طلبة الاتحادات وصورة سيلفي مع الوزير تجربة ديمقراطية عاشتها الجامعات أخيراً من خلال إجراء انتخابات الاتحادات الطلابية، التي شهدت الكثير من المفاجآت غير المسبوقة في تاريخ الانتخابات الطلابية الجامعية ونتائج تستحق أن تتأمل ومعرفة المتغيرات التي حدثت في تفكير الطلاب. "سوف يكون عاما جامعيا مميزا بفعل المشاركة الطلابية وأنشطتهم المختلفة".. هكذا قال الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي في بداية حديثه عن رؤيته لتجربة انتخابات الاتحادات الطلابية هذا العام والتي تأتي في إطار مبادرة "عام الأنشطة الطلابية" التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي.. وفي ضوء تكليفات سيادته بأن تكون الجامعات قبلة لممارسة الحياة الثقافية والعلمية والبحثية والرياضية والأسر.. ومن منطلق أن الطالب هو محور اهتمام الجامعة.. كما أن الجامعة ليست مكانا لتلقي العلم فقط بل هي أيضا مكان لتدريب الطلاب علي القيادة وممارسة الديمقراطية ولذلك ساهمت الجامعات بشكل كبير في توفير كل ما يتطلب لنجاح العملية الانتخابية للطلاب هذا العام التي تم إجراؤها في أجواء مثالية ومتكاملة.. وهي تجربة تعطي رسالة للمجتمع بأن الجامعات هي لبنة من لبنات مجتمع قوي ومتكامل من خلال ممارسة العديد من الأنشطة التي تؤهل الطلاب فيما بعد لأداء دور إيجابي في المجتمع وليست مجرد مكان للدراسة فقط.. ومن خلال متابعة انتخابات هذا العام نرصد ارتفاع الوعي الطلابي وحرصهم الشديد علي تفعيل هذه التجربة بما يعود بشكل إيجابي عليهم.. ومن منطلق كلما كان هناك اتحاد قوي كانت ممارسة الأنشطة الجامعية قوية في الجامعات.. وهذا ما نتوقعه من الاتحادات الطلابية هذا العام. ويجب أن يكون لرؤساء الاتحادات الطلابية دور فعال في اتخاذ القرارات فيما يخص العملية التعليمية والأنشطة الرياضية والثقافية والفنية وغيرها .. ولابد أن يكون هناك تواصل مباشر بين رؤساء الاتحادات ونوابهم ورؤساء الجامعات، كما سيكونون همزة الوصل بين الطلاب والإدارات الجامعية. قراءة النتائج النهائية للانتخابات الطلابية تكشف مفاجآت غير مسبوقة في تاريخ الانتخابات الطلابية الجامعية وهي نتائج تستحق أن تتأمل ومعرفة المتغيرات التي حدثت في تفكير الطلاب. ويأتي علي رأس هذه المفاجآت ارتفاع مشاركة الطالبات في مراحل العملية الانتخابية بشكل عام مقابل ضعف مشاركة الطلاب وبلغت نسبة الطالبات الفائزات في الانتخابات علي مستوي جميع الجامعات40٪ من إجمالي المرشحين..وتمتد مفاجآت الطالبات لتمتد إلي فوز نسبة كبيرة منهن بمناصب رؤساء ونواب رؤساء اتحادات الجامعات..حيث فازت كل من روان السيد رشدي بمنصب رئيس اتحاد طلاب جامعة طنطا وأحلام وليد أبو المعاطي بمنصب رئيس اتحاد طلاب جامعة دمياط. وفازت بمناصب نواب رؤساء الاتحادات كل من هند عبدالغفار نائبة رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة ذ وهي أيضا فازت بمنصب رئيس اتحاد كلية الآداب و هو المنصب الذي كان حكرا علي الطلاب عبر تاريخ الكلية منذ إنشائها، وإسراء عبدالحميد ضرغام، نائبة رئيس اتحاد طلاب جامعة دمنهور ونيفين أكرم جمال الدين نائبة رئيس اتحاد طلاب عين شمس، ونرمين وائل سمير نائبة رئيس اتحاد طلاب حلوان، ومها محمد عبدالرحيم نائبة رئيس اتحاد جامعة قناة السويس، وسارة عبدالفتاح نائبة رئيس اتحاد جامعة مطروح، وتقي محيي الدين نائبة رئيس اتحاد طلاب جامعة السويس. وفازت الطالبات لأول مرة بمناصب قيادية في اتحاد جامعات الصعيد أسيوط والمنيا وجنوب الوادي بخلاف فوز طالبات برئاسة اتحادات كليات وأمناء اللجان في عدد كبير من الكليات ورئاسة اللجان العليا بمختلف اتحادات الجامعات وصل العدد إلي ذروته في جامعة القاهرة التي شهدت فوز14 طالبة لأول بمنصبي رئيس ونائب رئيس الاتحاد بالكليات بواقع7 طالبات من بين 20 في منصب رئيس الاتحاد و7 مثلهن في منصب نائب رئيس الاتحاد لتتولي المرأة أحد المنصبين الكبيرين في الحياة الطلابية داخل جامعة القاهرة في 10 كليات من أصل20 كلية جرت فيها الانتخابات بل وشهدت كليات مثل الصيدلة والآداب والإعلام لأول مرة فوز طالبة بمنصب رئيس الاتحاد. هنا تقول لنا روان رشدي رئيسة اتحاد طلاب جامعة طنطا: المنافسة هنا يجب ألا نجعلها منافسة بين طالبة وطالب بل هي منافسة بين طلبة يسعون لتقديم أفضل ما لديهم من جهد من أجل تطوير جامعتهم ومساعدة زملائهم وعامل الحسم في الاختيار هو الكفاءة بغض النظر عن أي شيء آخر وهي أيضا مسؤولية كبيرة..ومن هذا المنطلق شغلت من قبل رئاسة اتحاد طلبة كلية الهندسة سنة 2016..وسأسعي إلي أن أكون حلقة وصل بين إدارة الجامعة وطلاب الكليات لخدمة الطلاب الجامعة من خلال توفير كافة الأنشطة والفعاليات واتباع أساليب ابتكارية من شأنها تحفيز الطلاب علي المشاركة في الأنشطة.. وعلي نفس اتجاه زميلتها تقول أحلام وليد أبو المعاطي رئيسة اتحاد طلاب جامعة دمياط: العبرة بالأداء وليس بكون الشخص فتاه أو شاب..ومن يستطيع أن يؤدي الخدمة العامة بشكل جيد .. وأتمني أن يكون عند حسن ظن زملائي جميعا وأن أستطيع توصيل صوتهم إلي إدارة الجامعة وبالطبع هناك خطة عمل للاتحاد سأقوم بتنفيذها مع بقية زملائي. وتقول هند عبدالغفار نائبة رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة ورئيسة اتحاد كلية الآداب: اتحاد طلاب الجامعة مسئولية كبيرة وأمانة في أعناق رئيس اتحاد الطلاب ونائبه وبقية الأعضاء ويجب عليهم أن يكونوا علي قدر المسئولية وأن يكونوا الصوت الحقيقي لجميع زملائهم الطلاب وحلقة الوصل التي تربط بينهم وبين إدارة الجامعة.. ولن ندخر جهدا في خدمة طلاب الجامعة.. ومجلس الاتحاد سيضع خطة عمل للأنشطة الطلابية بالتعاون مع مجلس الجامعة ووزارة الشباب والرياضة وسيشمل تقديم كافة الاحتياجات والخدمات للطلاب. وكشفت الانتخابات أيضا عن مفارقة غير مسبوقة تمثلت في زيادة إقبال طلاب جامعات الأقاليم والمحافظات النائية علي المشاركة في العمل الطلابي كما حدث في جامعة مرسي مطروح حتي أن البعض أطلق علي انتخابات بعض الجامعات بأنها انتخابات "برلمانية مصغرة" من شدة التنافس بين الطلبة بينما تراجعت أعداد المرشحين في جامعات العاصمة الكبري "القاهرة، عين شمس، حلوان" وبعض الجامعات الكبري مثل الإسكندرية والمنصورة وطنطاوالزقازيق.. وبلغ إجمالي عدد الطلاب المتقدمين لانتخابات الاتحادات الطلابية 29 ألفا و533 والطلاب المستوفين للشروط 28 ألفا و58 بنسبة 95٪ وعدد الطعون المقدمة4 آلاف و193 تم قبول1133 طعنا بينما وصل عدد الطلاب المسموح لهم بخوض العملية الانتخابية 26 ألفا و825 بنسبة 95.6٪ وعدد الطلاب المستبعدين بالطعون بلغ4.4٪ من إجمالي المستوفين للشروط، بمختلف الجامعات. وكانت "التزكية" كلمة الفصل في عدد كبير من كليات هذه الجامعات بل إنه تم شغل عدد من المقاعد في عدد من الكليات بالتعيين لقلة عدد المرشحين فيها عن الأعداد المطلوبة لشغل المناصب في اتحاداتها حيث حسمت الانتخابات الطلابية بالتزكية في 7 كليات من كليات جامعة حلوان.. بينما حسمت "التزكية" الانتخابات في (16) كلية في جامعة الزقازيق والغريب أن نفس الجامعة شهدت انتخابات ساخنة جدا في كليتي الطب والتمريض. ومثلت المعاهد العليا الخاصة والفنية الحصان الأسود لانتخابات العام الجاري، حيث سجلت المعاهد زيادة كبيرة في أعداد المرشحين علي العام الماضي، حيث ترشح 5362 طالبا هذا العام مقابل2400 فقط العام الماضي. رؤساء الاتحادات أكدوا حرصهم علي تطوير النشاط الطلابي علي مستوي الجامعات ومختلف الكليات والعمل علي تحقيق ما نادي به الرئيس عبدالفتاح السيسي بضرورة تفعيل الأنشطة الطلابية والثقافية والعمل علي إعادة منظومة القيم والأخلاق الجامعية والاهتمام بتدريب طلاب الجامعات علي ريادة الأعمال والإبداع. أحمد إيهاب عبدالله رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة أوضح قائمة أوليات عمله مع زملائه أعضاء الاتحاد ويأتي علي رأسها مواصلة مسيرة جامعة القاهرة المتميزة في الأنشطة الطلابية.. وسيسعي الاتحاد الي التفاعل مع طلاب المدن الجامعية و تفعيل النشاط علي مستوي جميع كليات الجامعة.. وهذا العام أتوقع حدوث طفرة في مجال العمل الطلابي باعتبار أنه عام الأنشطة الطلابية وهي المبادرة التي أطلقها السيد الرئيس. أما أحمد مجدي العصار رئيس اتحاد طلاب جامعة كفر الشيخ، فيري أن من أهم أهدافه الوصول بالجامعة إلي العالمية بعدما حصلت علي المركز الأول في مسابقة أفضل جامعة مصرية..كما سيعمل علي زيادة نشر الأبحاث العلمية دوليا وتفعيل دور الأنشطة الطلابية والتثقيفية والتوعوية.. وعمل تبادل علمي بين الكليات العلمية لتنويع مصادر المعرفة باعتبار عام 2019 هو عام التعليم وهي المبادرة التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي..كما سنشارك ونتعاون مع إدارة الجامعة خلال استعدادها لاستقبال أسبوع شباب الجامعات الذي من المتوقع أن يشارك فيه نحو ألف طالب وطالبة من مختلف الجامعات وسنسعي لأن يكون فرصة لإثراء التعاون الطلابي بين الجامعات. وأكد مصطفي فريد رئيس اتحاد طلاب جامعة حلوان أنه سيعمل سريعا علي استكمال ما بدأ تنفيذه في اتحاد الجامعة العام الماضي لتحقيق مخطط تطوير للعمل الطلابي ويقول: إنني شرفت بتولي منصب نائب رئيس اتحاد الجامعة العام الماضي وسأعمل علي استكمال العمل في ثلاثة محاور علي رأسها زيادة الأنشطة الطلابية وإضافة أنشطة أخري مبتكرة تساعد علي توسيع دائرة المستفيدين من النشاط الطلابي ودعم إدارة الجامعة في العمل علي تطوير المنشآت الجامعية إضافة إلي وضع آليات لحل مشكلات الطلاب وإيجاد طرق مبتكرة للوصول إلي أكبر عدد من الطلاب. ومن جانبه قال أشرف خالد يسري رئيس اتحاد طلاب جامعة عين شمس: لدينا خطة واضحة للعمل بالتنسيق مع اتحادات الكليات خلال الفترة المقبلة سنعرضها علي مجلس اتحاد الجامعة في أول اجتماع له مع استكمال ما بدأه اتحاد العام الماضي في زيادة توعية الطلاب بأهمية النشاط الطلابي.. والتركيز بشكل خاص علي تطوير النشاطين العلمي والثقافي وزيادة فرص التدريب أمام طلاب الجامعة لتأهيلهم لسوق العمل وكذلك تطوير النشاط الرياضي ليكون علي غرار النشاط الرياضي في الجامعات الأمريكية.