يوسف وهبي في مشهد تمثيلي ينتمي إلى عائلة ارستقراطية ثرية من ذوي الأعيان في الفيوم.. والده هو عبد الله باشا وهبي، كان يعمل مفتشا كبيرا للري، ترعرع بداخله حب الفن منذ الصغر، عندما كان يشاهد فرقة الفنان اللبناني سليم القرداحي.. إنه الفنان الراحل يوسف وهبي. بدأ وهبي، بإلقاء المنولوجات في النادي الأهلي وعندما انهي دراسته قرر السفر إلى إيطاليا ليتعلم أصول المسرح والتمثيل وعندما عاد إلى مصر انضم إلى فرقة عزيز عيد. عندما توفى والده، ترك له ميراثا كبيرا قام بالاستعانة به في تأسيس فرقة رمسيس المسرحية عام 1923 بمشاركة أصدقائه حسين رياض، وأحمد علام، وفاطمة رشدي، وكانت معظم مسرحياته مترجمة عن أعمال عالمية لشكسبير، وموليير، وهو ما ميزه عن فرقة نجيب الريحاني، وعلي الكسار، الذي قام بجذب جمهور الطبقة الارستقراطية والأجانب إلى لمشاهدة مسرحياته. قام وهبي، بوضع أسس وقوانين لدى فرقته فقام بمنع التدخين في صالة العرض، وعمل على تقديس ميعاد رفع الستار ومن يتأخر عن ميعاده يتعرض للخصم من مرتبه على الفور بدون أي أعذار، وبجانب التمثيل قام وهبي، أيضا بالتأليف والإخراج المسرحي حتى نتج عن ذلك تأليفه 60 مسرحية وأخرج 185 مسرحية حتى أطلق عليه عميد المسرح العربي. وفى عام 1930 أسس وهبي، شركة رمسيس للإنتاج مع المخرج محمد كريم، وكانت أول أعمال الشركة هو فيلم "زينب" من تأليف الكاتب محمد حسين هيكل وقام ببطولته الفنانة بهيجة حافظ، وهو العمل الذي حقق اللقاء الأول بين الأدب والسينما لتقديم عمل أدبي راقٍ على شاشة السينما المصرية، وفي الأربعينيات كانت فترة تألق يوسف وهبي، حيث كون مع الفنانة ليلى مراد، مجموعة من الأفلام المتميزة مثل ليلى بنت الريف، وليلى بنت المدارس، وليلة ممطرة، حتى أطلق عليه جمهوره لقب فنان الشعب. وفي حقبة السبعينيات قام التليفزيون المصري بالاتفاق مع يوسف وهبي، على تسجيل جميع مسرحياته الضخمة التي قدمها مع فرقته على مسرح رمسيس، وقام عميد المسرح العربي، بالبحث عن نصوص مسرحياته لمراجعاتها تمهيدا لتسجيل الدفعة الأولى منها.
وبعد عدة أيام من البحث المستمر استطاع وهبي، أن يقوم بجمع نصوص مسرحياته جميعا إلا مسرحية واحدة فقط وهي "أولاد الفقراء" فقام بالاتصال بجميع أصدقائه الذين ساهموا في هذه المسرحية لسؤالهم عن النص المفقود لكن دون جدوى. وبعد طول تفكير تذكر يوسف وهبي، بأن لديه بعض الأصدقاء اللبنانيين الذين كانوا من رواد مسرحه ومن هواة جمع نصوص مسرحياته فقام بالسفر إليهم خصيصا إلى بيروت لإحضار نص مسرحية "أولاد الفقراء". أخبار اليوم: 2-12-1972