بعد تحدي الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو للغرب ورفضه المهلة الأوروبية المنتهية أمس الأول لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في البلاد، نفذت أوروبا تهديدها وحاصرته باعترافها بزعيم المعارضة ورئيس البرلمان »خوان جوايدو» رئيسا مؤقتا للبلاد، في وقت ندد فيه الكرملين بهذا الموقف ووصفه بالتدخل الأجنبي.. واعترفت كل من فرنسا وبريطانيا وإسبانيا والدنمارك والسويد والنمسا والمانيا وهولندا رسميا بجوايدو الذي نصب نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد في 23 يناير الماضي. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تغريدة علي »تويتر» إن الشعب الفنزويلي لديه الحق في التعبير عن نفسه بحرية، مشيرا إلي أن بلاده تدعم مجموعة الاتصال التي أنشأها الاتحاد الأوروبي حول هذه الفترة الانتقالية. وقال وزير الخارجية الفرنسي »جان إيف لو دريان» إن جوايدو يمتلك القدرة والشرعية لتنظيم انتخابات جديدة. وأضاف لو دريان أن بلاده ستتشاور مع شركائها الأوروبيين بشأن فنزويلا، مشيرا إلي أن من الضروري إنهاء الصراع هناك بصورة سلمية وتجنب اندلاع حرب أهلية. وأوضح وزير الخارجية البريطاني »جيريمي هانت» علي تويتر أن مادورو لم يدع إلي الانتخابات خلال مهلة الثمانية أيام التي حددناها وبالتالي فبريطانيا مع حلفائها الأوروبيين تعترف بجوايدو رئيسا دستوريا مؤقتا لحين إجراء انتخابات ذات مصداقية. وقالت المستشارة الالمانية إنها تأمل انتقال السلطة إلي جوايدو بشكل سريع وسلمي. ودعا رئيس الوزراء الاسباني »بيدرو سانشير» جوايدو لإجراء انتخابات في اقرب وقت وأعرب عن نيته رفع خطة مساعدة دولية مع الاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة لمعالجة الأزمة الانسانية بفنزويلا. وقال المستشار النمساوي »سيباستيان كورتس» علي تويتر إن بلاده تدعم جهود استعادة الديمقراطية في فنزويلا التي قال إنها تعاني من غياب سيادة القانون. وكان رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو قد أعلن أمس الأول عن تأييد بلاده الكامل لجوايدو. في المقابل، قال المتحدث باسم الكرملين إن محاولات منح السلطة المغتصبة شرعية بمثابة تدخل مباشر وغير مباشر في شئون فنزويلا، مؤكدا أن علي شعب فنزويلا وليس الدول الأجنبية حل مشكلاته السياسية الداخلية. ووصف وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إمكانية التدخل العسكري في فنزويلا بأنها تقوض أسس القانون الدولي. وأكد لافروف دعم موسكو للمبادرات التي تتقدم بها بعض دول أمريكا اللاتينية للتوصل لحل سلمي.. من جانبها، استخدمت ايطاليا الفيتو ضد بيان الاتحاد الاوروبي حول الاعتراف بجوايدو خلال اللقاء غير الرسمي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد يومي 31 يناير و1 فبراير في روما، وعليه تم الإعلان أن الاتحاد سينظم مع أوروجواي اجتماعا وزاريا لمجموعة الاتصال الدولية بعد غد في الاوروجواي،وفقا لوكالة »نوفوستي» الروسية. وجاءت اعترافات الدول الاوروبية، بعد إعلان مادورو خلال مقابلة بمحطة »لا سيكستا» الإسبانية أنه لن يرضخ في مواجهة ضغوط من يطالبون برحيله ويؤيدون جوايدو وأنه لا يهتم بما تقوله أوروبا. وهدد مادورو ترامب ب»الدم» في حال أصر علي تنفيذ المؤامرة الإمبريالية للإطاحة به وغزو البلاد، محذره من تكرار حرب فيتنام في أمريكا اللاتينية. وأكد مادورو استعداد بلاده لاتخاذ كافة الإجراءات لحماية نفسها كدولة.