آلمنتي بشدة كما غيري من المصريين حادثة قطار محطة مصر، رحم الله القتلي والضحايا وأعان ذويهم علي الصبر والتحمل، أما المصابون فندعو الله لهم جميعاً أن يتم شفاؤهم وأن يخفف آلامهم وأن يداوي جروحهم في أسرع وقت. من أكثر المشاهد التي لمستني شخصياً في حادثة قطار محطة مصر، مشهد استنجاد الضحايا والمصابين واستغاثتهم بالآخرين لمد يد العون لهم، وعدم قدرة الكثير علي تقديم المساعدة لهم. ولفت انتباهي فكرة قدمها أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشأن ضرورة تفعيل مبدأ تعميم نشر ثقافة الإسعافات الأولية في كل قطاعات الدولة ومؤسساتها الحكومية بل وتدريسها للطلبة والطالبات في المرحلة الجامعية علي الأقل. فلابد أن نعترف جميعاً أمام أنفسنا أن لدينا بمجتمعنا جهلا ملحوظا في كيفية التعامل الأمثل مع الإصابات والجروح سواء البسيطة أو المتوسطة أو الشديدة خاصة أن بعض الإصابات يكون فيها عنصر الوقت مهم جداً ويتوقف عليه تطور سريع جداً في مدي تدهور الحالة، أو قد تتطلب تدخلا عاجلا ورد فعل سريعا قد يساهم في إنقاذ حياة شخص، أو علي الأقل تخفيف آلامه. والاهتمام بتعميم نشر ثقافة الإسعافات الأولية أصبح ضرورة حتمية لا بديل عنها خاصة مع انتشار وتيرة الحوادث وكثرة أنواعها وأيضاً مع عدم تفعيل استراتيجيات السلامة والصحة المهنية في كافة قطاعات الدولة علي الوجه الأمثل، بالإضافة إلي تأخر وصول عربات الإسعاف في بعض الأحيان نظراً لتكدس المرور أو لبعد الحادث عن أقرب وحدة إسعاف، تلك حقائق لا خلاف فيها فلا نُزيف الواقع ولا نُجمل الحقيقة. فلابد من أن تقوم الحكومة بتقديم الدعم الكلي والكامل لتلك الثقافة حتي كمبادرة مثلاً علي مستوي الجمهورية وذلك عن طريق تدريب الأفراد علي كيفية التعامل الأمثل وإسعاف الآخرين بطريقة صحيحة متي تطلب ذلك وذلك عن طريق تدريب الأفراد في دورات تدريبية متخصصة علي أيدي خبراء متخصصين. نعم دورات تدريبية للإسعافات الأولية للتعامل مع المصابين سواء الحروق-الجروح والنزيف-ضيق التنفس-الكسور- التسمم-الصعق الكهربائي-الاختناق بالغاز-السعال الدائم - الجلطات وغيرها الكثير. حتي بالنسبة للطلبة في المراحل التعليمية، من الممكن أن يتم تأهيلهم في هذا الشأن في السنة النهائية قبل التخرج في دورات تدريبية متخصصة. أعتقد أن الاهتمام بتفعيل ثقافة الإلمام بالإسعافات الأولية الضرورية بل والتدريب علي القيام بها (تدريباً عملياً) وليس نظرياً فقط، أمر لا غني عنه، ولن يكلف الدولة الكثير، وسيحقق هدفا إنسانيا عظيما ألا وهو تخفيف آلام الآخرين وإنقاذ حياتهم ومنع حدوث الأسوأ لهم.