د. حسن عماد مكاوي تؤكد وثيقة "الأخوة الإنسانية" التي وقعها فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وقداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان بدولة الإمارات العربية المتحدة علي مجموعة من المبادئ التي يجدر تطبيقها في كل أنحاء العالم لما تنطوي عليه من قيم راسخة ومثل عليا، وتستعرض هذه المبادئ علي النحو التالي : أولاً- إن الأديان لم تكن باعثة أبداً لمشاعر الكراهية والعداء والتعصب، أو مثيرة للعنف وإراقة الدماء، فهذه المآسي حصيلة الانحراف عن التعاليم الدينية، ونتيجة استغلال الأديان في السياسة،وكذا تأويلات طائفة من رجالات الدين ممن وظف بعضهم الشعور الديني لدفع الناس للإتيان بما لا علاقة له بصحيح الدين من أجل تحقيق أهداف سياسية واقتصادية واجتماعية ضيقة. ثانياً- أهمية إيقاظ الحس الديني والحاجة لبعثه مجدداً في نفوس الأجيال الجديدة عن طريق التربية الصحيحة والتمسك بالتعاليم الدينية القويمة لمواجهة النزعات الفردية والأنانية والتعصب الأعمي بكل أشكاله وصوره. ثالثاً- أهمية الأسرة كنواة لا غني عنها للمجتمع وللبشرية لإنجاب الأبناء وتربيتهم وتعليمهم وتحصينهم بالأخلاق الحميدة. رابعاً- التمسك بقيم السلام وإعلاء قيم التعارف المتبادل والعيش المشترك لحماية الأجيال الجديدة من سيطرة الفكر المادي واللا مبالاة القائمة علي قانون القوة لا علي قوة القانون. خامسآ- إن الحرية حق لكل إنسان، اعتقاداً وفكراً وتعبيراً وممارسة، وإن التعددية والاختلاف في الدين واللون والجنس والعرق واللغة حكمة لمشيئة إلهية، وتجريم إكراه الناس علي دين بعينه أو ثقافة محددة، أو فرض أسلوب حضاري لا يقبله الآخر. سادساً- إن الحوار والتفاهم ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر، من شأنه أن يسهم في احتواء كثير من المشكلات التي تحاصر جزءاً كبيراً من البشر. سابعاً- إن حماية دور العبادة واجب تكفله كل الأديان والقيم الإنسانية والمواثيق والأعراف الدولية. ثامناً- إن الإرهاب البغيض الذي يهدد أمن الناس ليس نتاجاً للدين، حتي وإن رفع الإرهابيون لافتاته، بل هو نتيجة لتراكمات الفهوم الخاطئة لنصوص الأديان، وسياسات الجوع والفقر والظلم والبطش والتعالي، لذا يجب وقف دعم الحركات الإرهابية بالمال أو السلاح أو التخطيط أو التبرير، أو بتوفير الغطاء الإعلامي لها، واعتبار ذلك من الجرائم التي تهدد الأمن والسلم الدوليين. تاسعاً- العمل علي ترسيخ مفهوم المواطنة الكاملة في مجتمعاتنا، والتخلي عن الاستخدام الإقصائي لمصطلح " الأقليات" الذي يحمل في طياته الإحساس بالعزلة والدونية، ويمهد لبذور الفتن والشقاق. عاشراً- إن العلاقة بين الشرق والغرب ضرورة قصوي لكليهما عبر التبادل وحوار الثقافات. حادي عشر- الاعتراف بحق المرأة في التعليم والعمل وممارسة حقوقها السياسية. ثاني عشر- إن حقوق الأطفال في التنشئة الأسرية، والتغذية والتعليم والرعاية، واجب علي الأسرة والمجتمع. ثالث عشر- إن حماية حقوق المسنين والضعفاء وذوي الاحتياجات الخاصة والمستضعفين ضرورة دينية ومجتمعية يجب العمل علي توفيرها. أخيراً، إن هذه الوثيقة تحتاج إلي ترجمتها في كل أنحاء العالم إلي سياسات وقرارات ، ونصوص تشريعية، ومناهج تعليمية، ومواد إعلامية، فهي دعوة للمصالحة والتآخي بين البشر، ونبذ العنف والتطرف الأعمي،واستعادة روح الإنسانية.