سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أكثر من مائة خبير أتموا المهمة ٫٫٫ تنقية التراث ومناهج الأزهر..واستبدال النصوص التي تحتمل التأويل صياغة معاصرة بأسلوب مبسط لمعالجة القضايا وتصحيح المفاهيم المغلوطة
لا تتوقف دعاوي مهاجمة مناهج الأزهر واتهامها بالتطرف والجمود مصحوبة بمطالبات بإلغاء التراث..وفي المقابل تستمر جهود الأزهر في إبلاغ رسالته عبر مناهجه التي هي منبع الوسطية وهذا ليس مجرد كلام للاستهلاك ولكنه واقع تقره الدلائل التي يعجز عن رؤيتها المصابون بالرمد أوالمتعامون لحاجات في أنفسهم وأصحاب حرفة التدليس الواضح وتزييف الوعي.. وليس هناك دليلا علي أن مناهج الأزهر بريئة من التطرف أشد وضوحا من أن مناهج الأزهر اليوم هي نفسها مناهج الأمس التي خرجت رواد النهضة المصرية ونهضة العالم الإسلامي بدءا من حسن العطار ومرورا بمحمد عبده والمراغي والشعراوي والغزالي، ووصولا إلي رجال الأزهر الشرفاء الأوفياء لدينهم وعلمهم وأزهرهم، والقائمين علي رسالته في هذا الزمان.أكثر من مائة دولة تثق في الأزهر ومناهجه وترسل أبناءها لطلب العلم في محرابه ليعودوا لنشر الوسطية وليحظوا بأكبر المناصب في بلادهم، ومنهم رؤساء دول وحُكومات ووزراء وعلماء ومفتون ومُفكرون وأدباء وقادة للرأي العام، فلوكانت مناهجه منحرفة هل كان يحظي بثقة الدنيا كلها؟..ولوانخدعت فيه الدنيا هل كان من الممكن أن ينخدع في الأزهر وشيخه،قامة دينية كالبابا فرنسيس بابا الفاتيكان،الذي وصف الإمام الأكبر شيخ الأزهر بأنه إمام السلام ؟ قوائم الإرهابيين خالية من خريجي الأزهر فكيف تتهم مناهجه.. الأزهريون لمن يتدبر كانوا صمام أمن وأمان لشعوبهم وأوطانهم، والأزهر بركةً علي مصر وشعبها جعل منها قائدا للعالم الإسلامي بأسرِه.. وقبلة علمية لأبناء المسلمين في الشرق والغرب..ورغم ذلك فإن مسيرة تطوير مناهج الأزهر لا تتوقف لإيمانه بأهمية مواكبة العصر، يوضحها القائمون علي التطوير في التحقيق التالي. في البداية أكد الشيخ صالح عباس، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، القائم بأعمال وكيل الأزهر الشريف، أن مناهج الأزهر الشريف تدعوإلي اليسر والاعتدال، وتحارب أي فكر متشدد أومتطرف، كما أنها تتميز بتناول كافة الآراء الفقهية بما يتيح للطالب إعمال العقل والتفكير النقدي للانتقاء بين الآراء ويجعله موسوعي النظرة والتفكير. نتاج سنوات وأوضح أن مسألة تطوير المناهج الأزهرية ليست وليدة اليوم ولكنها نتاج عمل سنوات مستمرة حيث تقوم فلسفة التطوير علي رؤية شاملة للجان متكاملة في مختلف التخصصات وهي ليست مقصورة علي الأزهريين فقط ولكنها تشمل العلماء في مختلف التخصصات ومن مختلف الجامعات،حيث عكف الأزهر الشريف طيلة أكثر من خمس سنوات، علي تطوير مناهج التعليم الأزهري بشكل كامل. وأشار د. عباس شومان أمين هيئة كبار العلماء بالأزهر أن التطوير شمل حذف أبواب معينة في مادة الفقه علي المذاهب المختلفة في بعض المسائل، التي لا تتعلق بواقعنا المعاصر، كما تم ترحيل باب الجهاد من المرحلة الإعدادية إلي المرحلة الثانوية، فيما تم إقرار أبواب معينة في مادة الحديث الشريف، تتصل بالواقع، كما تم دمج بعض المواد مع بعضها كمواد الحديث والتفسير والتوحيد والسيرة، والتي كان لكل مادة منها كتاب مستقل، وقد تم دمجها في كتاب واحد وهوكتاب أصول الدين، كما تم إقرار تدريس مادة تعني بالثقافة الإسلامية وضعها الإمام الأكبر شيخ الأزهر د. أحمد الطيب بنفسه، ويتضمن العديد من القضايا التي تتصل بواقعنا، مع تنمية روح الانتماء للوطن، والرد علي كل الأفكار الهدامة ومعالجة القضايا المعاصرة وتصحيح المفاهيم المغلوطة. كما تم التطوير في طريقة العرض والأسلوب. وأكد أن اللجنة التي شكلها الإمام الأكبر للتطوير ضمت أكثر من 100 خبير من داخل وخارج الأزهر، وعملت بشكل متواصل، في تطوير وتعديل جميع مقررات التعليم ما قبل الجامعي في الأزهر، بالإضافة لمراجعة مناهج جامعة الأزهر، والتي تضم 80 كلية، منوها عن أنه سيتم تقييم المناهج الدراسية كل ثلاث سنوات. تبسيط التراث وأوضح أن التطوير الذي تم بالمناهج الجديدة، والمقررات الدراسية بالأزهر، شملت تبسيط العبارات التراثية بعبارات معاصرة سهلة، وحذف الاستطرادات المطولة في الكتب، كما تم حذف بعض الأبواب التي لم تعد مرتبطة بالعصر، بالإضافة إلي ضم فروع العلم الواحد في مادة واحدة في المرحلة الإعدادية، حيث جمعت المواد في مادة أصول الدين، واللغة العربية، والفقه، مع حذف المتون والإبقاء علي الشرح المعاصر، وبالنسبة للمرحلة الثانوية فقد أبقي علي المتون مع شرحها شرحا معاصرًا، وتم استبدال النصوص التي يمكن أن يؤولها المتشددون تأويلا خاطئا، واستبدلت بنصوص صريحة. وأوضح الشيخ علي خليل القائم بأعمال رئيس قطاع المعاهد الازهرية أن التطوير في المناهج التعليمية بالمعاهد الأزهرية قد تم بشكل كامل، وأنه تم خلال السنوات الماضية تطوير 44 كتابا في مراحل التعليم الأزهري المختلفة، بالتعليم قبل الجامعي، من خلال لجنة تطوير المناهج، والتي بذلت مجهودا كبيرًا في التطوير، ليكون الطالب الأزهري مواكبا لمتغيرات العصر، ووجود استراتيجية شاملة للتطوير والإصلاح وتجديد الخطاب الديني. وأكد د. محمد المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر ان الجامعة انتهت من تطوير المناهج لمواكبة التغيرات المجتمعية وتوفير المهارات والخبرات اللازمة للخريج، وفي سبيل ذلك تمت مراجعة أكثر المناهج في الكليات النظرية، وبدأت الجامعة في فكرة الكتاب الموحد لتوحيد المعايير في المقرر بين الكليات المتناظرة، بالإضافة إلي تغيير كتاب الفقه بالنسبة للكليات العملية،بحيث يشتمل الكتاب علي الموضوعات، التي تناسب الفئة المستهدفة،بمعني أن كتاب الفقه مع قطاع الطب يختلف عن قطاع التربية الرياضية وعن كليات التجارة،وقد بدأنا في تطبيق هذا العام الدراسي الحالي.