طلاب يضيئون الشموع عند مسجد النور الذي شهد الهجوم بنيوزيلندا »صورة من أ ب« وافقت حكومة نيوزيلندا أمس مبدئيا علي تشديد قوانين حيازة الأسلحة، وذلك بعد أيام من أسوأ مذبحة في تاريخ البلاد الحديث. وأعلنت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن أن الائتلاف الحكومي موحد بشأن ضرورة تقليل توفر هذا النوع من الأسلحة الذي استخدمه منفذ المذبحة الإرهابي المناصر لتفوق العرق الأبيض »برينتون تارنت» أثناء هجومه علي مسجدين في مدينة كرايست تشيرش يوم الجمعة الماضي وقتل 50 شخصا. وقالت »أرديرن» إن القرارات المبدئية ستطرح قبل اجتماع الحكومة المقرر الاثنين المقبل، مشيرة إلي أن تحقيقا سيبحث في المعلومات التي كانت متوافرة للسلطات بخصوص تارانت أو ما كان ينبغي عليها معرفته والأحداث التي أدت للمذبحة. جاء ذلك في وقت تعهدت فيه الشرطة بالانتشار بكثافة مع إعادة فتح المدارس والشركات أبوابها في المدينة وحلقت الطائرات الهليكوبتر فوق المدينة. وقال مفوض الشرطة مايك بوش إنه سيتم نشر 200 شرطي إضافي لطمأنة الناس مع عودتهم إلي أيام العمل الأسبوعية في المدينة. وأوضح »بوش» أن السلطات المحلية متأكدة من أن الاسترالي »تارنت» هو المسئول الوحيد عن المذبحة. وأضاف أن هذا لا يعني استبعاد إمكانية أن يكون هناك أشخاص آخرون قدموا الدعم له. في غضون ذلك، رفض الارهابي»تارنت» أن يترافع عنه الدفاع خلال جلسة استماع أولية في المحكمة. وقال المحامي ريتشارد بيترز الذي عينته المحكمة لتمثيل تارنت إنه يريد ان يترافع عن نفسه في المحاكمات القادمة، مشككا في الأنباء التي رجحت عدم أهلية تارانت عقليا للمثول أمام المحكمة. ومن المقرر أن يظل تارانت في السجن حتي مثوله مجددا أمام المحكمة الجلسة المقبلة المقرر في 5 أبريل المقبل. من جهه اخري، خرج افراد من عائلة »تارنت» عن صمتهم وعبروا عن صدمتهم من هول ما وقع، واعتذرت العائلة لأهالي الضحايا. وقالت جدته إن شخصية حفيدها تغيرت كثيرا بعدما هاجر إلي الخارج.. واحتشد العشرات من النيوزيلنديين للتعبير عن رفضهم واستنكارهم للمذبحة وتشكيل جبهة موحدة ضد الكراهية العنصرية. وبعث قادة المسلمين في نيوزيلندا برسائل حب وتعاطف وتقدير للدعم المجتمعي الذي لاقوه. وفي لفته انسانية، زارت أمرأة نيوزيلندية تقيم في هولندا مسجدا في مدينة أوتريخت، لتعتذر من المسلمين نيابة عن شعب بلادها علي المذبحة. وفي استراليا، أعلن رئيس الوزراء »سكوت موريسون» تخصيص مبلغ 39 مليون دولار أمريكي لحماية مؤسسات دينية مع أولوية تشديد الامن حول المدارس وأماكن العبادة والتجمعات الدينية. وداهم جهاز مكافحة الإرهاب منزلين في مدينتي »ساندي بيتش» و»لورنس» بولاية نيوساوث ويلز لصلة أصحابهما ب»تارنت»، وذلك بحثا عن مواد قد تساعد الشرطة النيوزيلندية في تحقيقها الجاري. وقال وزير الداخلية »بيتر داتون» إن المتهم لم يمض إلا 45 يوما بأستراليا خلال السنوات الثلاث الأخيرة ولم يكن مدرجا علي أي قائمة لمراقبة الإرهابيين. وفي اسرائيل، قال مسئولون إن المتهم قام بزيارة قصيرة للبلاد في اواخر عام 2016. وأشار المسئولون إلي إن »تارنت» دخل إسرائيل في اكتوبر 2016 بتأشيرة سياحية مدتها ثلاثة أشهر وأقام لمدة تسعة أيام.