الوجه الآخر للإرهاب! أمر واقع، لا يمكن إنكاره بعد ثبوت وقائعه يوما بعد يوم، اتخذ تعريفات عديدة بدءا من الاسلاموفوبيا، ومرورا بأحزاب اليمين المتطرف، وحتي حركة النازيون الجدد التى تجتاح اوروبا وتتوسع فى كافة أنحائها لتجند شباب يزدادون شراسة وعداءً تجاه اللاجئين والمهاجرين والمسلمين وغيرهم ليحملون شعارات تندد بكل ما هو مختلف عن ديانتهم وعرقهم واصولهم، ويتخذون من وسائل التواصل الاجتماعي وقنوات اليوتيوب طريقا لنشر افكارهم وتشويه الحقائق والتحريض على العنف والدموية. نجح هؤلاء فى الدفع بموجة إرهاب مضاد ليشعلون قلوب من حولهم بالكراهية نحو الاسلام والمسلمين وأتاحت لهم التنظيمات الارهابية التى تزعم عملها تحت شعار الاسلام الفرصة كاملة ليقومون بنشر فيديوهات تنظيم داعش والجماعات المتطرفة مؤكدين ان هذا هو الوجه الحقيقي للإسلام، ليجدوا مبررات لحربهم المتطرفة التى يتجاهلون فيها الوجه الحقيقى للإسلام ويصبون لعناتهم على قوانين اللجوء والهجرة ليكنون العداء لاوطانهم، ومثل اى جماعة ارهابية هناك قادة، وهناك رموز اصبحت اسماءهم عبارات يكتبها المتطرفون الغربيون على اسلحتهم لتزيد كراهيتهم ورغبتهم فى الانتقام من غيرهم.. آخر اسماء ورموز الارهاب الغربي هو ما كتبه الإرهابي برينتون تارانت مرتكب مجزرة مسجدى نيوزلندا على سلاحه ليلفت انتباه الجميع نحو اسماء وقادة التطرف الغربي، حمل سلاح الجاني اسم الكسندر بيسونيت وهو إرهابي كندي قتل ستة اشخاص فى مسجد بمقاطعة كيبيك عام 2017 وجاء اسمه الى جانب عدد من العسكريين ممن خاضوا معارك ضد المسلمين منذ قرون، كما كشف عن اسم النازي الاسباني خوسيه استبانيز، الذي ارتكب من قبل حادث إرهابي وصفته الصحف فقط بجريمة كراهية فى مدريد عام 2007، وحمل السلاح اسم آخر لمجرم ايطالي وهو لوكا ترايني الذى فتح النار على مهاجرين من اصول افريقية فى بلدة ماشيراتا فى فبراير العام الماضي ليحصل على 12 سنة سجنا بتهمة العنف العرقي، وادعى ترايني فى ذلك الوقت ان جريمته كانت ثأرا وانتقاما لمقتل امرأة ايطالية تدعى باميلا ماستروبيرو التى عثر على جثت مقطعة بداخل حقائب والقت الشرطة وقتها على ثلاثة نيجيريين ولكن لم يتم إدانتهم بشكل رسمي. ونعود لمجزرة نيوزلندا حيث بدأت اولى محاكمات الجاني ليعلن عدم ندمه على افعاله بإشارة عنصرية تعلن ان السيطرة والقوة للبيض فقط، واعلن المتهم انه لا يريد لأشخاص ان يتحدثون بالنيابة عنه وانما يريد ان يتحدث ويدافع عن نفسه امام المحكمة لتستعيد الصحف العالمية قصة إرهابي آخر قرر الدفاع عن نفسه ايضا امام المحكمة بنفسه وهو ديلان ستورم روف – 25 سنة- وهو امريكي من مؤيدي قضية سيادة البيض العنصرية وهو الامر الذي دفعه الى اعلان كراهية اى اعراق أخرى ليرتكب حادث ارهابي منذ ثلاث سنوات فقط فى يونيو 2015 اقتحم فيه كنيسة تشارلستون الافريقية الاسقفية وقتل تسعة اشخاص ذوي اصول افريقية من ضمنهم راعي الكنيسة وسيناتور الولاية بالاضافة الى جرح آخرين وامتدت عملية مطاردة الجاني ساعات طويلة انتهت فى صباح اليوم التالي ليتم اعتقاله فى شيلبي بولاية كارولينا الشمالية، ومثل ديلان امام المحكمة ليطلب التحدث بنفسه مؤكدا انه اطلق النار فى خطة تهدف الى اشعال حرب عرقية، وكشفت التحقيقات عن امتلاكه موقع حول سيادة البيض والنازية الجديدة الى جانب بيانات حول كراهية السود وكشف عن تبنيه كل نظريات كراهية السود وإبادتهم، وتمت إدانته فى محكمة إتحادية بإتهامات بإرتكاب 33 جريمة كراهية فيدرالية منها القتل والشروع فى قتل وحياوة سلاح ناري، وبعد موافقته على الاقرار بذنبه امام محكمة ولاية كارولينا الجنوبية تم تخفيف التهم ليتجنب حكم الاعدام وحصل على حكم بالسجن مدى الحياة.