أعلن مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي - أواخر الشهر الماضي - أن أمريكا ستعلق التزاماتها بمعاهدة الصواريخ النووية خلال 60 يومًا إن لم تلتزم موسكو بمسئولياتها ومن جانبها ردت الخارجية الروسية علي ذلك بأنها ستنشر صواريخ نووية بالجزء الأوربي من روسيا إذا انسحبت واشنطن من هذه المعاهدة وأكدت الخارجية الروسية أنها ملتزمة بهذه الاتفاقية ولم تخترقها.. وفي مؤتمر عقد في سوتشي مؤخرا أعلن الرئيس الروسي فلادمير بوتين أنه في حال قيام حرب نووية سيكون الروس (في الجنة) مهددًا بتدمير أي معتد يحاول ضرب بلاده بالسلاح النووي وفي توضيح أكثر قال بوتين (علي المعتدي أن يفهم أنه آتٍ لا محالة وسيتعرض للتدمير وأنه في حالة اندلاع حرب نووية لن تكون روسيا هي البادئة بكارثة من هذا النوع).. ولم تمر ساعات علي هذا التصريح إلا وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزم بلاده علي الانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية الخاصة بالصواريخ القصيرة والمتوسطة المدي مع روسيا وفي تصريح لوزير الدفاع البريطاني جافين وليامسون أكد أن بلاده تقف بحزم مطلق مع أمريكا في قرارها بالانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية، هذا علي الرغم من انتقاد الحكومة الألمانية علي لسان وزير خارجيتها هايكوماس هذا القرار ومطالبة أمريكا بالتفكير في العواقب المحتملة له. وعلي مايبدو أن الحرب الاقتصادية التي شنتها أمريكا والغرب علي روسيا لم تؤت أكلها في وقف التمدد الروسي شرقًا وتمركز القوات الروسية في المياه الدافئة خاصة في البحرين الأسود و المتوسط وإذا ربطنا ذلك بالأزمة الاقتصادية الأمريكية ومؤشراتها المأساوية حيث وصل الدين العام الأمريكي إلي معدلات غير مسبوقة وسجل واحدا وعشرين تريليونًا ونصف تريليون دولار (التريليون ألف مليار) ويمثل ذلك أكثر من مئة وخمسة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي هذا فضلا عن مطالبات ترامب الفجة لدول أوروبا ودول الخليج بدفع تكاليف حمايتها وغير بعيد عن ذلك توتر العلاقات الاقتصادية بين الصينوأمريكا ولهذه الأسباب وغيرها لجأت أمريكا إلي التهديد بحرب نووية.