قادتني الأقدار في ليلة باردة من ليالي الشتاء إلي متابعة فيلم النجم العالمي »ويل سميث« عن قصة حياة الأسطورة والملاكم العظيم محمد علي «كلاي» الفتي الأمريكي الأسمر الذي بهر العالم، وكيف كانت له مواقفه السياسية من الحرب الأمريكية في فيتنام وكيف تم حرمانه من الملاكمة قبل ان يعود بطلا للعالم بعدما افتقدته الساحات العالمية، وكيف كانت مواقفه الدينية ونشره تقاليد الدين الإسلامي بسماحه وبخفة ظله المشهورة، وكيف كان يتحدث للإعلام وينشر ثقافته وفكره بأدب جم جعل الجميع يجمعون عليه ويرفعونه علي الأعناق ويطلقون عليه بطل الشعب، بعد الفيلم قررت تنشيط الذاكرة وتجديد معلوماتي عن محمد علي وتابعت اليوتيوب وشاهدت المباريات الحقيقية التي لا امل من مشاهدتها كل فترة وتابعت لقاءات محمد علي في بعض برامجه المسجله ومواقفه السياسية والدينية بعدما اعلن اسلامه وغير اسمه من كلاي إلي محمد علي ووجدت الفيلم لم يجسد سوي جزء صغير من انتصارات الأسطورة وأن اقل معاركة عظمة وقيمة كانت علي حلبة الملاكمة وأهمها كانت في الحياة، رحم الله الأسطورة محمد علي كلاي. وبعد كل ما تحدثت عنه في السابق من عظمة وكبرياء لنجم رياضي عالمي للأسف قادتني الأقدار في نفس الأسبوع لمشاهدة فيلم « ليلة هنا وسرور « الفيلم جيد ودمه خفيف وهو ليس موضوعيا ولكن ما أحزنني بشدة ظهور اسطورة المصارعة وصاحب ذهبية اثينا الأولمبية وأفضل مصارع علي مر العصور كرم جابر الذي أعشقه كرياضي في دور « كومبارس» تقريبا صامت.. و»اضرب ضرب فيه يصعب عالكافر» زي مبيقول المثل، غير الإهانات والصدمات التي لا تليق بنجم كبير يعتبره الكثير مثلا أعلي في عالم الرياضة.. علي فكرة حتي لا يستصعب الكثير المقارنة محمد علي بطل عالم في ملاكمة المحترفين وكرم جابر بطل عالم في المصارعة الروماني وصاحب ذهبية اولمبية والمقارنة هنا ترفع من شأن كرم ولا تقلله، ولكن حتي لو تساوي البطلان في الألقاب فالمواقف تختلف والتاريخ يضع كل منهما في طريق غير الآخر والعبرة بالخواتيم.. وحتي لو ارد كرم دخول عالم السينما واستصعب قيمة محمد علي في المقارنة فعليه مشاهدة افلام المصارع السابق « دوين جونسون « الشهير « ذا روك « ليدرك الفارق الشاسع في صناعة البطل وعليه أن يدرك أنه بهذا الظهور الضعيف جدا السينما تأخذ منه أكثر مما تعطيه..رسالة لبطلنا كرم جابر : أرجوك عيد صياغة ما أنت فيه، و»انا بتفرج الفيلم مبقتش عارف انت كريم ولا كرم «.. امنعوا الضحك.