ذكرى حادث 4 فبراير - صورة أرشيفية يوم لا ينسى تمر ذكراه اليوم الموافق 4 فبراير، عندما قامت القوات البريطانية بمحاصرة قصر عابدين، وأجبر السفير البريطاني في القاهرة السير مايلز لامبسون، فاروق الأول، ملك مصر السابق على التوقيع على قرار باستدعاء زعيم حزب الوفد مصطفى النحاس، لتشكيل الحكومة بمفرده أو أن يتنازل عن العرش. في حوالي الساعة التاسعة من مساء يوم الأربعاء الموافق 4 فبراير، عام 1942 امتلاء ميدان عابدين بآلاف الجنود البريطانيين وهم بملابس الميدان، وطوقت عشرات الدبابات قصر عابدين من جميع الجهات وصوبت إليه المدافع وقامت إحدى الدبابات بتحطيم الباب الرئيسي ودخلت منه إلى حرم القصر الذي يعد اعتداء صريح من بريطانيا على سيادة الدولة المصرية. وكانت تسير خلف الدبابة سيارة تحمل السفير البريطاني مايلز لامبسون، ومعه الجنرال ستون، قائد القوات البريطانية في مصر، ووقفت السيارة أمام باب القصر الداخلي ونزل منها السفير لامبسون، ومعه القائد البريطاني، ودلف الاثنان داخل القصر بينما كان يسير أمامهما ثمانية ضباط بريطانيين يحملون في أيديهم المسدسات وتقدم كبير الأمناء إسماعيل تيمور باشا، ليسألهم عن سر هذا الاقتحام، ولكن لامبسون، أشار إليه أن يبتعد عن طريقه. وكان الجنود البريطانيون قد هاجموا القصر وقاموا بتجريده من السلاح، وحاصروا ثكنات الحرس حتى أن بعض أفراد الجنود قاموا بالمهاجمة، والدفاع ولكن البريطانيين تكاثروا وتغلبوا عليهم وأصيب بعض جنود الحرس بكسور وجروح مختلفة. وصدر أمر من القصر إلى رجال الحرس بعدم المقاومة حتى لا تحدث مذبحة أمام قصر عابدين، وفى نفس الوقت كانت الطائرات البريطانية الحربية واقفة على أهبة الاستعداد للتحليق فوق ثكنات الجيش المصري ومعسكراته لقذفها بالقنابل، وتدميرها إذا بدرت من الجيش إيه مقاومة. وحاصر الجنود الإنجليز كذلك أقسام الشرطة في القاهرة، وقطعوا أسلاك التليفون بين قصر عابدين، والخارج كما حاصروا محطة الإذاعة لكي يمنعوا وصول الخبر إلى الشعب. ودخل مايلز، على الملك فاروق، الذي كان واقفا في غرفة مكتبه والى جانبه رئيس ديوانه أحمد محمد حسنين باشا، ووقف الضباط الإنجليز خارج غرفة المكتب شاهرين أسلحتهم ثم طالب السفير فاروق، بالتنازل عن العرش أو تكليف مصطفى النحاس باشا، بتأليف وزار ة جديدة. وقد قبل الملك، الإنذار مرغما ورحل السفير البريطاني، عن القصر واجتمع الملك، مجددا مع زعماء القوى الوطنية، وقام بتكليف النحاس بتأليفه الوزارة، وقام بالفعل بتأليف حكومة وفدية خالصة لا حكومة ائتلافية ثم ذهب إلى السفير البريطاني، ليبلغه بنبأ تأليف الحكومة، وطالبه بسحب إنذاره لملك مصر. مجلة أخر ساعة: 3- 6 - 1959