انطلقت في الآونة الأخيرة مجموعة من المبادرات طرحها أكثر من مثقف في سياق المد الثوري سعياً إلي روح ثقافة جديدة وجرئية، تجعل للثقافة والمثقفين أدواراً أكثر حيوية، ومنها: مبادرة لتحويل المجلس الأعلي للثقافة إلي كيان مستقل بعيداً عن وزارة الثقافة. وهناك مبادرة أخري هي »جبهة الابداع للدفاع عن حرية التفكير«. ومبادرة ثالثة تتمثل في »الدستور الثقافي« أين ذهبت هذه المبادرات؟ وما مصيرها الآن؟ هل هي مجرد دخان في الهواء؟ هل ذهبت ادراج الرياح؟ إن المثقفين أصحاب هذه المبادرات لايعبثون انهم جادون في اطروحاتهم، فلماذا لم تر مبادراتهم النور وتخرج إلي حيز الوجود؟ ما هي العوائق والتحديات؟ التقت »أخبار الادب« بأصحاب هذه المبادرات والدعوات.. مثلما التقت بمثقفين آخرين لتتعرف علي رؤيتهم لهذه الاطروحات.. وكان هذا التحقيق الذي يدعو إلي خلق آليات أكثر رسوخاً من مجرد طرح اقتراحات. حل المجلس الأعلي للثقافة كان الفنان الكبير عادل السيوي قد أعد اقتراحا لفك ارتباط المجلس الأعلي للثقافة بوزارة الثقافة وتحويله إلي هيئة مستقلة يشرف عليها المثقفون عبر عملية انتخاب حرة، بحيث يتحول المجلس إلي كيان حيوي يمكنه وضع الخطوط الرئيسية للعمل الثقافي في مصر. سألنا السيوي عن آخر تطورات الاقتراح فأجاب: »توقفت المبادرة، حيث لا توجد رغبة حقيقية من قبل المسئولين عن المؤسسة الثقافية الرسمية لصنع أي تغيير، هناك وعود كثيرة. المسئولون يسمعون ولكن الآلة القديمة مازالت تعمل كما هي بدون أي اختلاف. آخر تحرك تم في المبادرة كان وقت تولي عماد أبو غازي وزارة الثقافة، وعز الدين شكري لأمانة المجلس الأعلي للثقافة، استمع الاثنان ولكن لم يحدث شيء، وبعد فترة غادرا موقعيهما. وعلي الجانب الآخر فإن المثقفين ليسوا في حالة تسمح لهم بالحركة والضغط، ولا توجد حالة تسمح بالعمل الجماعي، وحتي التشكيلات التي تكونت هي أقرب لحالة الدفاع منها لطرح مشاريع جديدة، فهي تبدو كحركة أشخاص خائفين، وليس لديهم أفق إعادة هيكلة، وخلق كيانات جديدة«. جبهة حرية الإبداع الفنان محمد عبلة كان صاحب مبادرة »جبهة الإبداع للدفاع عن حرية التفكير« التي نظمت أكثر من وقفة، احتجاجا علي انتهاك حرية التعبير في فترة ما بعد الثورة. يعترف عبلة أن فكرة المبادرة كانت قائمة علي رد الفعل وليس علي القيام بالفعل نفسه، وبالرغم من أن الجبهة مازالت قائمة إلا أن حركتها تخفت في ظل عدم وجود فعل مضاد. من ناحية أخري قال عبلة إن القوي الرجعية المسيطرة حالياً تعمل علي استنزاف طاقات المثقفين عبر إطلاق تصريحات تستفز الجماعة الثقافية، فيتأهب الجميع لمعركة لا تقع. وعن رؤيته للمشهد حالياً قال إن هناك فريقا من المثقفين يشعر بنوع من الجزع تجاه ما يحدث ويرفض الاشتراك في »المهزلة« الجارية حاليا. وهناك نوع آخر يفضل العمل بنفس أطول، وأكثر هدوءا بعيدا عن الصخب، ومحاولة بناء جسور مع الأجيال الأكثر شبابا، وعبلة يميل إلي هذا الجانب، لأن كم المؤمرات التي تُحاك بسرية أكبر من المعلن وهذا يحتاج إلي مدي طويل وإلي الاتكاء علي قواعد شابة يمكنها العمل والمواجهة والمقاومة. من هذا المنطلق يري عبلة أن الاندفاع في معركة الدستور بهذا الشكل ربما يبدو مجهودا ضائعا، فالدستور في النهاية ليس أبديا ومن الممكن أن يسقط بعد ثلاث أو أربع سنوات، والضامن لذلك هو وجود تلك العناصر الشابة الأكثر إبداعا وتحررا وقدرة علي العمل الهادئ، فالعمل مع الشباب لا يعني الألتراس فقط، ولكن هناك إمكانية لعمل أكثر عمقا وجذرية في الوقت ذاته. وثيقة الدستور الثقافي سألنا الشاعر رفعت سلام أحد الأعضاء المشاركين في مبادرة الدستور الثقافي المصري: أين وصلت خطوات المبادرة؟ فأجاب أن الوثيقة مطروحة للنقاش علي الفيس بوك، وتم عقد أكثر من لقاء مع عدد من الجماعات الثقافية. وهناك بحسب ما يري رفعت اهتمام بالوثيقة، وتم جمع توقيعات بلغت حتي الآن 1500 توقيع من المثقفين من مختلف الأجيال والتخصصات، خاصة من المعنيين بحرية الإبداع والتعبير. كما شارك رفعت ممثلا عن المبادرة في مؤتمر حرية الابداع الذي تم افتتاحه في دار الأوبرا قبل أسابيع، حيث تحدث عن المحاور الأساسية في الوثيقة. وحول خفوت أصوات المبادرات الثقافية بعد أيام الثورة الأولي، يري سلام أن هناك حالة خفوت علي المستوي العام ولكن المثقفين أوصلوا أصواتهم خلال الفترة الماضية إلي كل الأطراف المعنية، وأعلنوا بشكل صريح تمسكهم بحرية الإبداع والتعبير، وإنهم طرف فعال في عملية صياغة الدستور، مع ملاحظة أن المثقفين ليسوا أحزابا أو كيانات ولكنهم قاموا بذلك كأفراد مبدعين، مهتمين بالشأن العام، وتحديدا بما يتعلق بحرية الرأي والتعبير. وحول إمكانية تنظيم المثقفين لأنفسهم في كيانات وتنظيمات يمكنها خلق آليات عمل بدلا من الاتكاء علي أسماء بعينها بحيث يمكن أن تنتهي المبادرة في حال انسحاب تلك الأسماء أو انشغالها في أعمال أخري: قال سلام إن الواقع الذي نعيش فيه يطرح علينا أشكالا محددة لمثل هذا التأطير، فهناك فكرة تأسيس جمعية أهلية ولكن هذه الفكرة رفضها الزملاء لأنها ستوقعنا في متاهات وزارة التضامن البيروقراطية، والخيار الثاني هو الانخراط في كيان قائم بالفعل وهو في حالتنا اتحاد الكتاب الذي لا يعبر عن الكتاب المصريين ولا دورهم، ومن المثير للعجب أن قيادة الاتحاد قبل الثورة هي نفسها بعد الثورة، ليبقي الاتحاد غير قابل للتطور والتفاعل، وتظل كل طاقاته مرهونة بالعمل علي إظهار رئيسه، ليصبح اختياره في اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور هو المراد من رب العباد. بينما لا يحمل الاتحاد أي آليات ويظل فقط معبرا عن شخص رئيسه، الأقرب للمحافظة، والقريب من نظام مبارك. ويكشف سلام أن قانون الاتحاد الحالي يحرّم علي أعضائه مناقشة القضايا السياسية والقضايا المصيرية التي تخصّ الوطن. ويري أن الحل أمام هذه الكومة من المشاكل أن يشرع المثقفون في تأسيس كيان جديد بدلا من الكيان المتهدم الموجود حاليا. واختتم سلام حديثه: إن الجماعة الثقافية بطبيعتها تريد أن تري إنجازا سريعا، وإذا لم تره يصيبها اليأس سريعا، ولكن بعد ما قام به الشعب منذ الخامس والعشرين من يناير، والعملية الاحتجاجية المستمرة كل يوم، يمكنني القول إن الوضع لن يعود إلي الوراء، هناك تغيير جذري حدث داخل الإنسان المصري وعلي المثقفين أن يغيّروا نظرتهم لأنفسهم وللواقع من حولهم حتي يتعلموا مما حدث ويمكنهم إحداث تغيير حقيقي في جماعتهم علي الأقل قبل المجتمع. أشكال سلطوية علي الجانب الآخر سألنا عددا من المثقفين حول مشاركتهم في مثل تلك المبادرات أو تحركات شبيهة لنعرف إلي مدي يمكن أن تتحرك هذه المبادرات، ففي النهاية ليس من المفترض أن تظل هذه المقترحات مرتبطة بمن قدموها ولكن أن تتحول إلي آليات عمل تستمر بغضّ النظر عن الأشخاص الذين طرحوها في البداية. قام الشاعر محمود قرني بدعوة شاركه فيها عدد من المبدعين إلي تشكيل كيانات صغيرة تعمل في نشاطات مختلفة ثم يجمعها في النهاية هدف سياسي واحد هو دعم دولة المواطنة وإعادة الاعتبار لأهداف الثورة، وقد أسس وعدد من زملائه حركة »شعراء غضب« ..»إنه يقول: أصدرنا العديد من البيانات السياسية إلي جانب نشاطنا الشعري، وكذلك شاركت في تأسيس كيان للدفاع عن حرية الرأي والتعبير والإبداع شكّله عدد كبير من المثقفين المصريين«. ولكنه يتفق مع وجهة النظر التي تري أن هذه الكيانات التي تقصر عملها علي السياسة مجرد ردود أفعال ولاتتحرك إلا بعد وقوع كارثة. ويتابع قرني: »أظن أن المثقف المصري، بسبب سيطرة الدولة علي عملية إنتاج الثقافة، لا يزال غير قادر علي استيعاب أهمية تشكيل الكيانات المستقلة في أعقاب ثورة، من المفترض أنها قامت، ضد هذه الأشكال السلطوية الأبوية المتخلفة« . حتمية الثورة ويحلل قرني حالة الوضع الراهن بقوله: »لا أظن أن حالة الاضطراب التي أصابت الشعب المصري بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير قد استثنت النخبة المثقفة، ربما العكس هو الصحيح. ويبدو الأمر أكثر التباسا لدي النخبتين المبدعة والمفكرة. فالخطاب السياسي الذي أنتجته الثورة بدا خطابا يتناقض كليا مع فكرة التغيير، بل ويسهم في خلق نماذج مؤسسية محافظة هي بطبيعتها ضد الجوهر الثوري، فضلا عن أن غياب الخبرة السياسية وغياب الإيمان بالآخر، ويقينية هذا الخطاب وزعمه امتلاك الحقيقة كلها أسباب تقف حجر عثرة أمام تطوير آليات العمل السياسي. وأعتقد أن المبادرة الفردية أو الجماعية، التي لم يخل الواقع من تجلياتها، ستحتاج الكثير من الوقت لبلورتها، فالمثقف المصري تم تهميشه لسنوات طوال، وكثيرون تم استخدامهم استخداما سياسيا طيلة السنوات الماضية، ومازال يخيم مناخ من عدم الثقة وانعدام الإدراك علي الكثير من تفاصيل المشهد رفعت سلام: لابد من تأسيس كيان جديد بدلا من اتحاد الكتاب محمود قرني: المثقف المصري تم تهميشه لسنوات طويلة أحمد زغلول الشيطي: المثقفون تحولوا إلي أشباح غريبة السياسي. ورغم هذه الأجواء الباعثة علي انعدام الثقة وعدم الفهم، إلا أن ثمة مظاهر إيجابية تصعد إلي سطح المشهد بين الحين والآخر، فلأول مرة منذ تأسيس الدولة الحديثة علي يد محمد علي يتم إقصاء مفهوم الدولة المدنية ويتم الإعلان بسفور عن انعدام صلاحيته ليصعد إلي السطح خطاب يتم تصنيفه تاريخيا بالرجعية، وهو أمر ليس غريبا عن الثورات في العالم لكنه يعني من جانب آخر أن الثورة ضلت طريقها وأن ثمة حتمية لثورة جديدة". فقدان التوازن الكاتب والروائي حمدي عبد الرحيم قال إنه لم يشارك في أي مبادرة لا بعد الثورة ولا قبلها ولا حتي أثناء أيام التحرير الخالدة. ويبرر ذلك بقوله »ليس ذلك لعيبٍ في المبادرات أو في مبدأ المشاركة ولكن لعيببٍ فيّ أنا، لأنني من هؤلاء الذين ينتمون لساحة الجماهير العريضة ولا أتصور نفسي محبوساً خلف شعار أو كيان أياً كان، اللهم إلا إذا رفعته تلك الجماهير التي كانت تتدفق علي الميدان من كل حدب وصوب«. ويتابع صاحب رواية »سأكون كما أريد«: »من الواضح أن المثقفين حتي الآن لم ينجحوا في تكوين كيانات تعبّر عن تياراتهم المتعددة، وذلك يرجع بداية إلي أن مثقفينا حالياً كهذا الذي يتخبطه الشيطان من المسّ، إنه بحاجة إلي علاج طويل وربما معقد لكي يستعيد توازنه، فبعد رحلة قمع وحشي دفع المثقفون ثمنها الفادح، فجأة تم فتح معظم بوابات المحظور بحيث لم يعد هناك محظور سياسي، ولذلك فقد المثقف المصري توازنه وظهرت خلافات وصراعات ما كان لها أن تطفو علي السطح ولكن تلك شيمة المراحل الانتقالية في حياة الشعوب، وقد يطول الأمر لأن تكوين كيانات يحتاج لزمن من التفاهمات حول الجوهري من الأمور، ولذا أظن أن انتظارنا سيطول حتي يخرج إلي النور كيان ثقافي جديد يتمتم بمرونة الفعل ولا يتقوقع في خانة رد الفعل«. حركة الشارع أكثر شرفا من زاوية قريبة لموقع عبد الرحيم يقع موقف الناقد السينمائي ضياء حسني الذي لم يشارك في أي فعاليات من بعد فض اعتصام مجلس الوزراء وذلك لاكتشافه من خلال أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء أن حركات الشارع العفوية أشرف من أي تحرك سياسي لذا شارك الألترس في اعتصامهم بالرغم من الفارق العمري بينهم. يقول: لقد خالفت الثورة المصرية كل قواعد التغيير التي عرفتها السياسة حيث لم تكن الطليعة التي تقود الطبقات صاحبة المصلحة من أجل التغيير بل كانت الرغبة في التغيير هي التي دفعت الجماهير إلي الشوارع - و هو أمر كان مستحيلا مع مصادرة الحياة السياسية و التزييف الإعلامي - و لكنه تم. من ناحية أخري فشلت الثورة في تكوين جبهة موحدة للتحدث باسمها وبالتالي كانت خيانتها سهلة بالخداع والزيف. ولكن أيضا الحالة التي أوجدتها الثورة دفعت الجميع لرفع وعيهم عبر القراءة والمشاركة والبحث عن المعلومات التي لم يكن أحد يلتفت لها مثل الدستور والدولة المدنية وغيرها وتحول المجتمع إلي مخلوقات شرهة للمعرفة السياسية وبالرغم من التآمر والمنع واستخدام الدين فإن المجتمع مازال مهيأً لتلك المعرفة لذا فيجب أن يكون المثقفين تيار - مجموعة - منظمة - لا يكون هدفها في الأساس سياسيا أو الدعوة لتيار سياسي بعينه ولكن لزيادة وعي المجتمع من أجل انتشاله من حالة الديماجوجية التي تمارس عليه بغرض تغييب وعيه. أما فيما يخص الأمل فأنا شديد التفاؤل لأن ما حدث في 25 يناير هو كسر لثوابت في الواقع المصري لم نرها منذ ثورة 1919 وهي تلك التي كانت تربط الثورة إما بتنظيم مركزي يوجه أعضاءه نحو التظاهر لأسباب سياسية حزبية أو تلك المرتبطة فقط بالمصلحة الشخصية وقد كتبت مقالة بعد يناير عنوانها موت محجوب عبد الدايم وعلي طه في التحرير لأعلن وفاة الطبقة المتوسطة التقليدية عن نجيب محفوظ ووفقا لتلك الرؤية فإني أري أن التنظيمات الحديدية التي تمارس سطوتها علي أعضائها في طريقها للضعف لأن هناك أجيالا جديدة تتوق للحرية بمعناها المجرد و لكن الملتزم«. شتات المثقفين من زواية مختلفة يأتي موقف الروائي أحمد زغلول الشيطي الذي يقيم في لندن منذ شهور، حيث يطرح الشيطي عددا من التساؤلات حيث قال: »هل كان سفري في هذا الوقت بالذات هو رغبة في اتخاذ مسافة من مشهد بات شديد العبثية؟. في مايو الماضي كانت الصوره قبل معركة الرئاسة أن الكل يضرب في الكل، و بدا واضحا أن ال18 يوما العظيمة كانت فعلا رومانتيكيا نبيلا أكثر منها مشروعا للتغيير لأن حقائق أوضاع قطع الدومنيو هي التي حسمت الأمر. مشهد الباصات التي تضخ أعدادا كبيرة إلي ميدان التحرير في جمعة قندهار ما زالت تضخ الجموع إلي استاد القاهره كحشد بشري قصد به تمثيل الشعب المصري الذي جاء للاستماع للخطاب الرئاسي بعد انقضاء المائة يوم دون تحقيق النهضة التي وعد بها الرئيس، رسالة قوية بقدرة الرئيس ليس فقط علي حذف الثوار والمثقفين بل علي حذف ثلاثة أرباع الشعب المصري فالنظام مستمر بمؤيدي الرئيس وحدهم، قبل سفري مباشرة حضرت وقفة في شارع طلعت حرب كانت تعكس التخوف من قدوم الإسلاميين إلي السلطة، وبالتالي مهاجمة الفنون والآداب بشعارات وهابية. كنا نرفع صور أعلام مصر في الثقافة والفنون »طه حسين، نجيب محفوظ أم كلثوم، يوسف إدريس وغيرهم« كان أمرا رومانتيكيا بدوره، فهذه الوقفات علي أهميتها ليست أكثر من تمثيل مشرف، فقدان المثقف للرابطة بينه وبين مصالحه كمنتج حقيقي للمعرفة في سياق تاريخي محدد، تعكس فقدان الرابطة الحقيقية بينه وبين القضايا المصيرية »عيش، حرية، عدالة اجتماعية«، كما تعكس شتات المثقفين أنفسهم، لقد تحول المثقفون إلي اشباح غريبة داخل أفق غامض، وهذه أحد أهم الآثار الكارثية لدولة يوليو، أظن أن الضجر المتنامي داخل صفوف الثوار والمثقفين المستقلين مما يسمي »النخبة« ومحاولات نقل الثقافة والفنون إلي الميادين والشوارع قادر علي إنتاج البديل الآن، في ظل ظروف أشد قسوة ومصيرية من أي وقت مضي«. حمدي عبد الرحيم: المجتمع تحول إلي مخلوقات شرهة للمعرفة السياسية