كنا زمان ليلة ثبوت رؤية شهر رمضان المعظم تهفو قلوبنا في انتظار سماع صوت عبدالمطلب وهو يغني »رمضان جانا« إيذاناً ببدء شهر الصوم، فقد كانت الأغنية بحق من معالم هذا الشهر الذي ننتظره من العام للعام، إلي جانب تواشيح النقشبندي صاحب الصوت القوي وطبلة المسحراتي سيد مكاوي الذي يجوب الطروقات لإيقاظ الصائمين.. وامام التليفزيون كنا نترقب الخريطة التي أعدها للاحتفال بالشهر الكريم من برامج ومسلسلات وأفلام روعي في اختيارها تلبية كل أذواق المشاهدين.. وكانت الخريطة بحق تمثل وجبة دسمة بكل المقاييس تتضمن برامج الطهي وطبق اليوم والمسابقات والكاميرا الخفية وحديث الصيام إلي جانب الأفلام الكوميدية الخفيفة قبل الإفطار.. وفي فترة المساء والسهرة كانت هناك فوازير نيللي وشريهان ثم المسلسل الديني مثل الكعبة المشرفة ومحمد رسول الله يعقبه المسلسل الكوميدي ثم الاجتماعي.. أما السهرات فقد كانت متنوعة بين اللقاءات الفنية والمسرحيات والأفلام الحديثة التي تعرض لأول مرة إلي جانب حديث شيخ الأزهر والملتقي الفكري الذي تنظمه وزارة الأوقاف في صحن مسجد سيدنا الحسين يومياً.. وقبل الفجر كانت هناك الحلقات الدينية مثل القضاء في الإسلام.. وبعدها تنتقل الكاميرات إلي إذاعة خارجية لنقل شعائر صلاة الفجر.. كانت أيام تلتف فيها الأسر والعائلات أمام التليفزيون الذي كان يبث إرساله علي ثلاث قنوات فقط لا غير.. الآن اختلف الحال ورغم تعدد القنوات والفضائيات افتقد المشاهد متعة التذوق بسبب ضحالة المعروض من أعمال إلي جانب اللهو الخفي المسمي بالاعلانات التي يتخللها فواصل درامية وليس العكس!! زمان كان الاهتمام بالمحتوي والمضمون وليس ملء ساعات الارسال والسلام كما هو حادث الان!!