علاء عبدالوهاب أن يقطع مسئول وعداً أو عهداً يرتبط بتوقيت محدد وسريع لإنجازه، فتلك فضيلة، نتمني أن يأتي الواقع مؤيداً لجديتها وصدقها، وان تمتد العدوي للعديد من المسئولين في الكثير من المواقع. الفريق كامل الوزير طلب منحه 60 يوماً، ليقدم لنا تطويراً ملحوظاً في منظومة النقل، قال بالحرف: »أدوني شهرين بس وهتشوفوا». وزير النقل الجديد تسلم مهمته في اعقاب حادث مأساوي، فضح الكثير من العورات، والناس اعتادت منه الاداء المنضبط في زمن قياسي، من ثم فإنني أتوقع أن يتلهف المصريون علي انتهاء المهلة التي حددها الرجل بنفسه، ليحاسبوه علي حجم ما انجزه، وما سوف يلمسونه من تغيير، للأفضل طبعاً. اعتماده فلسفة الثواب والعقاب، كأول قرار، أظن انه سيؤتي أُكله فوراً بعد أن تعود الموظف -صغيراً وكبيراً- علي العمل في غياب الجزاء المناسب، فلا عقاب للمقصر، ولا اثابة للمجتهد، بل ربما اخطأ من يعمل بجِد فيعاقب مرتين، الأولي لأنه اخطأ، والثانية لأنه يعمل فيكشف البليد والمتقاعس! 60 يوماً مهلة قصيرة، والأيام سوف تمضي سريعاً، والناس يتشوقون لعودة ضبط ساعاتهم علي مواعيد القطار، كما كان الحال في العصر الذهبي للسكة الحديد، لكن لابد أن نعي جيداً أن الفريق كامل لا يملك عصاً سحرية لتغيير واقع تكلس طويلاً، المهم ان يبدأ من النقطة الصحيحة، وأن يمتلك استراتيچية واضحة محددة، وان يلتزم، ويُلزم الجميع بجدول زمني صارم، وان تكون هناك آلية يقظة للمتابعة علي كل الأصعدة، وأولها المتابعة الميدانية المستمرة. المصريون جميعا يتلهفون علي مرور ال60 يوماً، ليستيقظوا علي إرهاصات تغيير حقيقي يمحو صورة ذهنية باتت شديدة السلبية، وان يشعروا ان ثمة ميلادا جديدا للمرفق العتيق.