بعد مكالمة هاتفيه، إنطلق الشاب الوسيم الي احد الشوارع الهادئة بمنطقة العجوزة، ينتظر زبونة الجديد، لم يكن يعلم ان من سيأتى اليه يقوده الى السجن، وانه سيعيش اغلب حياته بين الجدران بفعل جرائمه. المثير ان اغلب المارة تعاطفوا معه، إندهشوا من هدوءه ووسامته التى تشير الى انه احد ابناء الذوات، أو ان كيف للمخدرات اطاحت به وجعلته ينتظر من سيأتى اليه بالسموم، لم يعرفوا إنه واحداً من اشهر تجار المخدرات، وإنه ليس مدمناً بل يدفع بقبضة يدية الشباب الى طريق الموت والهلاك. داخل ادارة مكافحة المخدرات، حاول إستعطاف الضباط، يقول إنه كان يعيش فى اس رة مطحونة بمعنى الكلمة، والده مريض ولا يقوى على الحراك، ووالدته ايضاً اصبحت كبيرة فى السن، تعجز عن العمل، وهو اكبر إخواته، ترك التعليم وحاول الحصول على فرصة عمل عن طريقها يستطيع توفير احتياجات اسرته البسيطة، ولكنه فشل، مما يجعل يتاجر فى المخدرات. تحريات الإدارة العامة لمكافحة المخدرات تشير الى انه واحداً من اخطر تجار المخدرات فى القاهرة، وإنه التاجر الاول الذى يعطى المدمنين فى منطقة العجوزة السموم التى تقودهم الى التهلكة. واشارت التحريات ايضاً ان تاجر السموم حاول اخداع رجال الشرطة كثيراً، كل فترة يقوم بتغير ارقام هاتفه المحمول، كما كان يغير من شكله واسم الشهرة الذى يحمله، حتى ان اسمه الحقيقى اصبح مدفوناً تحت عشرات الاسماء الوهمية التى كان يطلقها على نفسه. وتابعت التحريات الى ان تاجر السموم هذا، استغل وسامته وملابسة "الشيك" فى ان يوهم من حوله انه واحداً من ابناء احد المناطق الراقية المجاورة، وإنه يساعد الشباب على توصيل المخدرات اليهم، وإنه ليس فى الاساس تاجر مخدرات. استطاع تاجر السموم خلال شهور قليلة ان يحصل على اموال كثيرة، جعلته يضع الاف من الجنيهات فى رصيدة بالبنك، كما استطاع شراء سيارة عن طريقها يقوم بتوصيل السموم الى المدمنين. تم تحرير محضر بالواقعة، وتم إحالة المتهم الى النيابة العامة التى قررت حبسه اربعة ايام على ذمة التحيقات، امر قاضى المعارضات تجديدهم خمسة عشر يوماً تمهيداً لمحاكمته، ورغم انه استعان بالعديد من المحامين، الإ إنه لم يستطيع نفى التهمه عن نفسه، لتصدر المحكمة حكماً بحبسه خمسة وعشرين عاماً.