معرض الإسكندرية الدولي للكتاب

حبر علي ورق

لفتني النشاط الثقافي المحترم الذي يجري منذ عدة أيام في مكتبة الإسكندرية من خلال معرضها السنوي الذي يطور من أدائه، ويزيد من فعالياته عامًا بعد عام. بدأ المعرض في الخامس والعشرين من مارس وسوف يسدل ستائره يوم السابع من إبريل. 11 يوما شهدت 165 حدثًا ثقافيًا و600 متحدث.
أسعدني جدًا استعادة الإسكندرية لدورها الثقافي المهم، تلك المدينة الساحرة التي تخيلها الإسكندر الأكبر كحلم، ثم رسم حلمه وحققه علي أرض الواقع. مدينة مولدة لشحنات الإبداع، محفزة للفن والفنانين، ملهمة بمكتبتها العريقة، بتاريخها وأريج الماضي بين جدرانها.
الدكتور مصطفي الفقي مدير المكتبة حريص علي أن يجعل مكتبة الإسكندرية قبلة المثقفين، وملتقي الشباب والأطفال الذين ينهلون من تراث غني وفريد. لذلك أحيي الدكتور الفقي وكذلك الأستاذ حسام عبد القادر مدير معرض الإسكندرية الدولي للكتاب والدينامو المليء بالحماس لهذا المنتج الثقافي المهم، ومعه كل فريق العمل محمد موتوش ورانيا عمارة وآخرون.
من أبرز الشخصيات التي شاركت في فاعليات المعرض هذا العام فاروق حسني، ثروت الخرباوي، سعد الدين الهلالي، د. وسيم السيسي، محمد ثروت، جمال الشاعر، حازم إمام، شوقي حجاب، مجيد طوبيا، خالد حبيب. أما أهم الموضوعات فكانت ثورة 1919، التسويق الرقمي، سفراء أفريقيا، بطولات من حرب الاستنزاف، حكاوي الجاز، أدباء سيناء، مهرجان الشعر العربي، تحولات الكنيسة القبطية المعاصرة. بالإضافة إلي ندوات لمناقشة الروايات والكتب، وأمسيات شعرية، وسهرات موسيقية.
حدث ثقافي متنوع شهد حوارات غنية تدور حول الفن والأدب والعلوم والشعر والقصة والرواية والفكاهة، وقضايا المرأة، والإعلام.
تحدث الفنان فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق عن رحلته في عالم الفن والثقافة ورؤيته المستقبلية لوضع الثقافة في مصر والعالم العربي. كما أقيمت ندوة حول التسامح فكرًا وتطبيقًا دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجًا، بالتعاون مع مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام.
وبالتوازي كان هناك حكي وألعاب للأطفال بواسطة كتاب (بلبل حيران) وهو يتناول الانتماء للوطن وعن دولة المؤسسات والقانون قدمته غادة حسن، وورش رسم وتلوين، وحكي، وألعاب شعبية، وأراجوز، ومسابقات.
كذلك شهد المعرض ندوة عن معهد المخطوطات العربي ودوره المهم في الحفاظ علي التراث العربي، بحضور الدكتور فيصل الحفيان، الدكتور محمد سليمان. وندوة العارف.. رحلة من الظلمة إلي النور، دراما دعوية عصرية قدمها الإمام أبو المعارف أحمد. وبالتوازي دارت ندوة السينما الخيال والواقع التي شارك فيها المخرج مجدي أحمد علي، والناقدة السينمائية ناهد صلاح.
وندوة بعنوان "مذكرات نابليون.. الحملة علي مصر" شارك فيها الدكتور عباس أبو غزالة والدكتور فتحي أبو عيانة و ندوة "القوي الناعمة ودورها في خدمة قضايا الوطن" بحضور كلٍ من سهير عبد الغفور، عثمان محمد علي، ماهر شتية، محاسن متولي، والدكتور مجدي عجمية، مجدي مختار، ومحمود أبو زيد، ويقدمها محمد رطيل.
وتمت مناقشة العديد من الروايات ومنها رواية "النفي إلي الوطن" للأديب محمد جبريل، وشارك بها كل من الدكتور محمد زكريا عناني والدكتور أدهم مسعود القاق، والسيرة الروائية ل"مي زيادة أسطورة الحب والنبوغ" التي سأشارك فيها باعتباري مؤلفة الكتاب والناقد الأدبي د.شريف الجيار والكاتبة مني عارف.
كذلك أقيمت عدة أمسيات قصصية بدأت بأمسية شارك فيها الكتاب أحمد إبراهيم، إيمان الشيمي، إيمان بديوي، بسام الدويك، حنان سعيد، صمويل أمين، عادل إدريس المسلمي، عصام حسين، فكري داود، محمود عبد العال، مروة رشدي، مصطفي السباعي، مني منصور، ناهد تاج، نجلاء نصير، هناء سليمان، وداد معروف، ويقدمها محمد عبد الوارث. وأمسيات شعرية شارك فيها شعراء يمثلون مختلف الأجيال ومنهم فؤاد طومان، أحمد شاهر، أحمد مبارك، أيمن صادق، خالد عاطف، جلال أبو خليفة، صادق أمين، صالح أحمد، ضياء طمان، عادل نمير، عبد الله عبد الصبور، فؤاد إبراهيم، محمد فراج، محمد الناقة، ووليد المصري، علي عبد الدايم. وفي مخيم كوته أقيمت العديد من الفقرات الموسيقية والغنائية والعروض الفنية.
هذه لقطات سريعة من مشاهد طويلة وممتدة عن معرض الإسكندرية الدولي للكتاب الذي أتمني له دام الازدهار والتطور.