البابا تواضروس الثاني ونحن نحتفل بعيد الميلاد المجيد نتذكر أن الله عندما خلق الإنسان في البدء أوجد له كل مصادر الطبيعة الشمس والقمر والنجوم والحيوانات والبهائم والبحر ومصادر المياه ومصادر الطاقة وكل ما يحتاج إليه الإنسان علي الأرض، وسلمها لآدم كملك متوج، ولكن كسر آدم الوصية وبدأت الخطية تنتشر وامتدت إلي كل الأشكال الوحشية وصار الإنسان بئرا للرغبات ومع انتشار البشر، انتشرت بعض الفضائل مثل العطاء والتعاون، ولكن انتشرت معها الخطية وأصبح الإنسان يحمل بعض الفضائل مع الخطية. أريد أن أحدثكم عن فضيلة يفتقدها الإنسان وهي فضيلة التطلع للسماء والمدهش أن كل البشر يرون السماء… ولكنهم يختلفون في رؤيتها…. البعض يلجأ إليها أحياناً، والبعض لا ينظر لها، والبعض يراها ولا يركز عليها، وقليلون هم الذين يتطلعون لها. ولكن أصبح الإنسان يتناسي السماء. شخصيات السماء - العذراء مريم :- كانت فتاة نقية تعيش في الهيكل وتخدم الله. العذراء كانت قديسة تتطلع للسماء التي عندما جاءت لها البشرة أنها ستلد المسيح بدون رجل وكانت مستحيلة في علم البشر، استجابت للبشري لأنها كانت تتطلع للسماء. - الرعاة :-.. الرعاة البسطاء الأمناء الذين كانوا يتطلعون في الليل إلي السماء… فظهر لهم الملاك وقال لهم ها أنا أبشركم بفرح عظيم لأنهم كانوا يتطلعون للسماء. وكان هذا في بيت لحم وكلمة بيت لحم عبرية، وتعني بيت الخبز. - المجوس :- كانوا حكماء من المشرق، فكانوا يتطلعون للسماء وعندما رأوا نجما يدل علي ميلاد ملك حملوا هداياهم وذهبوا إلي بيت لحم رافعين عيونهم للسماء وإلي النجم الذي أرشدهم عن مكان ميلاد الرب يسوع… وحملوا له ذهبا ولبانا ومرا وهدايا لا تقدم لطفل. - سمعان الشيخ : كان يعمل مترجما من اليونانية إلي العبرية… وأثناء الترجمة السبعينية، عندما كان يترجم عبارة »ها العذراء تحبل وتلد» أراد أن يستبدل كلمة عذراء بكلمة امرأة، ولكن ظهر له ملاك قال له اكتب ما هو أمامك… وبشره برؤية المسيح. وفي سن أربعين يوماً استطاع أن يحمل المسيح علي ذراعيه وقال عبارته الشهيرة »الآن يا سيدي تطلق عبدك بسلام» وكان يتطلع إلي السماء حتي رأي المسيح. - حنا النبية :- وهي كانت أرملة وكانت تسبح وهي أرملة متطلعة للسماء. الإنسان ينشغل بالأرض وبالأرضيات وكل ما هو علي الأرض له سعادة محدودة سريعا ما تنتهي… ولكن السعادة الآتية من السماء تدوم، ولذلك نصلي ونقول عبارة »كما في السماء… كذلك علي الأرض…». ما هي فائدة التطلع للسماء - أنت تتطلع إلي الله الخالق مصدر وجودك الذي وهبك المسئولية والعلم والموهبة، وكل المعطيات التي يتنعم بها الإنسان، الله الخالق الذي يرعاك والذي عينه عليك من أول السنة إلي آخرها. - تطلع إلي النور… لا أقصد النور المادي ( النجوم )، بل أقصد النور المعنوي الذي ينير في قلبك ويجعل قلبك مستنيرا… ونسمع عبارة »أعمي القلب»…. عندما يكون قلبك منورا تستطيع كل شيء بحكمة ويكون لديك الاستنارة. - مجتمع الفرح… الشعوب تبحث عن السعادة… ولكن تبقي السعادة الحقيقية في السماء… لأن كل ما هو علي الأرض… ينتهي بسرعة ويحمل سعادة مؤقتة، وأما فرح السماء فدائم. يحكي عن ملك كان يبحث عن السعادة وكان دائما ما يسأل الناس عن مصادر السعادة… وكان كل شخص يقول له مصدرا مختلفا لا يجلب السعادة، حتي أتي له شخص وقال له إن السعادة لها قميص عند إنسان فقير يعيش خارج المدينة، فذهب له الملك فسأله هل أنت سعيد؟… فقال له نعم…فسأله الملك هل لديك قميص ؟… فقال يا جلالة الملك ليس عندي قميص… فاكتشف الملك أن سر السعادة موجودة في قلبه بداخله. 4- مجتمع السلام : عندما تطلع إلي السماء، ترخص الأرض في عينك… تمتلك طاقة الفرح… عندما تتطلع إليها تتطلع إلي السلام الكامل الموجود في السماء. 5- مجتمع القديسين : عندما نتطلع للسماء نتطلع إلي مجتمع القديسين ويصبح لك أصدقاء من القديسين وتشعر بالسعادة، ويقول القديس بولس لي اشتياق أن أنطلق وأكون مع المسيح نصلي ألا نرتبط فقط بالأرض بل بكل ما هو في السماء لأن موطن روحك هو السماء، لذلك يجب أن تتطلع الروح إلي موطنها الأصلي. نحن نصلي من أجل كل شخص في مسئولية ونصلي من أجل كل الذين في شدة وكل بلدان أحبائنا في الشرق الأوسط وجميع الأزمات ونصلي من أجلكم جميعا وكل عام وأنتم بخير. ولإلهنا المجد الدائم إلي الأبد.. آمين.