إننا جميعا في يوم من الأيام سنتقابل أمام الله عز وجل.. وسنحاسب علي كل كلمة تلفظنا بها، وكل فعل قمنا به، بهذه الكلمات طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي المثقفين بالتكاتف مع رجال الدين لتجديد الخطاب الديني، ومواجهة الفكر المتطرف، وحملت كلمة الرئيس، خلال الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، رسالة واضحة وهي أن قضية تجديد الخطاب الديني يجب تحريكها بشكل مستمر. في البداية أكد الروائي يوسف القعيد عضو مجلس النواب، انه من الجيد ان يشرك الرئيس العلماء والمثقفين في مسألة التجديد، ونحن في أشد الحاجة الي خطاب ديني جديد يفرق بين الثوابت والمتغيرات، لا يقترب من الثوابت ويعظم من المتغيرات الحياتية، ودعا وزيرة الثقافة الدكتورة ايناس عبد الدايم الي عقد مؤتمر للعلماء والمثقفين لمناقشة آليات تجديد الخطاب الديني، وأوضح ان كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في احتفالية المولد النبوي الشريف، لها دلالات واضحة في تجديد الخطاب الديني، لأنه دعا إلي التنوع واحترام الاختلاف في الرأي، وهذا يمثل ديمقراطية الإسلام. وأضاف د. جابر عصفور وزير الثقافة الاسبق ان الرئيس السيسي يدعو دائما الي تجديد الخطاب الديني ومواجهة الفكر المتطرف وتنقية كتب التراث، وفي كل المحافل يناشد الرئيس المؤسسات الدينية، والنخبة المثقفة بالوقوف سويا لتجديد الخطاب الديني، ولكن من الواضح ان اغلب القائمين علي الدعوة إلي التجديد يحتاجون إلي دورات تدريبية مكثفة، حتي يستطيعوا التجديد، كما ان البعض ليس لديهم اقتناع بالتجديد ويتصورون أنها دعوة غربية لهدم الإسلام، وهذا التطور الخاطئ يعد من موانع التجديد. وأوضحت الاديبة سكينة فؤاد أن حديث الرئيس عن تجديد الخطاب الديني سواء في النص المكتوب او المرتجل شديد الاهمية وقد وضع الرئيس فيه خطوطاً عريضة مهمة للغاية، ونقاط إرتكاز عن علاقة الدين بالسلوكيات والأخلاق والحياة. وأكدت تجديد الخطاب الديني يتطلب تعاون جميع مؤسسات المجتمع المؤثرة، سواء المؤسسات الدينية أو الاجتماعية أو الإعلامية أو الشبابية والثقافية وغيرها، والعمل علي تحويل المبادئ إلي سلوكيات تنعكس علي أرض الواقع مما سيغير كثيرا من المظاهر السلبية للفهم الخاطئ للخطاب الديني التي نراها متفشية في مجتمعنا. كما دعت الكاتبة فريدة الشوباشي الي تكاتف جميع المؤسسات المعنية ومن ضمنها المؤسسات الثقافية من أجل التصدي للأفكار المتطرفة ومعالجة مشاكل الخطاب الديني، فهناك حوادث دموية تقع في المجتمع بسبب هذه الأزمة. وأشارت إلي أن الخطاب الديني لا بد أن يواكب تطور العصر الذي يعتمد علي الكمبيوتر والإنترنت والهواتف المحمولة، وغيرها من الوسائل التكنولوجية الحديثة.