحلوة، وتجنب الزراعة المتأخرة، مع جمع بيض الحشرة والتخلص منه وقتل اليرقات الموجودة علي أوراق النبات مع الرش بالمبيدات النباتية، ويمكن وضع الرماد أو التربة أو الرمال في قلب النبتة المصابة الذي تقتات عليه الدودة، مع حماية وتشجيع وجود العوامل البيولوجية الطبيعية التي تحمي النبات مثل النمل، وطالب وزارة الزراعة باتخاذ الإجراءات اللازمة والوقائية لمنع دخول وانتشار هذه الحشرة المدمرة لمصر وسرعة التحرك في حالة دخولها مع توفير الأدوية اللازمة لمقاومتها بأسعار منخفضة وكميات مناسبة.