القوي الناعمة المصرية اخذت في الانهيار بفعل فاعل معروف مع بداية نكسة 67 واكتملت بسقوط المشروع القومي العربي ورحيل جسد عبد الناصر في 70 وتأخر اكتمال هذا السقوط في افاقة مباغته صاغها الجيش المصري بقيادة الرئيس السادات في حرب اكتوبر المجيدة. وجاء السقوط الثاني لمشروع الخلافة الاخوانية علي يد خير اجناد الارض فكان الصعود الجديد للدولة المصرية ونعيش الان ومنذ خمس سنوات مرحلة اعادة الدولة للحياة ومع هذا يظل إنهيارالثقافة وكل القوي الناعمة المصرية في انحدار ممنهج ويصاحبه ايضا هبوط مخل لدور الاعلام بكافة وسائله وادواته وما نراه ونسمعه ونعيشه في الشارع المصري خير مثال وعشنا ثقافة »السح الدح امبو» فتواري عبد الوهاب وام كلثوم وعبد الحليم وجيل العظماء وتحولنا الي ثقافة الميكروباص والتوك توك والماكينة (الموتوسيكل) والصوت العالي والضجيج المخيف بلا ضابط او رابط وانتهينا الي ثقافة واغاني المهرجانات وطبعا ليست مهرجانات الاوبرا او الموسيقي العربية او سيد درويش بل المهرجانات التي تنعق فيها اصوات باسماء غريبة ومريبة وتكون التحية فيها للجمهور بشريط الترامادول وانهارت السينما المصرية كذلك وصلنا الي الممثل الاول والاوحد الذي جعل مهرجانات الضجيج والصخب مسرحا لاجيال من الاطفال الابرياء ترقص بالمطاوي والسكاكين (والسنج) ويصاحب هذا التحول المرعب في سقوط القوي الناعمة سرقة التراث الثقافي المصري من افلام واغان وارشيف السينما المصرية وماسبيرو شاهدة علي هروب او تهريب تراثنا الفني والثقافي الي اسرائيل ويكتمل المشوار ببث اسرائيل لباقه من المحطات الفضائية الموجهة لنا نحن المصريين اولا مع استمرار قنواتهم المسلطة علينا ونراها بوضوح في سيناء والقناة، والخطة بدأت بضرب الجيش في 67 واكتملت بتولي الاخوان الحكم لمدة سنة وانهيار الدولة والان بعد ان تمت الافاقة في 30 يونيو هل سنظل نري الانهيار والتدهور المخطط للثقافة والذوق العام المصري ونسكت لقد ان الاوان في مرحلة اعادة بناء الانسان ان نعيد الروح للقوي الناعمة والثقافة المصرية لتعود لمصر شمسك الذهب.