نظم المجلس الأعلي للثقافة بأمانة د.سعيد المصري أمسية بعنوان »رموز باقية»، بالتنسيق بين لجنتي الشعر والقصة بالمجلس، شارك فيها عدد كبير من النقاد والشعراء، وتضمنت قراءة لأعمال المبدعين الراحلين، الأديب عبد الوهاب الأسواني والشاعر محمد أبو دومة، ودورهما في الثقافة المصرية. بدأت الأمسية بكلمة الشاعر محمد عبد المطلب حيث قال: إن أهمية هذه الأمسية تكمن في جمعها بين لجنتي الشعر والقصة، وهذا يدل علي بداية التعاون بين اللجان بالمجلس الأعلي للثقافة .ثم انتقل للحديث عن أبو دومة بوصفه أحد الشعراء العظماء الذين قاموا بتأسيس حركة الشعر وكان له خط شعري مميز، واستطاع أن يكون علامة بارزة في الشعر العربي. مضيفا: أصف نفسي محبا له وليس ناقدا لشعره . ومن جانبه قال الأديب يوسف القعيد: الشاعر محمد أبو دومة ارتبط بالشعر وعبر عنه بصدق وشفافية غير عادية. أما عن عبد الوهاب الأسواني فمنذ أن أصدر »سلمي الأسوانية» حتي آخر نصوصه لم يتغير علي الإطلاق ولم يصبه ما يصيب الكتاب بعد الشهرة. وأضاف: إن المحتفي بهما الاثنين لا يذكرهما الإنسان إلا بكل ما هو طيب وأصيل. أما الكاتبة هالة البدري فتحدثت عن أسلوب عبد الوهاب الأسواني في الرواية أو القصة القصيرة موضحة أنه يتبع أسلوب السهل الممتنع، مضيفة: يعد عبد الوهاب الأسواني من الكتاب الذين تناولوا الحياة الاجتماعية والإنسانية في جنوب مصر وخاصة منطقة أسوان، وذلك من خلال روايته »كرم العنب» والتي رسم فيها صورة مزدحمة بالتفاصيل لملامح الحياة في قرية كرم العنب خلال فترة حكم الملك فؤاد ووجود الاحتلال الإنجليزي، كما تكشف الرواية عن العلاقات المتشابكة بين طرفي الحكم المتمثلة بين قصر عابدين ورئاسة الوزراء . وعن نفس الرواية تحدَّث الكاتب محمد قطب، مشيرا إلي أنه تناول فيها أثر هزيمة عرابي علي الحياة الاجتماعية والطبقية في مصر .بينما قال الكاتب أحمد أبو خنيجر إن أهمية الرواية تكمن في طريقة البناء الدرامي التي اتبعها الأسواني، من خلال تسعة أشخاص يحكي من خلالهم الأحداث من حيث نقطة البداية إلي نقطة النهاية. ومن جهته قال الشاعر حافظ المغربي: هناك ظواهر في شعر أبو دومة تخص تفصيح العامية، بالإضافة إلي أنه يعد أحد الذين أبرزوا عبقرية المكان من خلال أشعاره، كما أن هناك تجارب في شعره تظهر تطويعه للظواهر الصوتية. واستطرد: أما بالنسبة لكتابة القصيدة في ديوانه، فإن البصمة الخاصة لهذا الشاعر تضعه في مكانه اللائق بين كتاب القصيدة، والشكل الكتابي الذي يلجأ إليه يكسر أفق التوقع . وخُتمت الأمسية بعرض من الشاعر أحمد حسن تناول فيه السيرة الذاتية للشاعر محمد أبو دومة.